عواصم-وكالات الأنباء: احتجت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشدة على قيام لجنة في الكونجرس الاميركي بنشر معلومات خاطئة حول البرنامج النووي الايراني أمس· وحذرت فرنسا والصين من مغبة شن أي حرب ضد ايران أو فرض عقوبات تجارية عليها فيما زادت واشنطن من ضغوطها لفرض عقوبات على طهران·
وجاء في رسالة الاحتجاج التي وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمجلس النواب الأميركي ان التقرير الصادر عن لجنة الاستخبارات الدائمة في مجلس النواب بتاريخ 23 اغسطس والذي قدم ايران على انها تشكل تهديدا استراتيجيا ''يتضمن معلومات خاطئة ومضللة ولا تستند الى اي اساس''· وذكرت الوكالة ان التقرير يقول ان ايران قامت بتخصيب اليورانيوم من النوع العسكري فيما خلصت عمليات التفتيش التي قامت بها هذه الهيئة النووية التابعة للامم المتحدة الى ان طهران قامت بالتخصيب بنسبة 3,6% وهو اقل بكثير من نسبة 90% المطلوبة لصنع اسلحة ذرية· وتضمنت الرسالة التي وقعها مدير العلاقات الخارجية في الوكالة فيلموس سيرفني احتجاجا ''شديدا ايضا على التأكيد غير الصحيح والمضلل الذي يفيد بان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قرر نقل عمل (البلجيكي كريس) شارلييه'' وهو مفتش محنك في الوكالة لانه ''لم يحترم قاعدة غير خطية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمنع قول كل الحقيقة حول البرنامج النووي الايراني''· وقال مسؤولون في الوكالة الدولية ان لايران الحق في طلب تغيير المفتشين وعلى الوكالة ان تنصاع لمثل هذه المطالب· وأفادت المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميليسا فليمنج ان الوكالة وجهت هذه الرسالة الى مجلس النواب بهدف ''تصحيح الامور في ما يتعلق بهذه الوقائع لا سيما وان هذه القضية تتعلق بنزاهة الوكالة الدولية للطاقة الذرية''، مضيفة انه ''كان يجب الرد''·
من جهته قال مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية امام مجلس محافظي الوكالة ''هذا هو ما تتوقعه الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي بوجه عام، اعادة الملف النووي الايراني الى إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو مكانه الطبيعي، وابعاد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عنه، وحث الأطراف الأخرى على العودة الى طاولة المفاوضات دون أي شروط ودون تأخير من أجل التوصل الى حل سلمي شامل ودائم لهذه القضية·
واتهم سلطانية الولايات المتحدة بمحاولة تسميم ''المناخ الإيجابي بمزاعم لا أساس لها'' عن محاولة إيران صنع قنبلة ذرية·
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في وقت مبكر من أمس إنه يعتقد أن النزاع مع الغرب بشأن برنامج بلاده النووي يمكن تسويته من خلال المفاوضات وإنه مستعد للتعامل مع ''ظروف جديدة''· وأعرب عن اعتقاده أنه ''لن تكون هناك عقوبات، واضاف قائلا ''إنني اعلن اننا موجودون ومستعدون لظروف جديدة·''
من جانبه حذر رئيس الوزراء الصيني من مغبة شن أي حرب ضد ايران أو فرض عقوبات تجارية عليها· مؤكدا ضرورة ايجاد حل للملف النووي الايراني عبر الحوار والدبلوماسية· وأكدت ألمانيا معارضتها لأي عمل عسكري ضد ايران الا انها أعربت عن تأييدها لفرض عقوبات تجارية عليها في حال تعثرت المفاوضات الجارية حاليا لايجاد حل للملف النووي الايراني· كما حذرت فرنسا من خوض أية مواجهة مع إيران، وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أمس ان ايران تعول على حدوث انقسام في المجتمع الدولي حول ملفها النووي حتى تتمكن من مواصلة نشاطاتها الحساسة· كذلك دعا الى مواصلة الحوار مع ايران محذرا الولايات المتحدة ضمنا من محاولة خوض ''مواجهة''·
بالمقابل اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الأول ان الدول الست الكبرى المشتركة في المفاوضات حول الملف النووي الايراني، ستجتمع قريبا في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة· وأوضحت في ختام اجتماع مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني ''اعتقد ان الوقت ملائم للبحث في المرحلة التي بلغنا اليها والمضي قدما''· وكررت دعوة ايران الى تفضيل المفاوضات حول برنامجها النووي بدلا من تعريض نفسها لعقوبات، معربة في الوقت نفسه عن شكوكها في امكانية حصول تحول في الموقف الايراني·
وأبلغت الولايات المتحدة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء بأن إيران تحاول ''بدأب'' صنع أسلحة نووية وأن الوقت قد حان كي تدعم العقوبات الجهود الدبلوماسية الرامية إلى كبح جماح طهران·
عدد اليوم
