بين أيام مضت على احتفالية شرطة أبوظبي بستين عاماً على تأسيسها، وساعات تفصلنا عن اليوم الوطني الـ46، والعاصمة أبوظبي تنعم بالأمن والأمان، ومن مينائها تنطلق كل سفن الريادة والسعادة نحو إمارة واعدة برؤية استشرافية تضمن حياةً راقية للمواطن والمقيم والزائر، وفي بوتقتها تصبّ الخدمات الشرطية العصرية وفق أحدث المعايير العالمية.
دربٌ طويلٌ لا تُجزيه الكلمات ولا تُكافئه الأرقام ولا أرقى الجوائز، بدأ عام1957 واستغرق 60 عاماً من التحديات والنجاحات، حتى وصلت شرطة أبوظبي لما هي عليه اليوم، لتتصدّر الإمارة بفضل الجهود الشرطية المركز الأوّل عالمياً لعام 2017 كأكثر المدن أمناً وأماناً متقدمة على العاصمة السنغافورية وميونخ الألمانية، وكيوبيك الكندية وزيورخ السويسرية. كما أصبحت أبوظبي أقل مدن العالم في وقوع الجريمة وفقاً لتقرير «نومبيو» الأميركي المتخصص في رصد تفاصيل المعيشة في أغلب بلدان المعمورة. وتوّج المتعاملون شرطة أبوظبي بتاج التميّز في الاستجابة الفورية لنداءات الإغاثة والتدخل السريع في أوقات الازدحام، ومؤخراً سجلت رقماً قياسياً في موسوعة «جينيس» العالمية لأكبر درس عن أمن الإنترنت. بجذورها الضاربة في أرض الأصالة والعراقة، فقد طالت السحاب بمواكبتها للثورة الصناعية الرابعة، وبدا ذلك جلياً في معرض «جيتكس 2017» بعرضها لأبرز ما حققته من ابتكارات، ابتداء من رصد المطلوبين بالنظارة الذكية، وتحقيق أعلى مستويات رضا الجمهور، وصولاً لأسمى غايات الدولة بإسعادهم من خلال تطبيق ذكي يقدم 35 خدمة شرطية مثل استخراج شهادة براءة ذمة ورخصة القيادة إلكترونياً وملخص الملف المروري، ناهيك عن الأنظمة الإلكترونية، كـ «بصمة العين» و«الوجه» و«البوابة الإلكترونية» وغيرها، وتُوج هذا التميز بفوز شرطة أبوظبي بجائزة الكونغرس العالمية للموارد البشرية لعام 2017.
المعادلة ببساطة، لا استثمار واقتصاد وسياحة وبنية تحتية وعدالة ناجزة وتطوير مستمر دون شرطة ريادية، رسالتها العمل لأجل مجتمع آمن وإمارة مزدهرة خالية من الجريمة، نهجها (كلنا شرطة)، وعماد قيمها النزاهة والعدالة. وهكذا رسخت شرطة أبوظبي مكانتها بتاريخها العريق بالأمس لتصنع الغد الشرطي الذكي الاستشرافي باستباقية لا تعرف المستحيل.
عدد اليوم
