الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يسرا الشريف: أنا امرأة من نار وماء

يسرا الشريف: أنا امرأة من نار وماء
3 أغسطس 2011 22:04
تكتب بوجدانيات عالية، تقتحم المسكوت عنه في خبايا الفتاة العربية برومانسية، تنبع من القلب العاشق وتشطح في فضاءات بعيدة، لدرجة أنك عندما تقرأ واحدا من نصوصها تذكرك بالأديبة غادة السمان في أسلوبها وجرأتها، وتتساءل: هل هذه الصبية التي لا يتجاوز عمرها 23 عاما يمكن أن تبحر في عواطفنا وأعماقنا وتصل لمرساها. باختصار هذه هي القاصة السعودية يسرا الشريف التي تطرق أبواب قلوبنا في مجموعتها القصصية “لؤلؤة في حضن محارة” التي أعلنت عنها مؤخراً بحفل توقيع في المركز الثقافي العربي بعمان وسط إعجاب ودهشة الحاضرين. المجموعة 240 صفحة من القطع الصغير أهدتها لخالتها “أضواء” وليس لأي أحد آخر، ووصفتها بأنها إنسانة اجتمع حنان العالم في أنوثتها، ويتنهد النور لنطق أسمها، وكانت لها الأم والأب والوجود. وتضم المجموعة واحداً وسبعين قصة قصيرة تتمحور حول حكايات عاطفية ووجدانية بطلاتها كما قالت زميلاتها أو من محيطها تأثرت بفشلهن في الحب أو غدر الحبيب، وهي عادة متفشية وخاصة في الجامعات لكنها تقمصت شخصياتهن بفرحها وحزنها وكتبت عنهن بأحاسيسها ومشاعرها التي تتدفق كالينبوع صافية شهية. الرجال نوعان وفي حديثها لـ”الاتحاد الثقافي” تقول يسرا الشريف إنها تخاطب رجلاً شرقياً وامرأة معطاءة ومخلصة ورومانسية، فهناك نوعان من الرجال الأول كريم المشاعر وهذا ما نريده “أي رجل شهد جميع مراحل تفتح الأزهار وعندما أتى ليختار لم يشته سوى زهرة أسقط أشواكها الزمن وألان عودها الحزن وأرهق بتلاتها السهر”. والثاني متصلب ودكتاتوري ومخادع وهذا ما لا نرغب به “أنا ماهرة في قراءة عيني الحبيب وأعشق السفر في بحارها الغامضة.. تناديني بإسم إحداهن ولا أعلم من هي، أهي التي أحببتها أم احتقرتها أم خفت منها.. تنطق باسمها وتبتسم وتفتح عينيك لتراني صامدة أمامك وعلى وجهي ترتسم الصدمة”. وتخاطب هذا النوع من الرجال “فقط لو يلامس إحساس المرأة ويعيشها كروح قبل الجسد.. لو يستشعر أعماقها ويخاطب ذاتها.. لو يفهم طبيعة تكوينها ويقدرها.. ذلك الكائن العظيم المسمى برجل”. شخصيات واقعية ومن وجهة نظرها لا يوجد رجل يستحق كامل العطاء وكل أنثى تفتخر بأنوثتها وتستمتع بكل مشاعر تجذبها الأنوثة، تقول: “شخصياتي واقعية 100% عدا ثلاث فيها خيال عاطفي استمدها من رفيقاتي وصديقاتي اللاتي يثقن بي ويطلعنني على تفاصيل حياتهن، وخاصة العاطفية منها ويسمحن لي بطرحها على صفحات قصصي بإحساسي وفكري وما يتفاعل داخلي فرحاً أم حزناً.. خيانة أم وفاء”. ومن قصة بعنوان “الأمتعة النحاسية الجدران” تقول على لسان واحدة من بطلاتها محاولة توجيهها نحو النسيان وبدء حياة جديدة، فمهما حصل تستمر الحياة: “لن أدع الماضي يختبئ في ثنايا معطفي.. سأنفضه من جيوبي وسأحاول فتح المتعة الكئيبة وتفريغها”. المرأة لؤلؤة وبشأن العنوان المشوق توضح يسرا الشريف أن اللؤلؤة هي المرأة والرجل هو المحارة وكلنا يعرف تماماً العلاقة بين اللؤلؤة والمحارة الذي تحفظها وتصونها في أعماق البحر حتى يأتي صياد ماهر يلتقطها بفرح وسعادة ويحررها من الطوق. وتضيف: “لا توجد