الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرة الغص تستعين بـ «نيمو» وهيلين كيلر لتدريس اللغة الإنجليزية

مهرة الغص تستعين بـ «نيمو» وهيلين كيلر لتدريس اللغة الإنجليزية
22 يناير 2012
استطاعت المعلمة مهرة الغص اختراق قلوب طلبتها، من خلال طريقتها التدريسية للغة الإنجليزية، عن طريق الشخصيات الكرتونية والأعمال الأدبية المعروفة، إذ تعمل على مزج كل المؤثرات الصوتية السماعية والبصرية والحسية أيضا، لاستيعاب العمل الأدبي، وتعمد إلى اختيار أعمال فنية لتمرر عدة رسائل تسهم في بلورة شخصية الطفل المعرفية والحياتية، ولا تكتفي الغص بتدريس اللغة الإنجليزية، بل تتطرق إلى مختلف العلوم التي يتحدث عنها العمل، ما يساعد على تكوين الطالب لحصيلة معرفية مهمة. تعرف المعلمة مهرة الغص بشغفها وعشقها لمشروعها، الذي أطلقت عليه اسم «الطريق إلى قلب الطالب»، حيث تعمل على جلب بعض القصص المستوحاة من الأدب العالمي، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من الأدوات المساعدة، التي ترسم من خلالها ملامح الشخصيات، وتفاصيل الحكايات لتغرق الفصل الدراسي في عالم العمل الأدبي، ما يجعل الطلبة يعيشون القصة ويشخصونها على أرض الواقع، فتكون الحصيلة النهائية امتلاك الطالب للقدرة على التعبير عن ذاته، والمقدرة على تلخيص القصة وقراءتها بسلاسة. نتائج مذهلة ترى الغص، الحائزة على عدة جوائز منها جائزة «المعلم النموذجي» على مستوى المدارس النموذجية في أبوظبي، وجائزة «الآفاق للتميز» على مستوى مدرستها، أن التعليم بهذه الطريقة استطاع أن يحدث الفرق على مستوى طلابها، موضحة أنها تراعي الفروق الفردية بينهم، وتأخذ في الاعتبار ما يتطلع إليه المجلس التعليمي في أبوظبي والنظام المدرسي الجديد، فالطريق إلى القلب هي فكرة مبتكرة ومنهج جديد وطريقة جذابة وممتعة للتعليم، كما تؤمن الغص، التي قامت بتجريب ذلك على فصولها، ونالت عليها الاستحسان حيث عبر أولياء الأمور عن ذلك من خلال الاستبيانات التي توزعها عليهم. وتشير الغص، المعلمة في مدرسة الآفاق النموذجية، إلى أن مشروعها الذي يعمل على تعليم اللغة الإنجليزية عن طريق المصادر الأدبية والشخصيات الكرتونية المعروفة، طبقته لسنوات طويلة وأعطى نتائج مذهلة، إذ تحسن مستوى الأطفال الذين طبق عليهم المشروع بشكل كبير، وتطورت قدرتهم على تمثيل الأعمال المختارة. وعن مشروع الطريق إلى قلب الطالب، تقول الغص «يعمل البرنامج على خلق بيئة تعليمية جذابة، مع استخدام طرق تعليم حديثة لغرس حب اللغة الإنجليزية في نفوس الطلاب». وتضيف «بدأت التدريس منذ تسع سنوات، وجربت مختلف الطرق مع طالباتي ومنذ أن بدأت تطبيق طريقتي المبتكرة منذ سنتين في الصف الثالث، نالت قبولا فائقا منهن، حيث تستطيع اليوم الطالبات تأليف وكتابة نصوص أدبية باللغة الإنجليزية». وتشير إلى أن الفكرة بدأت من خلال البحث عن طريقة ترغب الطالبات باللغة الإنجليزية، واستوحتها من حب الأطفال للقصص والشخصيات الكرتونية، فاستغلت ذلك في تحبيبهم للغة، لكن بطريقة تنقل القيم، وتركز على الأفكار، وتحسن من خلالها سلوك الأطفال من خلال رسائل العمل التربوي. بيئة تعليمية تقول الغص «بدأت أعلمهم اللغة بالاعتماد على قصة مدعمة بفيلم لجعل الحصة فعالة ولتغطية الفروق الفردية، وقمت بتجهيز بيئة تعليمية تجذب الطالب وصممت كتيبات تدعم القصة مختلف المهارات، وهكذا فإنني في تدريسهم لشخصية «نيمو» جهزت الصف لتمثيل القصة حيث أعددت ملصقات وقصاصات، وتحول الصف إلى بيئة فاعلة لإنتاج الأفكار والتعاطي مع الشخصية. ولجعل الطالبات يحسن مستواهن الكتابي، تقول الغص «اخترعت صندوق بريد، وطوابع بريدية وضعت عليها شخصية نيمو، ووجهت الطالبات لكتابة رسائل لهذه الشخصية المحببة لديهن، وكنت مضطرة للرد على كل الرسائل الواردة للصندوق، لدعم وتعزيز القدرة على الكتابة، حيث أصبحت الطالبات يبحثن عن أساليب جميلة لكتابة الرسالة، وهذا يساعد على الكتابة دون توجيه وإجبار بطريقة مرحة، بالإضافة إلى