المستهلكون الأميركيون يقلصون مشترواتهم من الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية

يشير تناقص نقل البضائع الآسيوية جواً صوب الولايات المتحدة إلى تقليص المستهلكين الأميركيين مشترواتهم من الالكترونيات والأجهزة الكهربائية بعد موجة من انتعاش الإنفاق التي أعقبت الركود الاقتصادي. وزادت الصادرات الآسيوية إلى الولايات المتحدة 15 في المئة في شهر اكتوبر 2010، بأقل من نصف نسبة زيادتها في الفترة من يناير إلى يونيو من نفس العام حسب الجمعية الدولية للنقل الجوي. وتشكل الالكترونيات والأجهزة الكهربية نحو نصف الصادرات الآسيوية إلى الولايات المتحدة المنقولة جواً، وينتظر أن يتباطئ نمو الطلب العالمي على البضائع المنقولة جواً إلى 5,5 في المئة العام المقبل من 18,5 في المئة هذا العام بحسب الجمعية الدولية للنقل الجوي «أياتا». ويشير تناقص مبيعات أصناف اختيارية مثل أجهزة التلفزيون ذات الشاشات المسطحة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية إلى أن مشتريات الأسر لن تزيد بالمعدل الذي توقعه العديد من خبراء الاقتصاد بحسب كريس رويكي كبير خبراء الاقتصاد المالي في بنك طوكيو - ميتسوبيشي يو اف جي في نيويورك. وتقول شركات تجارة التجزئة مثل بيست باي وويرلبول أن المستهلكين الذين يشكل إنفاقهم 70 في المئة من الاقتصاد يعزفون عن شراء الأصناف باهظة الثمن. وقال روبكي: “تتقلص أحجام بضائع النقل الجوي المتوجهة إلى الولايات المتحدة وهو الأمر الذي يقلل توقعات مبيعات تجزئة الالكترونيات فيها، وهذا يعزى إلى نسبة البطالة التي تقترب من 10 في المئة وعزوف المستهلكين عن الإنفاق أو الاستدانة”. ويتوقع روبكي أن ينمو إنفاق المستهلكين 3 في المئة عام 2011 أقل من نسبة 4 في المئة التي توقعها نيل سوس كبير خبراء الاقتصاد في كريدي سويس هولدنجز - الولايات المتحدة - في نيويورك، يذكر أن إنفاق المستهلكين الأميركيين زاد بمعدل متوسطه 2,9 في المئة في السنوات الخمس عشرة الماضية. ولعل المستثمرين يضطرون إلى أن يكونوا أكثر انتقاءً في اختيارهم لأسهم شركات البضائع الاستهلاكية في عام 2011 بعد أن زادت الشركات أداءها في العامين الماضيين بحسب كولين ماكجراهان محلل تجارة التجزئة في ساندفورد سي بيرنشتاين اند كو في نيويورك. يذكر أن صندوق بورصة تجارة تجزئة ستاندرد اند بورز الذي يشمل شركات بيست باي وفورت وورث وراديو شاك ارتفع 136 في المئة منذ مطلع عام 2009 مقارنة بنسبة 39 في المئة لصندوق بورصة تجارة تجزئة ستاندرد اند بورز 500. وقال ماكجراناهان أن الانتقائية عنصر شديد الأهمية وهو الذي يزكي أسهم شركة ستايلز التي تبيع بالتجزئة مستلزمات المكاتب المتمركزة في ولاية ماساشوستس وأسهم شركة تارجيت لتجارة التجزئة المتمركزة في مينيابوليس. وأضاف إنه من الصعب على فئة شركات التجزئة أن تزيد أداء أسهمها. وأن الأسهم تكاد تكون بلغت سعر التشبع فيما بعد التعافي واحتمالات زيادة سعرها محدودة جداً. يذكر أن مبيعات الالكترونيات تراجعت 0,6 في المئة في نوفمبر 2010 مسجلة التراجع الشهري الثاني على التوالي بحسب الأرقام التي نشرتها وزارة التجارة الأميركية في 14 ديسمبر الجاري، وبصفة عامة زادت مبيعات التجزئة 0,8 في المئة في شهر نوفمبر عقب زيادتها 1.7 في المئة في شهر اكتوبر. وتعد الالكترونيات والأجهزة الكهربائية المؤشر الرئيسي إلى إنفاق المستهلكين نظراً لأنها عادة مشتريات اختيارية يمكن تأجيلها حسب رأي بريت بيمر رئيس تنفيذي مجموعة البحوث الأميركية التي ترصد نشاط تجارة التجزئة. ويقول روبكي أن مبيعات الالكترونيات ربما تتباطأ بعد أن زادت 3,7 في المئة من عام مضى لغاية نوفمبر 2010، يذكر أن نمو مبيعات الالكترونيات والأجهزة الكهربائية زادت بمتوسط سنوي 2,4 في المئة في السنوات العشر الفائتة. وقال بيمر إن مبيعات تجزئة الالكترونيات كانت شديدة النشاط الأشهر القليلة الماضية وقد تتباطأ قليلاً. غير أن سوس يقول إنه على يقين من أن خفض ضرائب الدخل وزيادة التوظيف سيعملان على زيادة الإنفاق بنسبة أعلى من متوسطه طويل الأجل. واستطرد سوس: “إن زيادة الوظائف رغم تواضعها وزيادة الدخل وتدني أسعار الفوائد والآن توقعات حافز مالي كبير عملت جميعاً على فتح شهية المستهلك مجدداً”، وأضاف: “المستهلك هو الذي سيقود النمو ومن المتوقع أن يزيد دخل القطاع الخاص العام المقبل”. نقلاً عن: «واشنطن بوست» ترجمة: عماد الدين زكي