السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العشر الأواخر.. رحلة إيمانية عطرة يزيد فيها اجتهاد العباد طلباً للعفو والمغفرة

العشر الأواخر.. رحلة إيمانية عطرة يزيد فيها اجتهاد العباد طلباً للعفو والمغفرة
1 أغسطس 2013 15:56
على امتداد الأيام الماضية من شهر رمضان المبارك استقبل جامع الشيخ زايد الكبير العديد من المصلين الصائمين للمشاركة في فعاليات الجامع، وقضاء لحظات روحانية بين أروقته، وقبابه، وروعة بنائه، الذي يشكل علامة فارقة في تاريخ الفن المعماري الإسلامي على مر العصور، لكن الجامع الذي يعد ثالث أكبر المساجد على وجه المعمورة، والذي يتمركز في قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي يشكل في العشرة الأواخر من رمضان حركة متصلة من قبل زائريه من أجل تلمس مواطن دور العبادة الكبيرة، واستغلالها في ختام الشهر في أجواء من الخشوع، بحثاً عن الجائزة الكبرى وهي رضا الله، ومن ثم المغفرة، والعتق من النار. أشرف جمعة (أبوظبي) - أسهمت شهرة جامع الشيخ زايد الكبير في جعله ملاذاً حقيقياً للناس كافة على اختلاف جنسياتهم، ونظراً للفضل الكبير للعشر الأواخر من شهر رمضان والثواب الذي يرجوه كل مسلم فيها فإن العديد من المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات فضلوا التشبث بالجامع، ومن ثم أداء الصلوات الخمس في مصلياته المبهرة، فضلاً عن حرصهم على الصلاة خلف القراء المشهورين أصحاب الأصوات الندية الخاشعة في صلاة العشاء والتراويح والتهجد إضافة إلى أن أيام وليالي الشهر الفضيل تشهد بشكل دائم إقامة العديد من المحاضرات التي يلقيها نخبة من العلماء المسلمين البارزين في العالم ضمن برنامج ضيوف رئيس الدولة وكذلك دورات تحفيظ القرآن الكريم ضمن أنشطة جامع الشيخ زايد الكبير المتنوعة في في شهر رمضان. صالح الأعمال حول فضل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يقول مدير إدارة الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ طالب الشحي، إن العشر الأواخر من رمضان تتمتع بمكانة خاصة في الإسلام لما لها من تشريف وفضائل كثيرة وخصائص لا تتوافر لغيرها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها أكثر من غيرها، وقد ورد في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها»، وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يكثر العبادة فيها طلباً للأجر والتقرب إلى الله عز وجل، ولذا فإنه أولى بالمسلمين أن يقتدوا بمعلم البشرية، وأن يوسعوا من دائرة عبادتهم فيها، وأن يحرصوا على إحيائها في الصلاة وذكر المولى عز وجل وقراءة القرآن الكريم، والتهجد، وأن يجأروا بالدعاء إلى الخالق أن يغفر لهم ذنوبهم، وأن يتقبل صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم. كما أنه من الضروري أن يتحرى كل مسلم فيها ليلة القدر لقوله عز وجل «ليلة القدر خير من ألف شهر»، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم». مقصد للمصلين ويبين الشيخ طالب الشحي، أن رحمة الله وسعت كل شيء والتوبة تجب ما قبلها وكل مقصر في العشرين الماضيات عليه أن يتوب وينوب إلى الله وأن يغتنم فرصة الأيام الباقية في الطاعة، والله عز وجل يقول في كتابه العزيز «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم». وبالنسبة للمساجد الكبيرة التي تجمع أعداداً كبيرة من الناس فيلفت مدير إدارة الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ طالب الشحي إلى أنها تخلق أجواء روحانية. ويقول: هنا في أبوظبي قد مَنّ الله بفضله وكرمه على أهل الإمــارات بجامــع الشــيخ زايد الكبير الذي أصبح مقصداً للمصلين لحرص إدارتـه على اســتقطاب الأصوات الندية التي يعرفها الناس ويستمعون إليها عبر إذاعة القرآن الكريم وغيرها من المواقع الأخرى، بالإضافة إلى وجود محاضرات قيمة بالجامع وهو ما يجعل العديد من الناس يحرصون على الحضور إلى جامع الشيخ زايد الكبير في سائر أيام رمضان وبخاصة في العشر الأواخر. عجائب الدنيا من بين الذين يحرصون على الحضور إلى جامع الشيخ زايد الكبير في العشر الأواخر من رمضان سالم الرميثي (38 عاماً)، الذي جلس قبل صلاة العشاء بعدة دقائق في المصلى الرئيسي يقرأ القرآن ويذكر أنه جاء إلى الجامع مرات قليلة منذ بداية الشهر، لكنه يرى أن العشر الأواخر لها فضائل عديدة لذا أراد أن يستغلها في أجواء روحانية عالية، ويلفت إلى أنه في كل عام من رمضان يلزم جامع الشيخ زايد الكبير خصوصاً في هذه العشر الأواخر لعله يختم الشهر الفضيل على نحو أمثل، ويؤكد أنه يستمتع بالتجول في أورقة الجامع بعد أن يفطر في بيته، ويظل يتأمل الآيات القرآنية التي