هناك ظاهرة سلبية موجودة عند بعض الأفراد المنتمين لمجتمعنا، وللأسف فهذه الظاهرة تؤثر سلباً في الترابط العائلي والتماسك المجتمعي، وتتلخص هذه الظاهرة بوجود فئة من النساء يطلق عليهن مجازيا مسمى (خرابات البيوت)، هؤلاء النسوة يتدخلن في الشؤون الخاصة بالعائلات المستقرة، يستخدمن حسن نية هذه العائلة لدس بعض الأفكار الهدامة في تفكير الزوجة، التي هي في معظم الأحيان عاطفية وتتأثر بسهولة في الكلام·
فعلى سبيل المثال، هناك أسرة مستقرة تتكون من زوج وزوجة متحابين، وتربطهما علاقة ود مستقرة وجميلة، وللزوجة صديقة غيورة من النوع الذي ينتمي لفئة ''خرابات البيوت''، تتسلل هذه المرأة بكل خفة أثناء حديثها الجميل والمنمق لتتدخل في شؤون وخصوصيات هذه العائلة المستقرة، ليس لهدف ما ولكن لكسر هذا الرابط الجميل بين الزوجين، وما يدفعها هو الغيرة من هذا الاستقرار وهذا الترابط بدون أي تدخل منها، فتبث هذه الصديقة أفكارا سلبية عن الزوج في مخيلة الزوجة، فتقول لها على سبيل المثال، بأن تحذر من الزوج له سلوكيات مشينة خارج المنزل، وتفسر تصرفاته بطرق سلبية كأن تصفه بأنه متسلط أو من النوع الذي يضرب النساء وما إلى ذلك من أمور، تبدأ هذه الأفكار في التسلل إلى تفكير هذه الزوجة المسكينة، والنتيجة هي تفسير أي تصرف من تصرفات الزوج بطريقة سلبية، وبالتالي تعالي الزوجة على الزوج لأنها ترى بأنها تعرف تصرفاته وحركاته التي حذرتها منها صديقتها، وتتحجج بأنه سيتمادى لفعل عدة أمور مشينة في المستقبل، وهي تريد أن تستدرك هذه الأمور من الآن بالطرق التي تمليها عليها صديقتها صاحبة (الدروس الخصوصية) والنتيجة،خراب لاستقرار العائلة ولمستقبل أبنائها الأبرياء، وفي المقابل تنسحب خرابة البيوت بكل خبث من هذه العائلة وتقول ما دخلي أنا·
فهناك ثلاث أدوات في هذه العملية، الأداة الأولى هي ما يسمى خرابة البيوت والتي قد تكون صديقة الزوجة أو جارتها أو زميلتها في العمل أو أحد أفراد عائلتها وأحيانا من عائلة الزوج نفسه، والأداة الثانية هي الوسيلة وهي بكل بساطة الزوجة صاحبة التفكير السطحي، والأداة الثالثة هي الضحايا وهم الزوج والأبناء وأيضاً الزوجة نفسها·
فأنا بدوري أوجه رسالة لكل زوجة مهتمة باستقرار عائلتها بالحذر من هدامات البيوت وعدم السماح لأي فرد بالتدخل في خصوصيات الحياة الزوجية، وعدم السماح لأي فرد بتشويه سمعة الزوج من دون أي وجه حق، وأدعوها كذلك بعدم تفسير الأمور بطرق سلبية، فحياتها واستقرار عائلتها بإدارة الزوج وما يمليه علينا الشرع وليس بإدارة (خرابات البيوت)·
كمال سالم اليماحي
عدد اليوم
