الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفوالة» عادة رمضانية تزين المائدة للترحيب بالأهل والضيوف

«الفوالة» عادة رمضانية تزين المائدة للترحيب بالأهل والضيوف
3 أغسطس 2011 22:41
سفرة طويلة مزركشة تعرض ألواناً من الفواكه المنسقة والطازجة، تلفت أنظار الضيوف بالحضور الآسر لبعض الأكلات المحلية التراثية من الهريس والخبيصة والبلاليط والفرني واللقيمات، حيث تبدو في مهرجان جميل متناسق يفرض نفسه في البيوت الإماراتية، ليمثل عنواناً للكرم الأصيل واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب والأصدقاء. الفوالة أو كما تسمى عند البعض «غبقة» هي عادة تظهر في شهر رمضان، حيث تحرص الكثير من العائلات الإماراتية عليها بعد صلاة التراويح بوضع الكثير من الأكلات الشعبية والحلويات الرمضانية المحلية وسط تجمع أفراد العائلة أو الجيران والأقارب. وعن ذلك، قال سلطان خلفان سعيد بن غافان باحث وشاعر في التراث الشعبي، إن الفوالة كلمة مشتقة من فعل «تفاءل» وهي عنوان ترحيب بالضيف واستبشار بوجوده، ويقصد بها تجمع الأهل مع بعضهم بعضاً ولا يشترك فيها غريب ولا بعيد، إنما هي لأهل البيت أو يمكن أن تعد للأصدقاء والجيران، وتقام تلك العادة على مدى 30 يوماً من رمضان كل يوم في بيت أحد من الأهل والجيران، لتكون حافزاً لهم على التواصل والتزاور والألفة والمحبة في جو أسري. وأشار إلى أنه من الأكلات الأساسية التي لابد أن تضمها الفوالة، الهريس والثريد والبلاليط والعصيدة، ومحلا زايد، والخمير وهو نوع من الخبز المحلي إلى جانب النخي والباجلة إضافة إلى أن بعضاً من الأسر تفضل وضع الساقو والتمر والشاي والقهوة العربية التي لابد أن تقدم بعد تناول الفوالة. وأضاف: غالباً ما يدور النقاش أثناء التجمع على الفوالة، خاصة حول رحلات الغوص أيام زمان، والقضايا الاجتماعية ومشاكل المجتمع والتطور التكنولوجي وحياة الأجداد أيام زمان، وغيرها من المواضيع التي يشتد فيها النقاش بين الشد والجذب وسط جو مفعم بالحب والتواصل والإخاء. من جانبها، تجد فاطمة بنت محمد مؤلفة كتاب للطبخ، أن الفوالة عادة تراثية لا يتوقع أن تتوقف يوماً ما في رمضان، لكنها لم تعد مثلما كانت في السابق، ففي الماضي كانت لا تزيد على بعض الأطباق التراثية كالخبيصة والعصيدة والبلاليط، وسلة فواكه وقهوة بالهيل والزعفران لكنها اليوم اختلفت، حيث صارت مائدة ممتدة من الأطعمة، وأدخلت إليها الحلويات الشامية، ومؤخراً المغربية وكذلك الشوكولاته، بالإضافة إلى الأطباق التراثية السابقة، وهذا ما جعل من الفوالة وجبة كبيرة ممتدة تضم كل أطياف الطعام وأصناف المذاقات الشرقية. وتقول خلود الشامسي موظفة إن الكثير من العائلات تتفنن في إعداد الأطباق بطرق مبتكرة من حيث التزيين وبعض الحلويات، موضحة أن بعض صديقاتها يفكرن في تجهيز ديكورات للفوالة، ويبحثن عن طرق جديدة لتقديم الفواكه فيها بطريقة منسقة وأنيقة وجميلة تلفت الأنظار. وتقارن شيخة خميس ربة بيت، بين فوالة الأمس واليوم بقولها: سابقاً كانت الفوالة بسيطة وبها عدد من الأطباق الشعبية المحلية، لكنها اليوم تحولت إلى مغالاة وتفاخر، تثقل كاهل رب الأسرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©