استرجاع دور ساعي البريد، والطوابع البريدية». وتوضح «من خلال البرنامج نتطرق إلى العديد من الجوانب العلمية والفنية والإبداعية، بالإضافة إلى تمرير القيم وإصلاح السلوك، ويساعد هذا البرنامج أيضا على الفهم، والكتابة، والمحادثة، والاستماع، وحفظ القواعد وغيرها». وتضيف «تابعت استخدام هذا الأسلوب في الصف الرابع وهذه السنة في الصف الخامس مضيفة المواضيع التي يطرحها المجلس، وكل سنة أقوم باختيار قصة أصعب وأقوم بإضافة جديدة، فمثلا في قصة هيلين كيلر التي تحمل الكثير من المعاني وتعلم العديد من مسارات الحياة فإنني علمت البنات طريقة برايل لإدخالهم في عالم القصة، وما كانت تعانيه البطلة، وذلك لتقمص الشخصية والوصول إلى شعور هيلين كيلر، وبالتالي استطاعت الطالبات تقمص الشخصية وتمثيلها بحرفية عالية». وتؤكد «هذا المشروع سيكون مجال دراستي للدكتوراه؛ فمن خلاله أطور العملية التعليمية في الإمارات». الخطة الاستراتيجية تقول الغص إن البرنامج إذا تم تطبيقه على مستوى المدارس في الإمارات سيتحسن تعلم الطلبة للغة الإنجليزية، ويبني شخصيات قيادية، بحكم ما يتعلمونه من حوار ونقاشات على مستوى محاور القصص وتشخيصها أحيانا على شكل مسرحيات، وعلى المدى البعيد فإن المشروع سيحقق الأهداف التالية: تخريج طلبة متمكنين من اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة، وقادرين على مخاطبة الناس، والتعبير عن أنفسهم بصورة ممتازة، وسيساعد في تطوير تعلم المواد الأخرى التي تدرس باللغة الإنجليزية كالعلوم والرياضيات، كما سيساعد البرنامج على تأهيل الطلبة للثانوية العامة والجامعة، وسيساعد في صقل مهارات الهيئة التدريسية باستخدام التكنولوجيا وأساليب مبتكرة في البيئة التعليمية». وتشير الغص إلى أن مشروعها يتوافق مع رؤية مجلس أبوظبي للتعليم، حيث يعمل على توفير نظام تعليمي ذي مستوى عال يدفع جميع الطلبة نحو استغلال كامل إمكاناتهم وقدراتهم بما يجعلهم مؤهلين للتنافس على المستوى العالمي، ويطبق رسالة المجلس بتخريج طلبة على مستوى عالمي، يمتلكون وعياً ثقافياً وتراثياً راسخاً، ومؤهلين لمواجهة التحديات الكبرى. وتضيف «يتوافق البرنامج أيضا مع النموذج المدرسي الجديد، إذ يعتمد على منهج جديد للتعليم، يركز على مواجهة التحديات الموجودة في قطاع المدارس الحكومية لقيادة عمليات التطوير الملموسة والمحددة في تقديم الخدمات التعليمية. وهو أساس شامل للتعليم يتيح تحقيق النتائج المرجوة من الطلبة من خلال تطوير الجوانب الرئيسية في العملية التعليمية وهي: مستوى التدريس والبيئة التعليمية والقيادات المدرسية ومشاركة أولياء الأمور، وسيتم من خلال هذا النموذج وضع منهج دراسي جديد واتباع وسائل تدريس حديثة بهدف الارتقاء بمستوى الطلبة ليصبحوا مفكرين مستقلين يمتلكون مهارات الابتكار وحل المشكلات». أساليب التدريس وتلفت المعلمة مهرة الغص إلى أنها تقدم المشروع لرؤساء الأقسام وتدربهم عليه من خلال ورشات عمل، حيث تساعد على صقل مهارات المعلمين، لتنقل لهم هذه التجربة، ولتمكنهم من تطبيق الطريقة الحديثة المقترحة، كما تقول إن المستهدفين أيضا كليات التربية في الجامعات لتأهيل معلمات المستقبل، والمدارس التي ترغب في تطبيق المشروع، أما عن الفوائد والقيم والرسالة من المشروع فتوضح «هذا المشروع سيساعد على تحسين العملية التعليمية وصقل أساليب التدريس وتحسين اللغة الإنجليزية بشكل فائق وجعل الطلبة متفاعلين ومرتبطين بالعملية التعليمية بشكل ممتع». ولدى الغص تصور كامل لمشروع «الطريق إلى قلب الطالب»، حيث درسته سنوات عدة، ولاحظت التطور الكبير للطالبات، أما عن الميزانية التي يتطلبها تطبيق البرنامج فتشير إلى أنه يتطلب جهدا بشريا وخبراء في مجال التعليم أكثر من المال، وفي هذا الصدد، توضح أن كل القصص والأدوات التي تستعملها حاليا لتدريس الطلاب على نفقتها الخاصة، مؤكدة أنه يمكن إعداد مقترح مالي مفصل بعد أخذ هذا المشروع في الاعتبار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©