السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرسى دبي عقيدة الطهر وسهر الموجة

مرسى دبي عقيدة الطهر وسهر الموجة
20 أغسطس 2014 20:00
مرسى دبي، لسان حال الوعي بالماء، عقيدة الطهر وسهر الموجة على مهد البدء والامتداد. . اشتقاق من الصحراء، يوغل في الوريد العديد من أجل مجد ووجد، ووعد وعهد، وسعد وود، هذا الوفاق ما بين القلب والدرب، بصخب العيون السابحة في الأزرق اللبق وخصب الوجوه، بالغة الجود والوعود، تمضي المراكب مثل طيور بيضاء، أجنحتها قصاصات ورق، على صفحاتها، كتبت أسطورة الكوميديا الإلهية، أو رسالة، مجللة بالعرفان لسائل الحياة مملوح بعرق الذين كدوا وكدحوا، وجرحوا خد الموجة، بأنامل التهجي، والترجي، الذين نسجوا القصيدة العصماء من حرير العشق والأبد الذي ليس له أمد وحد، الذين في البوح، لونوا أوراق الشجر، وأعطوا البحر نهاره الأبيض، وصاغوا من المحارات قلائد وفرائد، واحتفوا بالفرح، وسيلة وغاية، وغواية، لذتها في أنها بلا مخالب ولا مثالب، ولا مآرب، ولا نواكب، بل هي من سواكب القلب حين يكون القلب منهلاً وأهلاً ومهلاً، حين يكون البحر قارباً عملاقاً يحمل على ظهره نوافل العشاق، وفروض الأشواق، يكون البحر، بوسع السماء، ولمع النجوم اليافعات في أحشاء الكون ورحم الأرض، منهم بطيب النموذج، والمثال، السامق عند هامات العيون، الناعسات والتي في طفرها حور. مشهد وشاهد مرسى دبي. . مشهد وشاهد، يشير بالبنان، ببيان الذين أبدعوا في رسم اللقطة المدهشة، الذين برعوا في تلوين البحر، بابتسامة وشامة وعلامة، الذين قالوا هنا «البحر في أحشائه الدر كامن»، ثم أمعنوا النظر في نعيم الأيدي، وشيم السواعد السمراء. . مثل نهر عظيم في شهر أيلول يستحم الشاطئ الأغر، في رقيته المكللة بالنعيم وتسافر في شرايينه، خيالات مثل طيور تكتب تغاريدها في الهواء الطلق وتطلق في الوعي أجنحة ذاكرة لم تزل تحفظ ما أجراه الليل من حوار مع النهار وما أفصحت عنه الأقمار من أسرار، وما أسفرت عنه الشمس، أحيا فعلاً كونياً، لم يخطر ببال بشر. مرسى دبي. . مثل فيلسوف فك عقال الفكرة، وطار يطارد النجوم، في ليلة بات الضوء الأبيض، ساهراً على وشوشة الموجة، وهدير اليخوت السابحة مثل أسماك عملاقة تسأل بلباقة، عن أشواق مضت مع السنين ترتل آيات الحنين، لوجه امرأة وقفت هنا، عند شفة الرمل، في انتظار غائب نسي أشياءه الصغيرة في محفظة القلب، ومضى يحلم ببريق محارة وعندما عاد كان قلبه يومض بالحب، من دون محار ولم يكن في وسعه سوى دوار البحر، وأشواق امتدت وأشعلت في الرأس الواقد الوله، حتى بدا الشاطئ أيقونة تاريخية لم تطو سجلها بعد، لم يبلل شهر أيلول أطرافها ولا أعطافها ولا أطيافها هي في الكون قيثارة، ومنارة، هي في البدء غيمة طافت على ثنايا قلب امرأة، فأمطرت وجداً، أممياً، حتى أبحر العشق في مياهها، متماهياً، مع عشق المسيح بن مريم، مع توق الصحراء عندما تكون الغافة بلا ماء، ولا إطراء ولا إغواء، ولا لمسة بدوية، تعيد التفاصيل إلى أصل التكوين وتكلل دارون بتاج التفوق على كل الأشياء كون الشيء من مفصل وفاصلة، وحويصلة، وبوصلة. . ضوء الماء مرسى دبي. . نقطة الضوء في الماء، قطرة الماء في الضوء، لمحة من ملامح البدايات المبهرة عندما تأزر الوقت بعزيمة الرجال وعندما ساد الزمن سباق الجياد بين