السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

معارك الميليشيات تقترب من قلب العاصمة طرابلس

معارك الميليشيات تقترب من قلب العاصمة طرابلس
20 أغسطس 2014 00:50
هزت انفجارات قوية وسط العاصمة الليبية طرابلس، الليلة قبل الماضية، فيما تعرضت منطقة غوط الشعال المكتظة بالسكان لقصف بصواريخ جراد، حسبما أوردت قناة «سكاي نيوز عربية» الإخبارية. وأطلقت ميليشيا ليبية صواريخ على منطقة راقية في العاصمة طرابلس في وقت مبكر من صباح أمس لتقترب المعارك بين الميليشيات المتناحرة من قلب العاصمة. وقال سكان إن مجهولين أطلقوا صواريخ جراد على حي الأندلس وقرقارش وهما من أرقى أحياء طرابلس مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقال مسؤول بوزارة الصحة إنه ليس لديه معلومات عن أعداد الضحايا. وتقع البورصة الليبية ومقاه أنيقة ومنافذ بيع لعلامات تجارية أجنبية مثل ماركس آند سبنسر ونايكي في الحيين وكانا يضجان بالحياة حتى وقت قريب. ووقعت هذه الانفجارات غداة إعلان الحكومة الليبية أن طائرتين مجهولتي الهوية قصفتا فجر الاثنين مواقع ميليشيات تخوض قتالا للسيطرة على المطار الدولي قرب طرابلس، في غارات تبنتها قوات اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر بينما اتهم خصومه جهات «اجنبية» بالوقوف وراء الغارات. وقالت الحكومة الانتقالية التي لا تتمتع بسلطة حقيقية في البلاد «قامت طائرتان مجهولتا الهوية بالإغارة على أهداف مسلحة تابعة للأطراف المتناحرة في ضواحي مدينة طرابلس». وأضافت في بيان أن «الحكومة لا تملك في الوقت الحاضر أي أدلة قاطعة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء ذلك، وطلبت الحكومة من رئاسة الأركان وإدارة الاستخبارات العسكرية فتح تحقيق وتقديم ما لديها من معلومات»، مؤكدة أنها «قامت بالاتصال بعدد من الدول الصديقة لذات الغرض». إلا أن العميد صقر الجروشي أحد المقربين من اللواء المتقاعد خليفة حفتر أكد لاحقا أن الطائرت التي شنت الغارات تابعة للواء المنشق. وقال «شنت طائراتنا الغارات»، موضحا أن الهدف كان ميليشيات مصراتة. في السياق ذاته قال محمد بويصير المستشار السياسي لقوات حفتر «قمت شخصيا باعتباري مستشارا سياسيا لقيادة الجيش الوطني بإبلاغ حكومات دول دائمة العضوية بمجلس الامن، بأن طائرات السوخوي القاذفة البعيدة المدى التابعة للسلاح الجوي الليبي بقيادة طيارين ليبيين شنت الغارة على أهداف لقوات تقصف المدنيين في طرابلس وضواحيها». وأضاف «في كل مرة نفعل ذلك سنبلغ العالم، فنحن لا نخجل من حماية أهلنا من العدوان». وأكد الرائد طيار محمد الحجازي المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر أن هذه القوات «طورت طائرات السوخوي عبر فنيين ليبيين لتتمكن من الطيران الليلي ولمسافات طويلة». وقال في بيان أذاعته قناة موالية لحفتر في وقت متأخر من مساء الاثنين إن «الطائرات الروسية المطورة محليا أصابت أهدافها في طرابلس وبدقة عالية». وتدور معارك عنيفة بين كتائب الزنتان (غرب) المتحالفة مع «الوطنيين» والتي تلقى تأييد حفتر، وبين كتائب مصراته (شرق) المتحالفة مع الإسلاميين، وذلك من أجل السيطرة على جسر يعتبر مفتاح محور الطريق المؤدية إلى المطار جنوب طرابلس الذي تسيطر عليه حاليا كتائب الزنتان. غير أن رئاسة أركان القوات الجوية غير المؤيدة لحفتر أكدت في بيان أن «الضربة الجوية وتحديداً عند منطقة وادي الربيع جنوب طرابلس، نفذتها مقاتلات أجنبية وليست محلية، كون عملية القصف تمت بواسطة قنابل موجهة وذكية، وهذا نوع غير متاح لدى سلاح الجو الليبي». وأشارت إلى أنها تستبعد «انطلاق هذه الطائرات من قواعد عسكرية محلية، نظراً لعدم وجود مطارات قادرة على الاستخدام ليلاً، أو إمكانية تزويد الطائرات بالوقود، كما نستبعد انطلاقها من المنطقة الشرقية بسبب طول المسافة دون التزود بالوقود جواً أو الهبوط في مطارات أخرى ليلاً». ولا تخضع قواعد جوية مهمة في شرق البلاد خصوصا في طبرق (1600 كلم شرق)، وفي بنغازي (1000 كلم شرق) لسيطرة رئاسة الأركان العامة للجيش، إذ أعلنت انشقاقها منذ 16 مايو الماضي وانضمت لقوات اللواء حفتر الذي يقود عملية الكرامة العسكرية لتطهير بلاده مما وصفه بالإرهاب. من جانب آخر، أكد ناصر القدوة مبعوث الجامعة العربية الخاص إلى ليبيا أمس أن «الوضع الليبي في تدهور مستمر وهناك مخاطر حقيقية بالنسبة لليبيا نفسها وبالنسبة لدول الجوار والمحيط بشكل عام». جاءت هذه التصريحات عقب لقاء القدوة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة. ووصف القدوة لقاءه بالوزير المصري بأنه «تشاوري»، وأضاف أنه «تم التباحث في بعض الأمور ومنها كيفية المضي قدما إلى الأمام، خاصة وأن هناك العديد من الاجتماعات الهامة التي ستعقد خلال الأيام المقبلة ومنها اجتماع لدول الجوار حول ليبيا في 25 أغسطس الجاري في القاهرة واجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الدوري في السابع من سبتمبر القادم». وردا على سؤال بشأن طلب البرلمان الليبي التدخل الدولي لحل الأزمة الليبية، اعتبر أن تعبير «التدخل» هو غير مستحب، وأضاف: «لست متأكدا من التعبيرات التي استخدمت في قرار مجلس النواب. . وموضوع تقديم الدعم على المستوى الدولي يمكن أن يكون مفيدا ولكن يجب أن يأتي على أرضية توافق وطني ليبي عام، وأن يأتي ضمن فهم واضح حتى لا يتحدث أحد عن غزو أو عن قوة خارجية تفرض أي شيء على الشعب الليبي». وحول ما إذا كان ما يجرى في ليبيا صراعا على السلطة أو بين القبائل والمدن، قال:«إنه كل أشكال الصراع في الحقيقة»، موضحا أن «الوضع في السابق لم يكن صلبا أو جيدا بسبب ميراث أكثر من 40 عاما من نظام القذافي وما نتج عن ذلك من غياب المؤسسات بما في ذلك الجيش والشرطة مما أدى أيضا إلى تناقضات اجتماعية ومشاكل حقيقية بين القبائل وبين مكونات المجتمع الليبي». (طرابلس، القاهرة - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©