الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللعبة

3 أغسطس 2011 22:14
سناء عبد العظيم بين تداعيات الأغوار البعيدة واختلاجات الصيرورة في متاهات الإبداع، أحقاً ترى أن هناك حداً فاصلاً؟ أليس امتزاجاً بين الحمرة والزرقة في خط الأفق لحظة شفق دامية لوداع اللحظة؟ بهدوء، هام الخيال.. وانساب بنعومة رقطاء، ودنا فتدلى.. فكان قاب قوسين أو أدنى من الامتزاج الكامل باللحظة الآنية ليسرقها، ويلبس ثوبها ويمسح جبينه بعطرها.. فيظنه الرائي الواقع ابن اللحظة، وليس خيالاً لقيطاً سقط سهواً من جراب الحاوي.. بمكر تلبس الخيال روح الواقع.. فمدت أصابع كانت يوماً مخنوقة بتميمة تتلمس.. تعزف.. تتراجع خوفاً.. تتقدم حياء.. عندما سحبتها للمرة الأخيرة لم تجدها.. فقط قطرات حمراء تسخر من هزيمتها.. وتضحك من غبائها. أتعبها الركض وراء خيال كاذب، يجمل نفسه بمساحيق الأوهام وعطور الآمال، حتى يظنه الرائي، وأحسبه هي وحدها.. الواقع الابن الشرعي للحظة.. وعندما بلغ التعب منتهاه، لم تعد اللعبة تستهويها.. ملك ولا كتابة.. خيال ولا حقيقة.. كذب ولا صدق.. وقف الزمن والميزان.. لصق العقرب بأخيه وتسمرت الكفتان بتساو. ما عاد يستهويها الركض.. ما عاد يفتنها الوهم.. غرست رأس الدبوس في عين الطوطم.. فقأت عيناً، وبقيت الأخرى تحدق إليها بإصرار.. لتغريها بالعودة. لم تجد دبوساً للعين الأخرى.. حتى أصابعها التي خنقت زمناً بتميمة ما عادت موجودة.. لفت روحها ببقايا غلالة منسية من زمن الوهم، وتوارت يأساً مرتاحاً بين أستار الغيوم. عندما تزورها اللحظة المقطوعة الأنفاس بوحي من جوبيتر تتنفسها بدلال حتى عمق الآه، وتذهب عنها اللحظة.. فتعود هي لترتاح بين أستار الغيوم وترمق من بعيد أضواء تلمع كنجوم طينية تزدان بها جدران الهيكل.. ترمقها.. تلمحها بنصف عيون نعسانة.. وبين النعاس والوسن.. تتذكر لعبة ما عادت تستهويها.. ملك ولا كتابة.. خيال ولا حقيقة.. كذب ولا صدق.. أتراها فينوس تلقي يوماً بجدائلها ليصعد عليها نجم ارضي هارب من طين الهيكل؟ أتقدر هي أو ينجح هو؟ ماعادت اللعبة تستهويها.. حتى اللحظة.. * دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©