الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشاولين» فيلم سياسي مملوء بالرسائل الإنسانية

«الشاولين» فيلم سياسي مملوء بالرسائل الإنسانية
31 يوليو 2013 22:14
صخر إدريس (دبي) - سقطت جمهورية الصين في الفتنة أثناء أولى مراحل تأسيسها، وحاول الكثير من أمراء الحرب توسيع حكمهم من خلال السيطرة على الأرض المجاورة، ونجح أحد قادة الحرب واسمه «هو جي» ويقوم بدوره الممثل «اندي لو» في السيطرة على مدينة دينفينج، وهي إحدى المدن الرئيسة في منطقة الحروب آنذاك، ويهرب قائد مدينة دينفينج لاجئاً إلى احد معابد «الشاولين»، ويلحق به القائد المنتصر»هوجي» ويقتله هناك، ويقوم بتحقير نساك المعبد قبل مغادرته. يأس وخيبة أمل ويقرر القائد المنتصر «هوجي» التخلص من احد قادة الحرب الذي تعاهد معهم واسمه «سونج لي»، بعد شعوره بأن القائد «سونج لي» يحاول الاستفادة من انتصاراته، ويدبر مكيدة لقتله أثناء دعوته وعائلته لتناول العشاء في احد المطاعم بحجة الموافقة على عقد قران مبكر من ابن «سونج لي» على ابنته، على أن يكتمل الزواج بعد بلوغهما السن القانونية. وفي أجواء الخيانة يقرر «كاو مان» المساعد الشخصي للقائد «هو جي» التخلص من كلا القائدين، ليستولي على الحكم، ويبقي السيطرة له وحده، ويخطط لقتلهما سوياً مع عائلتيهما في المطعم أثناء الدعوة. يأخذ «هوجي» ابنته وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة إلى المعبد البوذي نفسه الذي قتل فيه خصمه سابقاً، ويفاجأ بوجود زوجته في المعبد، حيث لجأت إليه بعد إنقاذها، ولم يستطع كهنة المعبد إنقاذ الابنة التي سرعان ما تموت، ويصاب الأبوان بلوثة من الجنون، وتتهم الزوجة الأب «هوجي» بأنه سبب مقتل ابنتهما. أصيب القائد المغدور «هوجي» باليأس وخيبة الأمل، وأخذ في التجول هائماً على وجهه قرب معبد الشاولين البوذي، حتي يقابل طباخ المعبد «واو دو»، والذي يقوم بدوره النجم «جاكي شان»، ويقوم الطباخ بإطعام القائد المهزوم، ويأويه في منزله. القائد «هوجي» يبدأ في التمعن بالحياة من جوانب أخرى، بعد أن يلاقي طيب المعاملة التي يتلقاها من طباخ المعبد، ويأخذه الندم على ما ارتكبه من شرور وآثام مع الآخرين، وأثناء إقامته يبدأ «هوجي» بالاستيعاب التدريجي لمبادئ الشاولين التي أصلحت من مفاهيمه، وأرشدته إلى طريق السلام الداخلي النابع من القلب. أثناء تجول القائد المسلوب ملكه «هوجي» في الحقول، يصادف بعض عناصر الجيش، وهم يقتلون شباباً صغاراً، ثم يعلم أن مساعده الأسبق «كاو مان» يقوم بتوظيف هؤلاء الشبان لبناء سكك حديدية مولها الأوروبيون، والتي عارض إنشاءها أثناء حكمه لعلمه الشديد بأن هدف الأوروبيين منها هو إحكام السيطرة على الصين، إلا أنه يكتشف بأن بناء السكك الحديدية ماهي إلا ذريعة لنبش أثار الصين ونهبها ومن ثم تصديرها إلى الخارج، والجريمة الأكبر في ذلك أنه يتم قتل كل الشبان الذين يساهمون في البحث عن الآثار، وذلك كي تبقى قضية نبش الآثار سرية وقيد الكتمان. رسائل إنسانية ويقرر رئيس الكهنة أن يجلي المعبد من الجميع، وذلك تجنباً لأي مشكلات، حيث توقع عودة «كاو مان» للانتقام، فيقوم الكاهن الطباخ «واو دو» بقيادة النساء والأطفال والشيوخ عبر الوادي خارج المعبد، في حين بقي «هوجي» وبقية الكهنة لتغطية عملية الهروب وكسب الوقت. يصل القائد «كاو مان» مع قواته، ويبدأ بالهجوم على معبد الشاولين، وفي هذه الأثناء يقرر الأوروبيون الذين كانوا يمولون «كاو مان» بقصف مبعد الشاولين وقتل كل من فيه، بمن فيهم حليفهم، وذلك لإسكاتهم، وعدم فضح أي أسرار في سرقة الآثار وبيعها، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في كلا الطرفين، الكهنة وقوات «كاو مان». يهاجم كهنة المعبد الأوروبيين الذين يقصفون المعبد، ويقضون عليهم، ويأخذ من هرب من معبد الشاولين، بالبكاء متحسرين، بعد أن رأوه يتذمر أمام عينهم، إلا أن الكاهن الطباخ «واو دو» ينهي الفيلم بأن «روح الشاولين» ستبقى في داخلهم حتى لو تم تدمير المعبد. وقد نجح كاتب السيناريو «ألان يون» في كتابة التسلسل المنطقي للأحداث، وتناغم معه المخرج «بيني تشان» في تنفيذ هذا العمل بطريقة تأخذ بالمشاهد وتجعله على ارتباط مباشر بالأحداث. بالإضافة إلى روعة الموسيقى التصويرية التي قدمها الملحن الفرنسي نيكولاس فيريرا، فأعطت مزيجاً كثيفاً مملوءاً بجرعات ملأى بالحزن والألم، احتواها الفيلم. الملاحظ أن النجم جاكي شان لم يكن له دور البطولة في الفيلم، بل كان ممثلاً ثانوياً وظهر في مشاهد قليلة فقط، إلا أن ظهوره كان مملوءاً بالرسائل الإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©