الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثروة الحقيقية

16 سبتمبر 2006 00:57
دائماً ما نسمع عن اختراعات وابتكارات جديدة استطاع العلماء الوصول إليها ومما يدفعهم إلى الإسراع لتقديمها للناس حتى تتم الاستفادة منها بصورة مناسبة· لكن في الوقت ذاته كم هو محزن عندما نشاهد بعض السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا المحافظ نتيجة سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة التي وجدت أساساً لراحة الإنسان، وتحقيق رفاهيته· ولهذا حتى الآن لا أستطيع إيجاد مبرر مقنع عن سبب سوء تسخير تلك التكنولوجيا من قبل بعض الشباب لأغراض لم تصنع من أجلها· ومما لا شك فيه أن هذه الظاهرة السلبية غير محصورة في مجتمعنا فقط بل هي متشعبة على نطاق واسع بين المجتمعات العالمية، وغالباً ما نسمع ونشاهد بأعيننا المجردة فظاعات وتفاهات ما يسمى بالمسنجر والبلوتوث· وعلى الرغم من أن المسؤولين في دولتنا لم ولن يقصروا من جانبهم في توفير الأماكن المخصصة لهواة السيارات وفنون قيادتها إلا أن ذلك لم يشفع لوسيلة النقل أن تسلم من طيش بعض الشباب حتى باتت مجرد هواية طائشة لمن يرغب في استعراض مهاراته والمفاخرة بها في الطرق العامة والمزدحمة بالمارة والسيارات الأخرى، وطبعاً مع نسيان أو تجاهل الغاية التي وجدت أصلاً لأجلها· ومن دون إبداء أي مراعاة للقوانين والعادات والتقاليد الخيرة التي ورثناها وتعلمناها من أجدادنا وآبائنا والتي تحتم علينا احترام الناس والقانون والتمسك بتعاليم الدين الحنيف السامية، نجد بعض الشباب حولوا هذه الوسيلة إلى عدوة لهم وللآخرين بقيادتها بطيش وتهور، فشتان الفارق بين تلك الأخلاق النبيلة الموروثة وبين بعض السلوكيات الغربية المستوردة التي لا نفع لها بل على عكس ذلك فإن مساوئها أكثر من محاسنها، إذاً بالتالي أرى يا أخواني الشباب يكفينا مضيعة الوقت والجهد والمال، وآن الأوان ألا نلتفت لهذه السخافات التي لا تقدم ولا تؤخر في شيء، وأنه أولى لكم أن توظفوا طاقاتكم الكامنة في خدمة وطننا الغالي لأنكم أنتم الثروة الحقيقية، وأنتم حاضر ومستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، ومما لاشك فيه مهما عملنا جهدنا لا نستطيع رد فضل دولتنا وقيادتنا الرشيدة علينا ولو بجزء بسيط، وكما عليكم أن تعملوا بما هو مفيد لكم، وتذكروا دائماً بأن العمل النافع هو عماد الإنسان الناجح وفي هذا الصدد أنني مازلت أحفظ عن ظهر قلب تلك الكلمات النيرة التي قالها الوالد المعلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله وأسكنه فسيح جناته'' ''إن الثروة الحقيقية هي العمل الجاد المخلص الذي يفيد الإنسان ومجتمعه، وأن العمل هو الخالد والباقي، وهو الأساس في قيمة الإنسان والدولة''· وقد يعتقد بعض الشباب بما يقدمون عليه من بعض السلوكيات الخاطئة أنه ''حرية شخصية'' ومن هنا أتساءل أي نوع هذه الحرية التي لا يسلم غالبا منها الأبرياء الموجودون في الأماكن العامة؟ جميعنا متفقون على الحرية الشخصية، لكن هذه الحرية لا يجب أن نفسرها كما نشاء ونغفل عن بعض الجوانب التي تمس الناس الآخرين الذين يتضررون نتيجة هذه السلوكيات الخاطئة· فلذا دعونا نستنتج في نهاية هذا الشق من الموضوع، بأن الحرية الشخصية لها ضوابط وشروط معينة يجب وضعها أمام نصب أعيننا قبل أن يختلط الحابل بالنابل، وتصبح شاشة الأمور أمامنا معكوسة وعندئذ لا يستطيع أحد منا التنبؤ بما سوف يحصل نتيجة ذلك· سالم محمد المقبالي ــ جامعة الإمارات ــ العلوم السياسية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©