حفرت في العديد من زواياه، فضلاً عن أنه من أشد المعجبين ببناء الجامع، ويتمنى أن يضاف إلى عجائب الدنيا، إذ إن جامع الشيخ زايد الكبير من وجهة نظره يمثل ذروة العمارة الإسلامية في كل نواحيها، وهو بناء ضخم فخم على حد قوله، ويلفت إلى أنه يشعر براحة كبيرة حين يأتي إليه خصوصاً وأن أيام رمضان تعم فيها البركة وتكثر فيها الخيرات، والجامع بأنشطته الإسلامية الرفيعة يحرك فيه جوانب الخير ويجعله دائماً على صلة بالله، لذا فهو من الذين يحبون قضاء العشر الأواخر في هذا الجامع المبهر. محاضرات دينية أما سالم النيادي (24 عاماً)، فهو يرى أن هذه الأيام ينبغي أن يغتنمها كل مسلم في التقرب إلى الله لشرفها ومكانتها وخصوصيتها، ويقول: لنا في الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وقد حثنا على اغتنام العشر الأواخر وتلمس ليلة القدر، لذا فإنني من الحريصين على بذل جهد كبير فيها، وأفضل أداء طقوسي الدينية في جامع الشيخ زايد الكبير خصوصاً وأن المحاضرات الدينية اليومية التي يقدمها نخبة من العلماء الأجلاء بعد صلاة التراويح تقدم إجابات شافية وضافية عن العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان المسلمين حول كيفية إحياء السنن النبوية في شهر رمضان المبارك، وغيرها من المسائل التي تحتاج إلى إبانة وتفصيل. ويضيف: منذ بداية رمضان وأنا أحرص على أداء صلاة العشاء والتراويح بجامع الشيخ زايد الكبير، وهو ما يمكنني من اغتنام فرصة الاستمتاع بالأصوات الجميلة التي تقرأ القرآن في خشوع وروحانية، وكذلك الانتظام في المحاضرات الدينية، ويلفت إلى أنه في العشر الأواخر من رمضان يزيد على ذلك بانتظامه في صلاة التهجد. ختم القرآن ومن جهته يذكر محمود محروس 59 عاماً أنه ينظر إلى العشر الأواخر من رمضان الفضيل بشيء من الإكبار ويسارع فيها بزيادة الطاعات، خصوصاً وأنه يستدرك فيها ما قصر في الأيام السابقة من الشهر الفضيل. ويبين أن جامع الشيخ زايد الكبير باتساعه، ورقي بنائه يشجع على العبادة، ويمنح المسلم فرصة كبيرة للانخراط في أجوائه الإيمانية الرفيعة. ويلفت إلى أنه ختم القرآن الكريم في مصلياته إذ يستمتع بالقراءة داخل الجامع، ويطمح في العشر الأواخر إلى أن يتمكن من ختمه مرة أخرى، خصوصاً وأن جامع الشيخ زايد الكبير يأخذ المرء إلى رحلة إيمانية مشوقة لا مثيل لها في ظل الخدمات الكبيرة التي يوفرها الجامع، ولا يتوانى بعض المنظمين عن تقديم المساعدة لنا.. ويشير إلى أنه يستمتع كثيراً بصلاة التهجد في رحاب هذا الجامع الكبير الذي يعطي له نفحة روحية عالية بمجرد الدخول إليه، والنظر في نقوشه التي تعد آيات كبرى في تاريخ فن المعمار الإسلامي العريق. عائلة صغيرة يستثمر إبراهيم الحاوي (41 عاماً)، العشر الأواخر من رمضان في الذهاب إلى جامع الشيخ زايد الكبير بصحبة أسرته الصغيرة من أجل الانخراط في أجواء العبادة الرحبة، ويقول: الشيء اللافت أنني أجد عديد الأسر تذهب إلى الجامع بكثرة في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك ولأنني من زوار الجامع الدائمين فقد لاحظت أن الرجال يحرصون على اصطحاب زوجاتهم وأولادهم ويظلون بالجامع حتى الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح والتهجد، فضلاً عن حضور بعض المحاضرات بشكل يومي، وهو ما يجعل الأجواء في الجامع مختلفة تماماً، إذ إنني شخصياً أحس بأن رمضان له طعم آخر في ظل وجود هذا الجامع الأنيق الذي يعطي صورة طيبة عن الإسلام. ويشير إلى أن زوجته تذهب إلى مصلى النساء بينما يأخذ أولاده الصغار الثلاثة معه إلى المصلى الرئيسي، ويؤكد أنه بمثل هذه التصرفات يحاول أن يغرس في أبنائه حب التقرب إلى الله وبخاصة في العشر الأواخر المباركات، ويعودهم على تلمس المساجد الكبيرة مثل جامع الشيخ زايد الكبير الذي يحظى بإعجاب أبنائه ويحبون الذهاب إليه. ويبين أن أولاده يذكرونه كل يوم في رمضان بأن لديهم رغبة كبيرة في زيارة الجامع. ليلة القدر يرجو خالد إبراهيم (28 عاماً) ألا يحرم أجر قيام ليلة القدر فهو يجتهد في كل عام من أجل تلمسها، ويقول: كانت زيارتي الأولى لجامع الشيخ زايد الكبير العام الماضي والحقيقية أنني شعرت بالانبهار منذ الوهلة الأولى، وهو ما جعلني أصر على الحضور إليه في شهر رمضان، لأتعبد وأسبح لله العظيم، وذلك لأنه معلم إسلامي عريق وبناء لا تمل العين من رؤيته والعبادة فيه لها أجواء خاصة في ظل وجود العديد من أخلاط الناس الذين يشعرون مثلي بأنه بناء إسلامي مهم، وعن نفسي أحب قضاء العشر الأواخر من شهر رمضان فيه، وأتمنى من الله عز وجل أن يبلغني ليلة القدر وأن يغفر لي ذنوبي بفضلها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©