امرأة مهما وصلت وارتقت وتحررت تستطيع الاستغناء عن الرجل، نحن نكمل بعضنا حتى تستمر الحياة ونضمن الاستقرار والسعادة”. وتقول رداً عن سؤال عما إذا كانت مصلحة اجتماعية: “تعودت أن أعتمد على نفسي في الحياة واحتكاكي بمحيطي كبير وأصدقائي كثر.. أراقب الآخرين وأتسلل لأحاديثهم وحكاياتهم الجميلة والمفزعة، وأسجل ملاحظاتي حتى تختمر الفكرة فهم يثقون بي وأعطيهم ما يمليه عليّ ضميري ودون أية مجاملة فليس هناك شيء أزيفه أو أتستر عليه وفي بعض الحكايات كانت دموعي ترافق كلماتي”. ثائرة ومتمردة وفي قصة “دور الفاضلة” تقول عن نفسها: “في داخلي امرأة ثائرة وداهية تعشق الغزل والدلال.. امرأة ميساء تتقن فنون الهوى.. تحب أن ترقص على أضواء الشموع ويقبلها زوجها أثناء تناول العشاء.. تحب السفر والانطلاق كعصفور لا يحتمل أسيراً في قفص الزوجية.. ذكية ولها أحلام وطموحات”. ورغم ما تبوح به تصنف يسرا الشريف نفسها بأنها ليست متمردة بالمطلق فكل شيء له حدود لكن يمكن أن أكون كل الشخصيات وأجمع كل نساء الدنيا.. هادئة ثائرة.. امرأة من ماء ونار.. صامتة وأعتبر كل شيء عدا الدين والسياسة حرية شخصية. وترى أنه وراء تمرد المرأة العربية رجل، فالشرقي ومهما تنور عقله وعلت مرتبته العلمية يبقى شرقيا على المرأة وغربيا متحررا مع نظرائه من الرجال، ويسمح لنفسه بعلاقات خارج العلاقة الزوجية. وحول تأثرها بالأديبة اللبنانية غادة السمان قالت يسرا الشريف: “أحب نهجها الأدبي وأفتخر بوجود تناغم بين كتاباتي وكتاباتها، وأتمنى أن أحوز شهرتها وفي نفس الوقت أتفوق عليها، ففي كتاباتها إحساس عميق وتصوير جميل لمشاعر الأنثى وهذا يعجبني ويأسرني ويأخذني لفضاءات جديدة”. وتكشف بصراحة متناهية عن أنها مسكونة بنون النسوة وأسيرة لإحساسات أنثوية وتحلم بقيم الاستقرار، وترى أن الزواج ليس قيداً على حريتها أو يروض تمردها، وكل شيء يعتمد على رجل ارتبط به يكون عظيم الاحتواء وقادر على أن يحتويها عاطفيا وجسديا وماديا ونفسيا. وتتابع: “وهنا أود القول: لست مغرورة لكنني لا أخطئ في تقدير نفسي والعطاء الذي أمنحه أو أقدر على منحه، لهذا أستحق صفة الرجل الذي حددت مواصفاته. قيادة السيارة وحول موقفها من قيادة المرأة للسيارات في السعودية ترى يسرا الشريف إنها تؤيد قيادة المرأة وتقول: “لو رجعنا لديننا الحنيف لوجدنا أن المرأة كانت تركب الخيل والجمال وتسعف الجرحى في معارك الإسلام، كما أن كل نساء مجلس التعاون الخليجي يسمح لهن بقيادة السيارة هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى لا أوافق على التحدي كما جرى مؤخرا في بعض المدن السعودية، فالإكراه والضغط ليس جميلا لإرضاء أو كسب تعاطف جهات دولية أو الضغط على مؤسسات محلية.. أؤيد قيادة المرأة ضمن القانون.. لننتظر حتى يسن قانون يجيز قيادة السيارات لنستظل جميعاً بظله”. «في داخلي امرأة ثائرة وداهية تعشق الغزل والدلال.. امرأة ميساء تتقن فنون الهوى.. تحب أن ترقص على أضواء الشموع ويقبلها زوجها أثناء تناول العشاء» ? ?أؤيد قيادة المرأة للسيارة لكني لا أوافق على التحدي لكسب تعاطف جهات دولية.. فلننتظر حتى يسن قانون يجيز قيادة السيارات لنستظل جميعاً بظله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©