الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنت لا تستحق ذلك

15 سبتمبر 2006 00:09
نعم أيها الموظف الصغير، أنت لا تستحق أن تنال المراتب العالية، ولا تستحق أن تكون مديراً في يوم من الأيام، ولا تستحق أن تصبح على كراسي المناصب الرفيعة، من تكون لتطالب بذلك؟ وما هي مرتبتك الوظيفية على السلم الوظيفي حتى تنال فرصة العمل كرئيس مجلس إدارة، أو كمدير عام أو تنفيذي في أي مؤسسة أو دائرة أو وزارة؟ أنت ''يادوب'' جامعي جديد، لديك خبرة السنة أو السنتين فقط، ولا يمكن أن تحصل على مثل هذه المراتب، أبعد نظرك قليلاً عن هذه التطلعات، واترك اللعبة فقط للكبار!! كم من كلام عقيم مثل هذا نشهده في الميدان العملي في بعض المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة لبعض المتقدمين من الموظفين الصغار الحاصلين على درجات عالية في دراساتهم الجامعية، والمجتهدين والمثابرين في تقديم العطاء لوطنهم المعطاء، والمساهمين بشكل مستمر في تثقيف أنفسهم وتمرين مهاراتهم من أجل اكتساب الخبرة في الساحة العملية، كم من موظفين قدامى - إلا من رحم ربي منهم - يحقدون على الموظفين الشباب، ويحاولون زراعة الألغام في طريقهم، ونشر أشواك الحقد والضغينة بين صفوفهم، كل هذا من أجل ألا يحصلوا على المراتب العالية، ومن أجل ألا يصلوا الى عتبات الثريا، فقد شاءت إرادة الرحمن لبعض الشباب الصغار أن يصبحوا مدراء بشكل سريع بسبب سيرتهم المتميزة طوال رحلتهم في الحياة، وبفضل الله وكرمه وتوفيقه لهم استطاعوا أن ينجزوا ويبدعوا ويتعلموا من جامعة ''الحياة'' التي هي من أرقى الجامعات ومن أفضلها تأهيلاً ورعاية للطلاب من نواحي الأخلاق والأدب والجد والاجتهاد والإخلاص في العمل وحب الوطن، ليجد هؤلاء المساكين عراقيل عديدة تسد طريقهم، يكمن أقواها في بعض الموظفين الحاسدين الكارهين لفئة الشباب، الحاصلين على مناصب رفيعة، فهم يرون الشباب وللأسف مجرد ''جهال'' لا يسمنون ولا يغنون من جوع ولا ينفعون لأداء مهام كبيرة! إننا نشهد عجب العجاب في ردهات العمل، ونتأمل ويعتصر القلب حزناً على ما يعانيه الشباب والشابات في ميدان العمل الذي يجب أن تتوفر فيه سبل الراحة النفسية والاستقرار والطمأنينة من أجل تقديم الأفضل، بينما يجد هؤلاء كل ما يرفع الضغط والسكر ويسبب لهم أمراضا مزمنة لا تحمد عقباها· طبعاً يحدث كل هذا بسبب إدراك هؤلاء الكبار بأن المتميزين من الصغار واليد العاملة من هذه الفئة قد تكون أفضل منه بمليون مرة بسبب نشاطه وحيويته وعلمه المتطور والمتجدد بشكل مستمر، وقد لا يتبادر في ذهن هذا العامل المحترم أن بعض الصغار استطاعوا أن يسطروا الإنجازات، واستطاعوا بفضل ربي أن يغيروا من جغرافية بعض المؤسسات، وطمس معالمها التضاريسية السيئة بإظهار معالم تضاريسية جميلة ساهمت وبشكل كبير في خدمة المجتمع والارتقاء بواقع حال الموظفين في المؤسسات! أود في الأخير أن أبعث برسالتين، الأولى للموظف الصغير المبتلى لأقول له: كن مع الله ولا تبالي، واعلم بأن نجاحك يزداد بكل من يقول لك: أنت لا تستحق هذا المكان، أو أنت فاشل ولا تجدي شيئاً، واعلم أنك إذا طعنت من الخلف فأنت في المقدمة بالتأكيد· والرسالة الثانية أوجهها الى المحبطين والهابطين من القوم، الذين أعمتهم نار الغيرة والحقد والكراهية، لأقول لهم بأن الصغير هذا غير مبال بكم، وغير مكترث لما تقولونه، فهو متأكد وواثق من نفسه، وكلامكم وتحبيطكم هذا قد يدور عليكم في يوم من الأيام· ومن يدري يا قرائي، فلربما قامت على همم هذا الصغير بلاد، واللبيب بالإشارة يفهم يا ناس!! ريا المحمودي - رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©