محمود الحضري (دبي)
يصل إنفاق المواطن الإماراتي في الرحلة الإقليمية السياحية الطويلة إلى 18,3 ألف درهم (5 آلاف دولار)، بينما تصل في الرحلة الدولية إلى 38 ألف درهم (10,4 آلاف دولار)، وفق تقارير دولية لهيئات سياحية عالمية.
وأجمعت هذه التقارير على أن السائح الإماراتي يأتي على رأس قائمة السائحين الأكثر إنفاقا على مدار العام خلال رحلات السفر والسياحة الدولية، وتفوق على نظيره من دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدة أن السياحة الإماراتية والخليجية أصبحت رافدا رئيسيا لإيرادات السياحة في مختلف دول العالم، وسط منافسة شديدة على استقطاب السائح من المنطقة إلى الوجهات الدولية المختلفة.
ووصلت تقديرات إنفاق المسافرين والسائحين من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجية على السياحة والسفر إلى خارج دول «التعاون»، إلى 235,5 مليار درهم (64 مليار دولار) مقارنة مع 202,3 مليار درهم (55 مليار دولار) في العام الماضي 2013.
وأوضحت أرقام تقارير رسمية بينها تقرير لمؤسسة أماديوس لأنظمة تقنية حجوزات السفر أن حجم إنفاق المسافرين من دول الخليج ستصل بحلول العام 2020 إلى 288,4 مليار درهم (94 مليار دولار)، وستواصل ارتفاعها إلى 515,2 مليار درهم (140 مليار دولار) في 2025، ثم تحقق رقما جديدا في العام 2030 يصل إلى 794,8 مليار درهم (216 مليار دولار).
السفر للترفيه
وقال أنطوان مدور نائب رئيس شركة أماديوس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن تقرير المؤسسة الصادر تحت عنوان «تحديد مستقبل قطاع السفر في دول التعاون» بين أن 76% من المسافرين الإماراتيين للخارج يسافرون بغرض الترفيه، بينما 71% من المسافرين من الإمارات يفضلون السفر مع العائلة والأصدقاء.
وأفاد بأن وصول فئة الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي إلى سن الرشد خلال الأعوام الخمسة عشر المقبلة، سيسهم في إعادة رسم المشهد العام لقطاع السفر والسياحة، من خلال استخدام الوسائل الرقمية والتكنولوجية الحديثة مع تحوّل الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعية لإدارة أسفاره وحجز رحلاته.
وقال إن دول الخليج ستشهد خلال السنوات المقبلة وحتى العام 2030 ظهور جيل جديد يُسمى «المسافرون للمرة الأولى”، أو «مسافرو الجيل الجديد» لينضموا إلى شريحة المسافرين العالميين الباحثين عن تجربة جديدة كليا، وسيأخذون سلوكيات تكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار التقرير إلى أن 71% من المسافرين الإماراتيين يفضلون السفر مع العائلة والأصدقاء، و29% للسفر بمفردهم، بينما يغيب نمط سفر الإمارتيين ضمن مجموعات منظمة بشكل أكبر.
ولفت إلى أن نسبة السفر العائلي بين السعوديين 61%، والفردي 37%، وضمن مجموعات 2%، وبين العمانيين تصل نسب السفر العائلي 73%، والفردي 25%، وفي مجموعات 2%، وتكاد تكون نفس النسب في باقي دول الخليج، وإن ارتفعت إلى 80% عائليا بين البحرينيين.
برنامج «موناكو»
وفي تقرير لهيئة السياحة والمؤتمرات في إمارة موناكو، بينت أن السائح الإماراتي جاء الأعلى إنفاقا بين جنسيات السائحين والزائرين إلى موناكو، بقيمة 840 يورو يوميا، مقابل 340 يورو للزوار الآخرين، مبينا أن السائح الإماراتي يمثل قيمة مضافة للسياحة في موناكو.
وأشارت إلى أن الليالي السياحية الإماراتية في إمارة موناكو بلغت 18 ألف ليلية في العام الماضي، وسط توقعات بأن تنمو بنسبة 30% خلال العام الجاري، في الوقت الذي بلغت فيه إجمالي الليالي السياحية بالإمارة من دول الشرق الأوسط 600 ألف ليلة.
ولفتت إلى أنه انطلاقا من أهمية الإمارات كمورد للسياحة إلى موناكو فقد تم اختيارها لإطلاق برنامج «موناكو برايفت ليبل» في أبوظبي ودبي الذي يمنح منتسبه مزايا خاصة.
السياحة الألمانية
ومن جهته بين مرصد السفر العالمي «اي بي كي» أن عدد السائحين الإماراتيين إلى ألمانيا بلغ العام الماضي 195 ألفا من إجمالي 462 ألف سائح خليجي، فيما بلغ متوسط إنفاق السائح الإماراتي والخليجي عام نحو 4289 يورو، وتصل حصة الإمارات من الليالي الفندقية للزوار القادمين من الخليج 28%.
