الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشاركة البريطانية في العراق

20 أغسطس 2014 14:05
جريف ويت وكارلا آدم لندن تعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاثنين الماضي لضغط داخلي متزايد لينضم إلى التدخل العسكري الأميركي في العراق في وقت أعلنت فيه حكومته أنها ستستمر في قصر تدخلها على تقديم المساعدة الإنسانية. ويُصر كاميرون على أن تبقى القوات المسلحة البريطانية بعيدة عن القتال في العراق والسماح للجيش الأميركي بخوض القتال بمفرده، وذلك بعد مرور أكثر من عقد على قيادة الولايات المتحدة وبريطانيا للعمليات العسكرية التي أطاحت بصدام حسين بشكل مشترك. ولكن ومع تواتر التقارير التي تفيد بارتكاب متطرفي «الدولة الإسلامية» فظاعات بالجملة في منطقة كردستان شمال العراق، واجه رئيس الوزراء البريطاني يوم الاثنين مطالب من كل من اليمين واليسار بقطع إجازته الصيفية ودعوة البرلمان إلى الانعقاد وبحث إمكانية القيام برد عسكري لحماية الأقليات العراقية. وفي هذا السياق، قال كونر بُرنز، عضو البرلمان من حزب «المحافظين»: «إنه من غير الأخلاق أن يكون الشيء الوحيد الذي نقوم به هو إلقاء الطعام والماء من الجو، وترك هؤلاء الأشخاص على خط النار يواجهون القتل»، مضيفاً «إننا نرى جز الرؤوس والصلب والاغتصاب؛ ومن غير المعقول أن نرى بوصلة الغرب الأخلاقية تعطلت وأنه لا يذهب إلى هناك لمحاربة أولئك المتطرفين». وفي الأثناء، قال قادة عسكريون بريطانيون سابقون إن الضربات الجوية قد لا تكون كافية وإن القوى الغربية قد تضطر في الأخير إلى وضع جنود لها على الأرض. وفي هذا الصدد، قال «ريتشارد دنات»، وهو قائد سابق للجيش البريطاني، لبرنامج «توداي» (اليوم) الذي يبث على إذاعة «راديو 4» يوم الاثنين: «يجب أن تكون ثمة ضربات جوية متواصلة تصيب أهدافها، وقد نحتاج لوضع بعض الأشخاص على الأرض من أجل توجيه تلك الضربات على نحو دقيق»، مضيفا «من الصعب أن نقول إن هذه ليست مشكلتنا. علينا أن ننظر إلى أنفسنا ونقول: «ألا ينبغي أن نفعل شيئاً في وجه إبادة جماعية ممكنة؟». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال خلال عطلة نهاية الأسبوع إن التدخل العسكري الأميركي قد يتواصل «على مدى أشهر» ولكنه أوضح أنه لا يعتزم وضع جنود على الأرض. وأشار مسؤولون بريطانيون إلى أنه على الرغم من عدم استبعاد الرد العسكري، فإنه ليس مطروحاً على الطاولة الآن، مشيرين إلى أن الحكومة ستركز على تقديم المساعدة الإنسانية. وقد اقتصر هذا الجهد حتى الآن على عملية واحدة وناجحة لإلقاء الإمدادات من الجو لمجموعة من الإيزيديين، وهم أقلية عرقية ودينية، علقت في جبل سنجار شمال العراق بعد تقدم مقاتلي «الدولة الإسلامية». وقال وزير الخارجية البريطاني «فيليب هاموند» في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «إننا لا نتوقع دوراً حربياً في الوقت الراهن»، مضيفاً «إننا نتحدث حالياً عن عملية إنسانية واستعمال وسائلنا من أجل الحصول على معلومات أوفى بشأن ما يجري على هذا الجبل». ويوجد كاميرون في البرتغال حيث يقضي إجازته الصيفية؛ ويقال إنه ليست لديه مخططات للعودة إلى لندن مبكرا. ويرى بعض المحللين أنه يخشى انخراطا عسكريا مفتوحا لا نهاية له في العراق، وخاصة بعد أن أنهكت حملة قصف في 2011 في ليبيا موارد القوة الجوية البريطانية. وفي هذا الإطار، يقول «مايكل كلارك»، مدير عام معهد الخدمات الملكية المتحدة، وهو مركز أبحاث في لندن: «إذا انخرطنا في قمة جبل جليد أميركي، فإنه يمكن أن ينتهي بنا الأمر إلى القيام بالتزام أكبر مما نستطيع أن نقوم به على نحو مريح». وفي حال تم استدعاء البرلمان البريطاني للانعقاد هذا الشهر من أجل مناقشة تدخل عسكري في العراق، فإن ذلك سيأتي بعد عام فقط على تعرض كاميرون لهزيمة محرجة في مجلس العموم بخصوص تصويت للترخيص باستعمال القوة العسكرية ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد؛ وهو تصويت ساهم في إفشال مخططات أميركية لقصف سوريا على خلفية ادعاءات باستعمال نظام الأسد لأسلحة كيماوية ضد المدنيين. وأشار منتقدون لكامرون يوم الاثنين إلى أن ذكرى تلك الهزيمة قد تكون السبب الذي يمنعه من التصرف على نحو أكثر حزما في العراق. وفي هذا الصدد، كتب «مايك جايبس»، وهو عضو في البرلمان من حزب «العمال»، في مقال نشر في مجلة «نيو ستايتسمان» البريطانية، يقول: «إن رئيس الوزراء قد يشعر بأنه غير قادر على فعل شيء الآن عقب هزيمته وتعاطيه السيئ مع النقاش حول سوريا في أغسطس الماضي»، مضيفاً «ولكن عليه أن يتجاوز ذلك ويدعو البرلمان للانعقاد بشكل طارئ». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©