الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخيول العربية

16 سبتمبر 2006 00:58
الخيول العربية الأصيلة نشأت في شبه الجزيرة وهي من أقدم السلالات ويعود تاريخ نشأتها إلى آلاف السنين، وهي تعتبر من أجمل الخيول في العالم قاطبة لجمالها ورشاقتها وألوانها الساحرة حيث تمتاز الخيول العربية بتوازنها وتناسق جسمها الطبيعي، وسرعتها الفائقة ويقظتها الدائمة وقدرتها الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش والتأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية، كما يشتهر الحصان العربي بذكائه ونبله وإخلاصه وشدة وفائه لصاحبه، ونظراً لهذه الصفات الحميدة علاوة على ما يتمتع به من نقاوة السلالة استخدم الحصان العربي في تحسين أغلب سلالات الخيول العالمية مما أكسبها شهرة واسعة وجمالاً منقطع النظير، وقد عرف العرب الخيل منذ القدم فاعتنوا بها وأكرموها وحافظوا على عراقة أنسابها ونقاء سلالاتها من العيوب والشوائب، وقد احتلت الخيل في نفوس العرب مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة تعادل النفس والولد وكان امتلاكها يدل على القوة والهيبة، ونظراً لدورها الحاسم والمهم في المعارك والحروب نشأت علاقة حميمة بين الفارس العربي وحصانه وارتبط مصير كل منهما بالآخر يدفعهما لذلك مناخ متقلب وبيئة غير مستقلة لا تؤمن إلا بمنطق القوة والبقاء للأقوى، فوطد هذا القدر المحتوم العلاقة بينهما وأرسى قواعدها نبل الحصان العربي ومدى إخلاصه ووفائه لصاحبه، وبادله الفارس العربي بالحب والوفاء والإخلاص من خلال إكرامه وعدم التفريط فيه، مهما كان الثمن وقد قالوا في المثل: ثلاثة لا تعار الزوجة والسلاح والفرس· وعندما جاء الإسلام أبقى على مكانة الخيل عند العرب ودعاهم لامتلاكها والاعتناء بها وقد أكرمها الله سبحانه وتعالى بذكرها في كتابه العزيز ففي سورة الأنفال يقول تعالى: ''وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل'' (الآية رقم60)، وقد ساهمت الفتوحات الإسلامية في دخول الخيول العربية إلى افريقيا وأوروبا، كما أن هجرة بعض القبائل العربية من جزيرة العرب إلى افريقيا ساهمت أيضا في نشر هذه السلالة في شمال افريقيا· وفي الأحاديث الشريفة حث الرسول''على اقتناء الخيل والاعتناء بها لما فيها من خير كقوله عليه الصلاة والسلام: ''الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة'' سنن ابن ماجة وصححه الألباني· قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ''علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل'' الخيل التي استخدمت قديماً كوسيلة نقل رئيسية وارتبط اسمها منذ القدم بالفروسية والمعارك والحروب كسلاح مهم تقلصت أهميتها تدريجياً مع بداية الثورة العلمية ودخول الآلة الحديثة إلى أن أصبح استخدامها اليوم محصوراً في الرياضة وميادين السباقات وقلة قليلة من الهواة الذين مازالوا يحتفظون ببعض سلالاتها الأصيلة بالإضافة لمزارع تهجين الخيل''· عبدالرزاق عبدالكريم الزرعوني
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©