أوتاد وعماد. مرسى دبي. . أسطورة البحر، عندما تبدو أشجاره من شامخات البناء والنبأ اليقين من بوح، الغافيات الطافيات، الصافيات وجداناً وأبداناً، الذاهبات في اليفوع، أصلاباً مترعة، بخشوع الكائنات لإبداع ويراع، خط حبره السري، ما بين بين والحاجبين، والعينين والموجتين، والضفتين. . هنا في أيلول، عند سانحة البحر، ترى ما لا يراه النائم، هنا الدهشة تتمشى جذلانه، كغزالة برية، يخضها شباب المعرفة، بسيقان غابات، تكاتفت فأججت في البحر ولعاً، وولعاً، ونخوة وصبوة، النار حين يشتد وطيس الأشواق إلى رائحة ولون إلى سحنة أشبه بأوراق البحر الزاحفة على الرمل تبحث عن عطر يتسلل من بين بين، من مكان ما من الأكوان المرتعشة، برداً وسلاماً، وهياماً وغراماً، وانسجاماً، إذ لا يبقى من الحلم سوى بقايا صور، تتلاشى عند مهجة منعمة بالنظر والسهر، على رعاية كون جل كائناته نجوم تتلألأ ببياض الثنايا، وورد الشفتين. مرسى دبي، الكون الذي تشكل عند رئة التضاريس، فأصبح القدرة الفائقة توشح البحر، بفرحة الذين يؤمون قبلته وتطير الجدائل كأعلام عيد وطني لكل نفس انشرحت فأبرمت وعداً، مع السعادة لا شقاق فيه، ولا انعتاق، وعد مرسى دبي، وصومة من يقف متأملاً، مزملاً بملح المياه متكاملاً مع الوجود في دورة دموية، لون دمائها يلون الماء وصفائه وعطائه وسواته وانتمائه. مرسى دبي ترنيمة البحر حين عزفت الموجة أغنيات الغواصين ومن أبحروا في ثنايا الوجد بحثاً عن أسطورة التكوين عن حبر يلوِّن صفحة القلب، ببياض الفرح، عن عطر يضمخ الشطآن ويعبق الروح بالأمل. رواية البحر مرسى دبي، مثل رواية تسرد الحكاية من البداية حتى النهاية، تعطي في المعنى لبطل اسمه البحر، ثيمته الوصل والفصل ما بين حقيقة وخيال، ما بين سؤال يفضي إلى سؤال، والموال، معرفة غارفة من رؤية الفلسفة، وحال الماء كوشم على جسد مذهل يستقي من جماله لأجل كماله، ويقود مسيرته الكونية، حتى آخر حرف موصول بالباء والدال، ليكون الميناء قامة للمكان، وموئلا للإنسان يضع أشواقه مشمولة بأحداقه عند ضفة من فضة الماء، من لفظة يطوق الشفتين، بأحلى رضاب وانسكاب بأجمل عِذاب يجلل هوى العشاق، بوردة يزهو بها الوجود، وتعزف لها، رمال الصحراء لحن الخلود. مرسى دبي، مثل قصيدة رفلت بأنعم الله، وتباهت، بالأبيات موجات عارمة، مغرمة بالجمال، ريانة بهوى الرافلات، جذلاً وعدلاً، ونهلاً وخصباً، وحين من الدهر، تسطو على القلب وتحتل الجغرافيا في المهج، وتقول يا رب هذا المرسى، يا رب عرش الماء والهواء والصحراء والسماء، الناس هنا سواء يختالون حلماً مثلما يحدق الطير في أجنحة الغيم فيهيم جذلاناً رياناً مستعيناً بتاريخ الرمل، مستدعياً طاقة النخلة صبراً ورطباً جنياً، مستفتياً ضمير البحر، كي يغسل العرق، عن جبين محارة تحللت من هدأت الليل، لتلج صخب النهار، بشباب يافع يانع، نخوته نخوة الشجرة البليغة ساعة تلاقي الساق بالساق، وإلى نشوة البحر المساق، إلى زرقة العين، بياض اللجين، ونصوع قدرة ما قض قضيضها زهر ولا بدر، هي في البدء رؤية لعشاق أحب الجياد والجبال ذات الأوتاد والأرض ذات العماد، أحب حبة الرمل، فزرعها ساق ومساق، ورواق، يلوِّن الجذر والأوراق. مرسى دبي. . مثل زجاجة تسير على صقليها، الجاريات الساريات النابهات المسفرات عن عصر تضيء أروقته، أفكار الذين