الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القناعة كنز لا يفنى

20 أغسطس 2014 02:41
«يا حظ صديقتي فاطمة، فهي تملك زوجاً قديراً يقدرها ويشتري لها جميع الهدايا، وانظري إلى صديقتي دانة يالحظها القوي ففي كل سنة يسفرها زوجها إلى كل مكان وكأنه ابن بطوطة هذا الزمان، وابنة خالتي زكية ما شاء الله عليها زوجها يعطيها راتبا شهريا يغنيها عن العمل ويمنحها العيش برفاهية كبيرة، وهذا زوج أمينة منح زوجته سيارة باسمها والبيت باسمها حتى خط الهاتف في المنزل باسمها، وذلك صديق زوجي ناجح في عمله سعيد بين أسرته، حياته في عز والخير يهب عليه من كل صوب وحدب، كل هؤلاء من البشر يمتلكون الكثير وأنا لا أمتلك شيئا من كل هذا، الأمر الذي يجعلني أشعر بحزن عميق على حالي وعلى حظي التعيس في هذه الدنيا!!؟». من منا يا جماعة الخير يقارن بينه وبين من حوله؟ فلنكن واقعيين وصادقين مع أنفسنا ولنجب بأن: الكثيرين- إلا من رحمهم ربي- يعانون من حمى المقارنة بين أنفسهم وبين من هم حولهم، حتى أن البعض منهم وصل في هذا الشأن إلى درجة الغيرة والحقد والبغض والكره للأشخاص المحظوظين، متناسين بأن الله سبحانه وتعالى هو من قسم الأرزاق على عباده، وهو أعلم بحاجاتهم وبحالهم، الإنسان القنوع يحبه الله ويحبه الناس، والقناعة تحقق للإنسان خيراً عظيماً في الدنيا والآخرة، والقناعة سبب البركة، فهي كنز لا ينفد، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنها أفضل الغنى، فقال: (ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس) ، فالمسلم عندما يشعر بالقناعة والرضا بما قسمه الله له يكون غنيا عن الناس، عزيزاً بينهم، لا يذل لأحد منهم، المسلم القانع يعيش في راحة وأمن واطمئنان دائم، أما الطماع فإنه يعيش مهموماً، ولا يستقر على حال. أختم بقول أحد الحكماء: سرور الدنيا أن تقنع بما رُزِقْتَ، وغمها أن تغتم لما لم ترزق، فكن عزيزي القارئ قانعاً بما رزقك الله، حامدا لنعمه، شاكرا على حالك، أنا أعلم بأننا نريد الأفضل لأنفسنا وهذه طبيعة النفس البشرية، ولكن من الجميل أن تكون لديك القناعة بأن الرزق من الله وأنك إن كنت تريد المزيد فعليك أن تفعل وتقدم المزيد، فاسع في حياتك إلى الأفضل، تنال الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.. وأنتم لها. ريا المحمودي - رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©