إعداد - عدنان عضيمة:
كثيراً ما يكون للتجارب الشخصية دورها في لفت أنظار الشركات التكنولوجية لابتكار أنظمة وتطبيقات رقمية جديدة من أجل حل مشاكل معينة· ومن أمثلة ذلك أن موسيقياً يابانياً يدعى كوجي كوداما يعمل في أوركسترا سيمفوني في مدينة أوستن بولاية تكساس الأميركية، قرر ذات مرة تغيير فقرة في المقطوعة الخامسة من السيمفونية التاسعة للموسيقار العالمي ديمتري شوستاكوفيتش· إلا أنه تذكر أن التسجيل الأصلي للسيمفونية محمول على ذاكرة جهاز الكمبيوتر المنزلي، والذي يوجد على مسافة بعيدة جداً·
ولما كان كوداما يحتاج إلى التسجيل بصورة عاجلة، فقد تمكن من استعادة القطعة المسجلة وتحميلها من جديد على هاتفه الذكي وحاسوبه المحمول في ظرف دقائق معدودة، ويعود فضل هذا التطور الكبير لبرنامج تطبيقي مصمم لمساعدة الموظفين الجوّالين على الدخول إلى ملفاتهم المحمولة على الكمبيوتر الشخصي الثابت من أي مكان يوجدون فيه وباستخدام الموبايل· ولخّص كوداما هذه التجربة بأبلغ عبارة عندما قال: ''وفر علي هذا البرنامج يوماً كاملاً''، ويمكن تصوّر مدى صحة ما قاله كوداما لأن جلب التسجيل الموسيقي من البيت كان يتطلب منه قيادة سيارته لأكثر من 20 كيلومتراً وسط ازدحام السير·
ويشير تقرير كتبه المحلل جون ليتزينج في صحيفة ذي وول ستريت جورنال إنه مع انتقال الكثير من الأعمال الوظيفية من المكتب إلى البيت أو الأسواق أو الزبائن، تتزايد الحاجة إلى تعميم الأنظمة الرقمية المتخصصة بجلب المستندات والمعلومات من كمبيوتر سطح المكتب إلى الموبايل· وعمدت العديد من الشركات المتخصصة بكتابة البرامج التطبيقية للموبايل إلى استغلال الفكرة والاستثمار في هذه الخدمة المفيدة· ويطلق على هذه الخدمة الجديدة ''تكنولوجيا الدخول عبر الموبايل''
(mobile-access technology) ويتوقع ستيفن دريك محلل الأسواق في شركة بحوث أميركية أن يبلغ عدد الموظفين الذين سيستخدمون الموبايل في مثل هذه التطبيقات أكثر من 850 مليوناً بحلول عام ·2009 ويشمل تعريف الموظف بحسب مفهوم هذه الشركة، شريحة كبيرة من العاملين تضم مندوبي المبيعات الذين يتواجدون عادة في الشوارع وتقنيي الخدمات الفنية وغيرهم· وتمثل القضايا الأمنية أكبر العوائق أمام الانتشار الواسع لهذه الخدمة؛ وذلك لأن البرنامج التطبيقي الذي يجري تطويره الآن مخصص للهواتف المحمولة بشكل أساسي، وهي أجهزة كثيرة التعرض للضياع أو السرقة· وينطوي هذا على خطر وقوع المعلومات الحساسة في أيدٍ غير أمينة· ويقتضي ذلك أيضاً ضرورة حفظ المعلومات والملفات في الخادم الرقمي للشركة (السيرفير) حتى يمكن الدخول إليها دون الحاجة للاتصال بالكمبيوتر الشخصي المكتبي·
وبسبب هذه الاهتمامات الأمنية، تسارع الآن الكثير من الشركات المهتمة بالاستفادة من النظام، إلى شراء الأنظمة الأمنية الرقمية المعقدة من الشركات المتخصصة بتسويقها وخاصة منها (آي بي إم)؛ وهي تسمح لمستخدمي الموبايل أو اللاب توب أو أي من الأجهزة المحمولة الأخرى بما فيها الهواتف المحمولة الذكية بأن تتمتع بنفس القدر من الحماية التي يتمتع بها الكمبيوتر الشخصي المتصل بالإنترنت·
وتعمد شركات تكنولوجية حديثة النشأة، ومنها شركة أفينو (Avvenu) التي يوجد مقرها في كاليفورنيا وصاحبة البرنامج التطبيقي الذي استخدمه كوداما لجلب القطعة الموسيقية، على تطوير برامج تطبيقية تنطوي على البساطة في هذا المجال ويمكنها أن تنال صداقة المستخدمين بسرعة كبيرة· وهي تتميز بانخفاض تكلفتها وسهولة استخدامها في الدخول إلى الملفات المحمولة على ذاكرة الكمبيوتر الشخصي أو سيرفير الشركة من خلال استخدام الموبايل حيثما كان حامله· وكانت شركة (أفينيو) سباقة إلى إجراء البحوث المتعلقة بتأليف هذه البرامج؛ ويصف خبراؤها البرنامج التطبيقي الذي يعملون على تأليفه في أنه يهيء لمستخدميه فرصة الدخول إلى كافة الملفات المحمولة على ذاكرة الكمبيوتر الشخصي، كما يمكن للمستخدم الدخول أيضاً إلى ملف بريده الإلكتروني المخزون في الكمبيوتر الثابت عن طريق الموبايل· وتعمل بعض الشركات الأخرى على تأليف برنامج تطبيقي يسمح لمستخدم الموبايل بالدخول إلى الملفات الخاصة المحمولة على الكمبيوتر الشخصي بما فيها (الباور بوينت) والصور الرقمية· وابتكرت شركة سون آر (SoonR) برنامجاً يسمح لمستخدم الموبايل بالدخول إلى الملفات المحمولة على الكمبيوتر والقيام بتخزينها على الخادم الرقمي حتى يمكن للزبائن الدخول إليها حتى عندما يكون الكمبيوتر مقفلاً·
عدد اليوم
