الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد مراد: خاطرت بحياتي في مستشفى المجانين من أجل «الفيل الأزرق»

أحمد مراد: خاطرت بحياتي في مستشفى المجانين من أجل «الفيل الأزرق»
19 أغسطس 2014 23:16
يشعر الكاتب الروائي أحمد مراد بالسعادة الكبيرة بعد أن حقق فيلم «الفيل الأزرق» الذي يعرض حالياً في شاشات العرض السينمائية الإماراتية نجاحاً كبيراً واعتلائه عرش شباك التذاكر منذ عرضه في عيد الفطر في دور العرض المصرية، خصوصاً أن الرواية كانت موجودة بين الناس قبل تحويلها إلى فيلم سينمائي، وكان يعرف مسبقاً ردود أفعال الجمهور حولها، لكنه أكد أن نجاح «الفيل الأزرق» سينمائياً، يضعه في تحد من أجل استمراره في كتابة قصص مؤثرة ومختلفة تنال إعجاب الجمهور. تامر عبدالحميد (أبوظبي) يعد فيلم «الفيل الأزرق» الذي يعرض حالياً في صالات العرض الإماراتية، وشارك في بطولته كل من كريم عبدالعزيز ونيللي كريم وخالد الصاوي ولبلبة، والذي تولى عملية إخراجه مروان حامد، وقامت بإنتاجه شركة لايت هاوس فيلم والباتروس للإنتاج، هو الأول من نوعه في العالم العربي، إذ يقدم خدعا بصرية هي الأفضل على الإطلاق من حيث الإخراج المتقدم والتمثيل الجيد والرواية الفريدة من نوعها، فضلًا عن الإنتاج بأحدث وسائل التكنولوجيا المتطورة، حيث ثم استخدام أحدث التأثيرات البصرية في الفيلم التي قامت به «?بيوف?»، وهي الشركة الفرنسية الرائدة في عالم المؤثرات البصرية التي نفذت أفلاماً عالمية كبرى مثل «أفاتار» و«لايف أوف باي» و«ثور». تشويق وإثارة وحول إذا فكر أثناء كتابته لرواية «الفيل الأزرق» لتحويلها إلى عمل سينمائي أوضح أحمد مراد في حواره مع «الاتحاد»، أنه لم يتوقع إطلاقاً أن يتم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي، وكان يكتبها مثل كل الروايات التي كتبها سابقاً، لكنه اجتهد فيها بشكل كبير لدرجة أنه استعان بكتب عن الجن والخيال، وخاطر بحياته بدخوله عنبر «8 غرب» في مستشفى العباسية، الذي يعد من أخطر العنابر، لاسيما وأنه يضم أخطر المرضى النفسيين الذين ارتكبوا جرائم قتل، وجلس معهم وتحدث إليهم كي يعرف ردود أفعالهم وسلوكياتهم، معتقداً أن هذا ما لفت انتباه المخرج مروان حامد في تحويلها إلى عمل سينمائي وقال: بحكم علاقتي الوطيدة مع صديقي مروان، فبعد انتهائي من كتابة كل رواية، أرسلها له لكي يقرأها ويعطيني بعض الملاحظات إن وجدت، ومن بين كل الروايات اختار مروان «الفيل الأزرق» لكي يحولها إلى فيلم سينمائي، حيث استفزته طريقة سرد الرواية المليئة بعناصر عدة منها التشويق والإثارة والجريمة إلى جانب الخيال والصراع بين الإنس والجن. وتابع: بعد أن أرسلت «الفيل الأزرق» لمروان لكي يقرأها ويبدي رأيه لي عنها، اتصل بي بعد عدة أيام، ليخبرني عن قراره بتحويل الرواية إلى عمل سينمائي، فوافقته على هذا القرار، لاسيما وأنني أثق تمام الثقة في قدرات مروان الإبداعية في عالم الإخراج. نجاح إضافي ورداً على سؤال حول إذا كان الفيلم أضاف إلى الرواية نجاحاً أكبر، أكد مراد أن رواية «الفيل الأزرق» قد حققت أعلى المبيعات منذ صدورها وفق إحصائيات دور النشر، ورغم أنه لا ينكر أن الطريقة الإخراجية الإبداعية التي قدمها مروان حامد في «الفيل الأزرق»، حققت نجاحاً فاق التوقعات، لدرجة أن الفيلم اعتلى عرش شباك التذاكر منذ عرضه في عيد الفطر بدور العرض المصرية، إلا أن الرواية في النهاية هي الأصل، لذلك فكل منهما أضـاف إلى الآخـر نجاحـاً علـى حد قوله. أبواب السينما أحمد مراد الذي تخرج في معهد السينما في مصر، وسعيد جداً بعرض «الفيل الأزرق» في الإمارات، أكد أن مروان فتح له أبواب السينما على مصاريعها، لاسيما وأن حلم السينما كان يداعبه منذ فترة، مشيراً إلى أن كان هدفه من خلال قصة «الفيل