طوقوا الأعناق بأشواق الفرح، الذين سوروا المكان بالأمان، وبنوا على هضاب القلب مضارب الأمل، وساروا في القافلة نحو ضفاف وشفاف، وأطياف وتطوروا الحلم إلى علم، فرفرت أجنحة السعادة. مرسى دبي. . مثل نخلة أينعت فتفرعت، فأمتعت وأسعدت وفي الماء عمر ودهر، وقدر، على حد سواء، ونحن الماثلين أمام الحقيقة، نطلق النظرة تتبعها بسملة، نطلق البسملة تتبعها حمد لله، نطلق الحمد لله، تتبعها قناعة من الماء خلق كل شيء حي، ولكن كيف؟ إنه العقل الفاعل، المتفاعل مع سجايا الطبيعة، إنه الفكر عندما يصبر بوتقه للانسجام مع قامة السماء، فيعيد الماء، يداً تمتد عبر المدى، بامتداد، لا ارتداد فيه ولا هوادة عزيمة، أو ترهل عافية. . جسد الأرض مرسى دبي. . حرير الماء، على جسد الأرض، مهفهفاً كأوراق الروح، كشراع القلب كنبع يخرج من بين الصلب والترائب، كذوائب تضفي جمالاً على جبين لجين. . مرسى دبي. . مثل كانت يخت صلواته على جبين الأرض، ويلون سجادة العشق، بأنفاس موجات نثرت بياضها إيماناً واحتساباً، لما جاء في ذكر السماء، الأرض هي المعنى هي الأم الرؤوم، البحر نسق من أنساق الميلاد حين تفرج أحشاء الكون عن يقظة ونهضة، تعم النجود والوجود. مرسى دبي. . ابتسامة الكون في وجه المارين عبر القلب والعقل، والذاهبين في النسيج من دون إجابات جاهزة، مرسى دبي طفرة الأمل، عندما تثمر الصحراء، عقلاً مثالياً، ونموذجاً يحتذى، عندما تحصد الصحراء ما بذلته الضمائر، من عرق، حتى آخر رمق، ومن أمنيات لم يثنيها الرياح من المضي باتجاه مراسي الحياة. مرسى دبي، كحائك الرمل ينسج حلمه، بمنول الوعي، علامة مبهرة، وشامة تلون وجنة الحياة، بابتسامة مشرقة، والفجر يلاحق طيوره الفضية، بأجنحة الضياء، الفجر كائن يصوغ فحمل الصباح، من خيوط الشمس وابر الماء الناصعة، الناس هنا قوافل تغرف من البهجة بحاراً تطور نسلها، طوراً بعد طور، ولا مسافة ما بين الحلم، والوعي كون الحلم وعياً صحراوياً تجلى في الزمن قامة لمدينة شهباء، أيقظت سكناها بأجراس الخطوات الحثيثة نحو مراسي، وقرطاس العقل، زاهر باهر، غامر، سامر مع الليل، بأغنيات الفرح. مرسى دبي كلغة أترفت ببلاغة النسّاخ وحروفها مترعة بهديل النفس المطمئنة، والفاصلة ما بين العبارة والعبارة نهر يخوض غمار المعرفة ويغري لوصول إلى نهاية المطاف، وأنا هنا محاط بأسئلة كيف خطر على الصحراء، أن تبلل ثياب الناس بالترف، وأن تمنح العيون زجاجة النظر إلى أبعد من البعيد وأن تصبح الخطوات على الرمل وثبات تؤدي إلى وثبات وفي الثبات خطوات واثقة متألقة بالأنا الشامخة مثل جبل الروح، في رواية صينية، عملاقة. . مرسى دبي، حضن للماء حصن للمأ، ورسن لخيول ولجت الكون، بعافية الإرادة، وصحة المقولة بأنه لا مستحيل أمام عيون لا ترتجف لها جفون حين تكون مثل سعفات نخل صامدة متجلدة بعبر الإرادة، وجَلَد الطاقة الإيجابية. مرسى دبي. . رحلة طويلة بطولة الموجة التي نقرت شفة الماء، بأنملة وسنبلة، وأرخت ظلالاً، وهطولاً، وجدائل، وراحت تعقد عند خاصر الزمن صفقة مع المجد لألأ تتخاذل السواعد، ولا تترهل الطموحات لأن الأحلام لا تزهر، إلا بسقيا العرق، ودلاء الكفوف الجسورة. . مرسى دبي شجرة طيبة، جذرها في الماء، وفرعها عند قامة الرجال الأفذاذ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©