بدرالدين الإدريسي:
فرض المنطق نفسه عندما واجه نادي الرجاء البيضاوي ضيفه نادي مركز طولكرم الفلسطيني، بمدينة المحمدية المغربية عن ذهاب الدور الأول للنسخة الرابعة لدوري أبطال العرب وهز شباكه في ثماني مناسبات، في مباراة من طرف واحد كادت حصتها أن تتجاوز سقف الثمانية لو لم يسقط نسور الرجاء في فخ السهولة ويهدروا فرصا أخرى سانحة للتسجيل·· وحرص بطل النسخة الثالثة على أن يحضر المباراة أمام طولكرم مكتمل الصفوف على الرغم من علمه أن ظروف التحضير ومناخ الحياة في فلسطين المحتلة والافتقاد إلى عنصر التنافسية يؤثر كثيراً على النواحي البدنية والفنية للفريق المنافس·
وتجسد تفوق عناصر الرجاء البيضاوي من الانتشار داخل رقعة الملعب ومن التفاوت في منسوب اللياقة، ما فرض على المباراة أن تسير في اتجاه واحد، هو مرمى فريق طولكرم الذي استقبل أول هدف في الدقيقة الثالثة عندما احتسب لأبوشروان خطأ من الجهة اليسرى، ليتولى المدافع سامي تاج الدين رفع الكرة مقوسة تخدع الكل وتستقر في المرمى·· وكان نجم الرجاء سفيان العلودي قريبا من توقيع هدف ثانٍ في الدقيقة الثالثة عشرة لو أحسن استثمار الفرصة التي سنحت له بتمريرة بينية وجميلة من عميده عبد اللطيف جريندو، إذ هربت منه الكرة عند مراوغته للحارس الفلسطيني·
وسقطت المباراة بشكل مفاجئ في الرتابة، خاصة بعد أن تورط لاعبو الرجاء في تمرير الكرة في مساحات صغيرة بوسط الميدان، من دون أن تكون هناك تحركات في الفضاءات الفارغة، ما استدعى المدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني بالجرأة المعروفة عنه إلى استبدال ظهيري الدفاع ورجلي الممرات سامي تاج الدين ورشيد سليماني بعبد الواحد الشخصي وحسن الطير بهدف إضفاء لمسة هجومية تعطي قيمة مضافة لفريقه·· وصدقت نوايا أوسكار، إذ سيتمكن عبد الواحد الشخصي لحظات فقط من دخوله من توقيع الهدف الثاني للرجاء من زاوية صعبة جدا، إذ نجح في التوغل من اليمين وسدد بقوة لتنحرف الكرة بعد اصطدامها بمدافع فلسطيني إلى مرمى طولكرم في الدقيقة ·36
دقيقتان بعد هذا الهدف، يتوصل النسور الخضر إلى توقيع هدف ثالث·· فبعد أن فشل هشام أبوشروان في التسجيل عندما اصطدمت كرته بالحارس ضرغام، لترتد الكرة من الحارس إلى حسن الطير الذي توفق في التسجيل·· وقبل دقيقتين من نهاية الجولة الأولى يعود عبد الواحد الشخصي ليوقع هدف الرجاء الرابع والهدف الثاني له في المباراة بعد أن استقبل بذكاء كرة مررها له هشام أبوشروان·
وجاءت الجولة الثانية نسخة طبق الأصل من سابقتها، إذ حافظ نادي الرجاء على شهيته مفتوحة للأهداف وتمكن سريعا من إضافة هدف خامس في الدقيقة 49 بقدم أبوشروان الذي وجد نفسه بفضل تمريرة من سفيان العلودي في وضعية ممتازة للتسجيل·· وأفلح نسور الرجاء في تكريس هيمنتهم وفرض تفوقهم البدني والفني، عندما أضافوا ثلاثة أهداف أخرى بواسطة كل من هشام مصباح في الدقيقة 65 وهشام أبوشروان في الدقيقة 75 وسفيان العلودي في الدقيقة ··88 وبتسجيله لثالث أقوى حصة في تاريخ منافسات دوري أبطال العرب، يكون نادي الرجاء قد ضمن تأهله إلى الدور الثاني، ذلك أن مباراة العودة التي ستجري الأربعاء المقبل 20 سبتمبر بمدينة المحمدية أيضا لن تكون ذات أهمية كبرى· وعبر عارف عوض مدرب مركز طولكرم عن خيبة أمله وامتعاضه من الحصة المسجلة على الرغم من أنه كان عارفا بحجم الفوارق وبقيمة المنافس وقال: كنا نعرف مسبقا ونحن نحضر للمغرب لمواجهة البطل نادي الرجاء الذي يحظى بسمعة كبيرة عربيا وأفريقيا، أننا سننهزم لوجود فوارق يصعب معها القياس، إلا أن ما أحبطني هو الحصة التي خسرنا بها ونوعية الأخطاء التي ارتكبت في دفاع المنطقة وفي الرقابة أيضا·· عموما ظروفنا معروفة للجميع·· التحضيرات التي قمنا بها في الأردن وهنا بالمغرب لم تؤهلنا لمقاومة فريق كبير·· وسنحاول أن نكون بصورة أفضل بعد أسبوع خلال مباراة الإياب·· ونشكر إدارة نادي الرجاء التي ما تركت في واقع الأمر جهدا إلا بذلته ليكون سفرنا وإقامتنا في أحسن الظروف·
من جهته أكد أوسكار فيلوني المدرب الأرجنتيني لفريق الرجاء، أن المباراة وضحت بالحصة مدى الفوارق الموجودة بين الرجاء ومركز طولكرم وقال: أتصور أننا كنا ناجعين وفعالين في التعامل مع المباراة ومع المنافس، وقد حاولت جاهدا أن أجعل اللاعبين لا يستسهلون المباراة والخصم·· ولجأت مبكرا إلى تغيير جناحي الدفاع، عندما تبين لي أننا بحاجة إلى لمسة هجومية إضافية، وقد أمكننا أن نستثمر العمل الجماعي لتسجيل ثمانية أهداف·· وأنا راضٍ كوننا تجاوزنا العقم الهجومي الذي ميز كل مبارياتنا التحضيرية، وعلى الرغم من هذا الفوز العريض فإننا سندخل مباراة الإياب لتأكيد هذا التفوق·
عدد اليوم
