السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف تكون إنساناً اجتماعياً··؟

16 سبتمبر 2006 00:57
الإنسان بطبعه اجتماعي والإنسان الاجتماعي هو الإنسان الذي يحب الاختلاط بالناس، والعلماء قسموا الشخصيات الى نوعين؛ الانطوائي والاجتماعي والشخص الانطوائي هو الذي يفضل البقاء منعزلاً في كل موقف في حياته لا يشارك الآخرين ولا يحب ان يشرك أحدا في خصوصياته وذلك لأسباب داخلية عديدة، في نظري·· الشخص الناجح، اجتماعي، لماذا؟ لأن النجاح يتطلب خلقاً عالياً، وجزء من الأخلاق هو التعامل مع الآخرين وأخلاقنا منبعها ايماننا فالمؤمن اجتماعي فالأخلاق الطيبة كثيراً ما تكون من مميزات الشخص الاجتماعي كالصدق والإباء والمحبة والتسامح والعفو وأهمها التواضع، كلها أسس أخلاقية تجعل من المرء·· لنقل ''إنساناً''، ونكون بهذا حققنا الجزء الأول، برأيي السير على نهج الرسول الكريم الذي وصل الى قلوب الناس يعلمنا كيف نكون اجتماعيين دون ان نقصد ذلك أما اذا اردت خطوات ليكون الفرد اجتماعياً فمن المفروض ان يفهم الآخرين وان يفهم شخصياتهم وان يدرك اختلافاتهم وتفاوت قدراتهم المختلفة حتى يتمكن من فهمهم· ثم ان عليه التواصل معهم اي ان يأخذ ويعطي في العلاقة وان يحاول تفهمهم وبرأيي من الجميل ان يتفهم طباعهم ويضع نفسه مكانهم حتى يستطيع فهمهم وان يصبر على سلوكهم ومن يقتنع بأن العلاقة هي أخذ وعطاء يفيده ان يتذكر التعبير عن نفسه بطريقة واضحة حتى يتمكن الآخرون من فهمه وهنا يضع نفسه طرفاً ثالثاً ليحكم على نفسه· ولا اعتقد ان المرء يصبح اجتماعياً بين ليلة وضحاها مع الأيام والانخراط بالآخرين يتعلم من نفسه ومن الناس ومن أخطائه ما هو السلوك الأفضل والذي يتناسب مع ما يريد في أي موقف· اذا انت أحببت امراً فسيأتي الباقي بسهولة فلا يسأل المحب كيف الهوى!! وتذكر ان الفرد لم يبدأ حياته وحيداً ومنذ نعومة أظفاره وهو محاط بمن يرعاه ومن هناك يبدأ التفاعل مع الآخرين ومن هناك يتعلم المرء كيف يكون اجتماعياً ولا خير في امرئ حقق اجتماعيات هائلة وقد انشغل بها عن أمه أو أبيه أو كليهما أو من قدر له ان يكون في مقام أحدهما فالناس لا يختلفون عنهم فكلنا بشر وكلنا من نفس واحدة، واضيف رأياً أخيراً وهو ان الله حين خلق الكون أوجد القوانين التي تنظم هذا الكون وتنظم العلاقات بين مكونات هذا الكون وجعلها في نسق وانسجام وفرض علينا في الكتب السماوية ما ينظم حياة الإنسان مع كل ما في هذا الكون يقول الله في محكم كتابه ''وكان الإنسان أكثر شيء جدلا'' ونقرأ في القرآن الكريم ما ينظم العلاقة بين الإنسان والناس على اختلاف علاقتهم به وقد تذهل لعمق واتساع هذا التنظيم الذي تجده من علاقة المرء بوالديه الى علاقة المرء بإخوانه كما في سورة يوسف الى علاقة المرء بزوجه ومن يحب ومن يكره·· بالبعيد كما في سورة يوسف ''وقال نسوة في المدينة'' بالقريب ''أحب إلى أبينا منا'' بالمسؤول عن العمل ''قال اجعلني على خزائن الارض''·· بطباع البشر بطباع النساء·· واذكر في هذا السياق طلب سيدنا موسى عليه السلام ان يكون اخاه معينا له في رسالته لعلة في لسانه·· وكان بإمكانه ان يدعو الله اصلاح حاله وهو الذي لا يعجزه امر لكن ليعلمنا الله ان الانسان خلق محباً للأنس ولهذا سمي إنسان!! وخلقت حواء آنساً لآدم· فتعلم كيف تكون اجتماعياً مع الناس يكون من كلام من خلق الناس· أحلام سعيد حمدون / أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©