وأوضحت بيانات المرصد أن متوسط إنفاق السائح من دول مجلس التعاون الخليجي، في ألمانيا 355 يورو في الليلة، بينما يرتفع الرقم إلى 497 يورو في الليلة للسائح في رحلات الأعمال، ويبلغ الإنفاق 337 يورو في حالة الرحلة السياحية العامة، و147 يورو للمسافر الزائر لأصدقاء ومعارف مقيمين في ألمانيا.
وقالت «أنتيه رودينج بودييه» مديرة مكتب التسويق والمبيعات لدول الخليج في المكتب الوطني الألماني للسياحة: تحتل ألمانيا المرتبة الثانية بين الوجهات السياحية الأوروبية المفضلة لدى الزائرين من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.
إلى ذلك أظهرت دراسة لكلية الإمارات للطيران حول عادات الزائرين من مواطني مجلس التعاون الخليجي أن الخليجيين ينفقون أكثر من موطني الدول الأخرى في العالم بنسبة 260% على تذاكر السفر و430% الإقامة وأقل منهم بنسبة 13% على استئجار السيارات.
وبينت الدراسة، أن إنفاق الخليجيين يشمل 54% على تذاكر السفر لجميع الدرجات و18% على الإقامة و9% على الطعام و5% على استئجار السيارات.
السياحة البريطانية
وتوقعت هيئة السياحة البريطانية نمو معدلات إنفاق السائح الإماراتي وباقي دول الخليج العربية بنحو 50% بحلول 2016، بالتوازي مع نمو العدد للزوار 30%، مؤكدة أن الإمارات أهم سوق خليجي في عدد السائحين الوافدين إلى بريطانيا، فقد استحوذت على 50% من عدد السائحين في العام الماضي، بما يعادل 300 ألف سائح.
وأشارت الهيئة إلى أن عدد السائحين الإماراتيين إلى بريطانيا في العام 2013 بلغ حوالي 260 ألف سائح بنمو 6% وأنفقوا ما يزيد على 1,6 مليار درهم، بمتوسط 5715 درهما.
ويأتي السائحون الإماراتيون إلى بريطانيا في المركز الثاني بعد السعودية من حيث العدد وحجم الإنفاق الكلي.
وتشير إحصاءات هيئة السياحة البريطانية إلى أن إجمالي عدد زوار المملكة المتحدة من الإمارات خلال الربع الثالث من العام الماضي وصل إلى 90,2 ألف زائر، وبلغ عدد الليالي السياحية التي قضوها 1,4 مليون ليلة سياحية، فيما بلغ إجمالي إنفاقهم نحو 528.4 مليون درهم، بمتوسط 5860 درهما.
السياحة السويسرية
وأوضحت هيئة السياحة السويسرية أن أكثر من 220 ألف سائح من دول الخليج قاموا بحجوزات تزيد على 630 ألف ليلة في سويسرا خلال عام 2013، وبنمو 7,5%، وكان متوسط الإنفاق اليومي حوالي لهؤلاء السائحين حوالي 550 دولارا والذي يعتبر أعلى معدل من الإنفاق السياحي اليومي في جميع أنحاء العالم.
من جهة أخرى أفادت هيئة سياحة لوزان السويسرية بأن دولة الإمارات احتلت المرتبة الثالثة خليجيا من حيث عدد السائحين إلى سويسرا خلال العام الماضي بعد السعودية والكويت.
وبينت أن الإحصائيات توضح ارتفاع عدد السائح المواطن حيث ينفق في حدود 530 فرنكا سويسريا في اليوم الواحد، وبهذا يحتل المرتبة الأولى من حيث مستوى الإنفاق اليومي على مستوى سياح العالم.
سنغافورة للسياحة
وتفيد بيانات مجلس سنغافورة للسياحة أن نحو 70 ألف زائر سائح إماراتي زاروا سنغافورة في العام الماضي، مع توقعات بنمو في حدود 5% العام الجاري، وشكلت نسبة السائحين الإماراتيين حوالي 20% من الرقم الإجمالي.
وبينت أن الزائر المتوسط من دولة الإمارات يمضي حوالي خمسة أيام ونصف في سنغافورة، لتعد السوق الأكبر للسياحة في سنغافورة في الشرق الأوسط وتأتي السعودية في المرتبة الثانية، التي سجلت حوالي 20 ألف سائح، فيما بين المجلس أن الزائر الإماراتي والخليجي عامة من أكثر الزائرين إنفاقاً والسائح العادي من الإمارات ينفق ما لا يقل عن 6 آلاف درهم للزيارة الواحدة.
وأوضحت أن أسواق الشرق الأوسط صغيرة ولكنها أسواق متنامية بالنسبة لسنغافورة، ومنذ تأسيس مكتب مجلس سنغافورة للسياحة في المنطقة شهدت المدينة تزايداً مهماً وارتفاعاً كبيراً للزوار من الشرق الأوسط والمنطقة، كما يعتبر السائح الشرق الأوسطي المنفق الأكبر في سنغافورة مقارنة بالسائحين من بلاد أخرى.
عدد اليوم