الأزرق» وطريقة كتابته أن يعرض بشكل مختلف طريقة تلبس الجن في جسد الإنسان، والصعوبات التي يواجهها أطباء علم النفس في تشخيص مثل هذه الحالات، وكيفية معالجتها بالشكل المناسب. نهاية مختلفة وفي الجانب المتعلق بوجود اختلاف في نهاية الرواية عن نهايتها في الفيلم، خصوصاً أنه في نهاية الرواية يحاول «يحيى» الذي لعب دوره كريم عبدالعزيز مساعدة صديق عمره «شريف» الذي جسد شخصيته خالد الصاوي، على خروج الجن من جسمه، وحينما ينجح في ذلك يدخل الجن إلى جسم يحيى نفسه، بينما في الفيلم لا يحدث ذلك، أوضح مراد أن طبيعة قراء الروايات مختلفة تماماً عن طبيعة عاشقي مشاهدة الأفلام السينمائية، وقال: في الرواية تستطع أن تتلاعب بمخلية القارئ، لدرجة أنه من الممكن أن يضع النهاية التي يحبها، أما في الأفلام فيجب أن نضع نهاية مقنعة للمشاهد، وكان علينا أن نظهر في العمل أنه على الرغم من أن الجن تحكم في الإنسان طوال أحداث الفيلم كاملة، إلا أنه في النهاية استطاع الإنس أن ينتصر على الجن. إشادة فنية وعن رأيه في كريم عبدالعزيز وخالد الصاوي وطريقة تجسيدهما لشخصيتي «يحيى» و«شـريف» قال مراد: ثنائي «الفيل الأزرق» أبدعا وأظـهرا براعتهــما في تجســيد «يحيى» و«شريف»، فبـالنســبة لكريم الذي عرفه الجمهور بخط سينمائي محـدد في طبيعة كل أفلامه، إلا أنه خــاطر بهــذه التجــربة، وبهذا الدور المختلف ونجح في ذلك بجدارة، أما خالد الصاوي فشــاهدتي فيــه مجــروحــة لأنه يستطع أن يتقـن أي دور يعرض عليه وببراعة، ومسيرته الفنية الطويلة وأدواره المختلفة أكبر دليل على ذلك. الأفلام المتميزة تخفق في تحقيق إيرادات لا ينكر الكاتب أحمد مراد أنه عاش حالة من القلق الشديد قبل صدور الفيلم في دور العرض بعيد الفطر المبارك وقال: عشت في توجس كبير، لاسيما وأن معايير السينما في الوقت الحالي اختلفت تماماً، فمن الممكن أن نجد أحد الأفلام المتميزة أخفقت في تحقيق إيرادات، بينما تجد الآخر «تافهاً» لكنه يحقق أعلى الإيرادات في تاريخ السينما، الأمر الذي جعل فريق عمل «الفيل الأزرق» بأكمله «مرعوب» من هذه التجربة الجديدة والمختلفة في ظل غياب هذه المعايير، إضافة إلى الخوف الأكبر من عرضه في عيد الفطر، لاسيما أن جمهور السينما في العيد يفضل نوعية معينة من الأفلام التي تندرج تحت طبيعة الأعمال الكوميدية الخفيفة، لكننا كسبنا التحدي في «الفيل الأزرق»، وراهنا على أن ذوق الجمهور في الأعمال الجادة والمختلفة لم يتغير. قصة الفيل الأزرق تدور أحداث الفيلم حول الطبيب النفسي «يحيى» الذي يلعب دوره كريم عبدالعزيز، الذي يعود إلى عمله في مستشفى العباسية بعد انقطاع خمس سنوات عن العمل بحجة أنه يحضر رسالة الدكتوراه، لكن الحقيقة أنه يبتعد عن المجتمع ككل بعد أن تسبب في وفاة زوجته وابنته أثناء سفرهما، حيث تشاجرا في الطريق، واضطر لشرب كثير من الخمر أثناء القيادة، الأمر الذي تسبب في قيامه بحادث ووفاتهما، وحين عاد للعمل حتى لا يفصل من قبل إدارة المستشفى، وجد صديق عمره الدكتور «شريف مدكور» الذي يلعب دوره خالد الصاوي، متهماً في جريمة قتل، لتكون مهمته التأكد مما إذا كان مريضاً نفسياً حين ارتكب الجريمة أم كان في قواه العقلية، ويظل يحاول اكتشاف الحقيقة بطرق عدة مع شقيقة «شريف» نفسه التي تلعب دورها نيللي كريم، والتي كان يقع في غرامها «يحيى» في السابق، وكانا متفقين على الزواج، إلا أن رفض «شريف» لهذا الزواج حال دون ذلك، ليكتشف «يحيى» في نهاية الأمر أن صديق عمره «ممسوس بالجن» وهو من يتحكم به وبتصرفاته، فيحاول «فك الشفرة» والتأكد من كيفية دخول الجن إلى جسمه من خلال بعض التفاصيل المقتضبة التي يخبره عنها «شريف»، وذلك من أجل مساعدته في التخلص من هذا المس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©