السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد لقمان.. إماراتي يسعى لتغيير العالم بالكلمة والصورة

محمد لقمان.. إماراتي يسعى لتغيير العالم بالكلمة والصورة
31 يوليو 2015 00:35
أشرف جمعة (أبوظبي) في مرحلة مبكرة من العمر، شكلت مكتبة البيت وجدان الشاب الإماراتي محمد نزار لقمان الذي حاز جائزة «المخرج الطموح» من مهرجان جامعة زايد السينمائي في دورته الأخيرة، فكانت هذه المكتبة هي الحافز الأول للاطلاع على ثقافات إنسانية مختلفة، ووفرت له مناخاً جيداً لإتقان لغته الأم، فكتب العديد من القصص القصيرة وموضوعات التعبير التي أبكت واحدة منها معلمته في المرحلة الإعدادية نظراً لمنحاها الإنساني ورسالتها للعالم لكي يتعايش الجميع تحت مظلة الحب والسلام، لكن لقمان الذي يعشق الكتابة يمتلك موهبة الرسم والتصميم على الملابس، فضلاً عن الإخراج السينمائي، وسعيه لإخراج فيلم عن الإمارات برؤية جديدة. زمام التعبير وحاول محمد لقمان قراءة كتب تفوق مستوى استيعابه، لكنه كان يصر على إكمالها لأنه يستمتع بها من الناحية اللغوية رغم أن أكثر المفردات لا يفهمها، ومع مرور الوقت أصبح زائراً دائماً لمكتبة والده التي تضم عدداً كبيراً من الكتب في مجالات يغلب عليها الطابع الأدبي والإنساني. «كلنا واحد» وعن أهم المواقف التي جعلته يدرك أن في داخله موهبة حقيقية عندما كتب موضوعاً تعبيرياً في المرحلة الإعدادية بعنوان «كلنا واحد»، كان يهدف من خلاله إلى أن يعيش الناس في سلام وأمن، بحيث تصبح الأخلاق الكريمة هي الرباط الذي يوحد العالم تحت مظلة واحدة، وعندما قرأ الموضوع في حجرة الدرس أمام زملائه الطلاب، بكت معلمته من شدة تأثرها. عالم متغير يبين الطالب في جامعة زايد محمد لقمان أنه بدأ مرحلة كتابة المقال والقصة في مرحلة مبكرة، إذ إنه يشعر دائماً بأن الخيال يحركه ويدفعه للكتابة، لكنه يأمل في أن تكون كتابة في مصلحة الإنسانية، وأن تغير شيئاً في محيط الناس، وأن تدفعهم للتمسك بإنسانيتهم في عالم متغير مليء بالصراعات والمشكلات التي أثرت على تفكير الناس، ودفعت بعضهم للخوف من المجهول والمستقبل معاً. فك العقدة ويؤكد أنه يعكف حالياً على كتابة رواية طويلة من أجزاء عدة، بحيث تقع أحداثها في عالم متخيل لا يتشابه مع العالم الذي يعيش فيه الإنسان، وأن يعطي رسائل أن الخير ستكون له الغلبة دائماً، إذ يعتقد بأنه سينتهي من الجزء الأول في غضون ستة أشهر، وتدور أحداثه حول شرير يسعى للسيطرة على المحيط الذي يعيش به، لكن بطل الرواية يتصدى له بأساليب وحيل جذابة وغير متوقعة، فضلاً عن أن الأحداث تتشابك وتتبعها مواقف إنسانية عارمة تعمل على اشتعال بؤرة الصراع، ومن ثم الوصول إلى فك العقدة بنهاية غير متوقعة. سياق مختلف وحول التقدير الذي حصل عليه من مهرجان جامعة زايد السينمائي مؤخراً والذي حاز عنه جائزة «المخرج الطموح»، يقول محمد نزار لقمان: «منذ طفولتي وأنا أعشق السينما، وعندما اشتد عودي وكبرت بعض الشيء تنقلت كثيراً بين دور السينما محاولاً اكتشاف الرؤى الإخراجية بنفسي، ولماذا قرر مخرج العمل التصوير في هذا المكان أو ذاك؟ وكيف جعل النهايات في سياق مختلف عما يدور في ذهن الجمهور؟!»، ويلفت إلى أنه توصل إلى فكرة مفادها أن السينما هي الأقدر على الوصول إلى الناس سريعاً، وبإمكانها عبر تقديم الأعمال الجيدة أن تغير واقع المجتمع وتبرز السلبيات، وتحرك الناس نحو الطموح، لذا انتهز أول فرصة لكتابة وإخراج أول عمل سينمائي قصير مدته 7 دقائق، وحصلت به على جائزة أعتز بها وأضعها وساماً على صدري من أعرق الجامعات وبشهادة من خبراء في مجال السينما. قصة الموت وعن الأسباب التي جعلته يختار الموت قصة العمل، يبين أنه أعجب كثيراً بمادة كان يدرسها في العام الماضي عن فلسفة الحب والموت في كل شيء، فاستلهم منها قصة شاب يعود بالذاكرة إلى طفولته، ويسترجع قصص الموت التي حدثت في محيط أسرته لراحلين أعزاء عليه في إطار درامي مكثف، فضلاً عن أن تقنيات التصوير كانت مبهرة، حيث استطاع زميله صالح هلابي أن يستخدم تقنيات حديثة، ويرى أن دعم أستاذه في الجامعة نزار عنداري كان له أثر كبير في تقديم هذا العمل بصور لافتة. لمسة محبة وحول طموحات محمد لقمان المستقبلية، يوضح أنه يحلم بكتابة فيلم عن الإمارات مختلف في كل شيء، بحيث يظهر الدولة في ثوبها الإنساني العميق باعتبارها دولة إسلامية عربية تتقبل جميع العقائد والأديان. وتشمل جميع الجنسيات المقيمة على أرضها بكل الحب والاحترام، وتقدم المساعدات للجميع تحت مظلة التعاون وإضفاء لمسة محبة على العلاقات بين البشر، غير أنه حين يقدم على بلورة هذا العمل سيخرجه بأسلوب مختلف، وسيقدم فيه تجربة ذات ملامح خاصة، سواء في طريقة السيناريو أو الإخراج السينمائي. خطاب إلى الجامعة بخصوص أهم الصعوبات التي واجهته في أثناء تصوير فيلم «الفصل الأخير»، الذي حاز عنه جائزة كبيرة، يذكر أن مواعيد المحاضرات كانت مختلفة بالكلية مع مصور العمل، فضلاً عن أن مكتبة الجامعة كانت تغلق في نحو السابعة مساء، لكنه بعد جهد كبير استطاع أن يتغلب على هذه المشكلات عبر مخاطبة الجامعة التي سمحت له بساعة إضافية في المكتبة، وكذلك استطاع أن ينسق مع زميلة للحفاظ على مواعيد التصوير، وعلى الرغم من ذلك، فإنه كان يشعر بسعادة بالغة رغم الصعوبات الكثيرة. لمسة إماراتية الرسم محطة أخرى في حياة الشاب الإماراتي محمد لقمان الذي يؤكد أنه يعبر به عن مشاعر مختلطة بداخله، وهو ما يدفعه إلى رسم أشكال غير مؤلفة، ويحاول بعد ذلك أن يضعها على القمصان القطنية، ومع مرور الوقت أصبح يجيد تصميم الكثير منها، وهو ما يدفعه إلى المغامرة، ومن ثم الدخول في مجال وضع تصاميم على القمصان من ابتكاره الخاص، بحيث تكون بلسمة إماراتية خالصة تنافس التصميمات العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©