الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجل لكل العصور

رجل لكل العصور
20 أغسطس 2014 20:00
قصة تجربة روح إنسانية واحدة، عاشت مرات ومرات في فترات زمنية مختلفة عبر العصور البشرية من خلال التقمص والتجسد. وتعيش في كل فترة زمنية نفس نوع الحياة، عبدا لوجودها الخاص كإنسان، وتعيش الفشل بمظاهره المختلفة، والأخطاء التي ترتكبها مرارا وتكرارا. “أن تكون إنساناً” فيلم دراما عرض عام 1994 هو ملحمة خيالية، من تأليف وإخراج بيل فورسيث، ويصورها روبن وليامز “هيكتور” الذي يقوم بدور البطل في جميع القصص التي تمتد على طول مراحل تاريخ الإنسان على الأرض. خمس قصص ملحمية، بمفهوم مثير للاهتمام. وهو فيلم يبين سبب كون روبن وليامز ممثلاً مدهشاً يأسرك بنظرته الزرقاء الحساسة، الرقيقة والعميقة. الفيلم عاطفي جداً. وفكرة متابعة حياة “رجل واحد” على تتابع العصور، لإظهار أنه بغض النظر عن ما هي التغييرات في العالم، فإن حياتنا لا تزال تستند إلى نفس الاحتياجات والرغبات هي فكرة ذكية جداً. إنه فيلم ملحمي مبتكر مع أنه غامض، قدم القصص الخمس في فترات تاريخية مختلفة، وقد تم تصويرها وتمثيلها بشكل جيد، بسبب نضارة التصورات الذكية والكوميديا ??غير المباشرة. لقد تم تعشيق القصص الخمس حول الشخصية المضطربة هيكتور، ببعضها بشكل ناجح ولكنه كان صعباً بالتأكيد. كل هيكتور يحارب في كل مرة من أجل النجاة من مصيره المر، ويحاول العثور على الحب والإنتماء بينما يحاول أيضا أن يعود إلى منزله وحبه الضائع، ولكنه يواجه دائما تحديات كبيرة للإنسان في عالم ظالم وقاس أحيانا. لقد حاول كاتب السيناريو بيل فورسيث تصوير الحياة على مر العصور، بالوسائل البصرية والاعتيادية في بطء وتيرته عن عمد. الفيلم بنية واحدة مثل المقالة القصيرة. رجل واحد لكنه في الواقع لا يقل عن أربعة رجال متميزين، يحافظون على ارتكاب الأخطاء نفسها في العلاقات في كل فترات حياتهم. ويرصد الفيلم خمس تجسدات لهذه الروح الهائمة “هكتور”. في التجسد الأول، يظهر هيكتور أنه من السلتيين القدامى في شمال أوروبا، تؤخذ عائلته منه من قبل المغيرين الفايكنغ بسبب جبنه وتردده. التجسد التالي كان في روما القديمة ويكون هيكتور هنا، عبداً يملكه “سيد أحمق” يفقد ثروته ويضطر إلى الانتحار للهرب من الدائنين ولكنه يأمر هيكتور بالانضمام إليه في الانتحار. هيكتور يتوق إلى أن يكون حراً ليعثر على زوجته وأطفاله، فقد كانت لديه أسرة قبل أن يقع أسيراً ويباع رقيقاً لكنه يقع في حب رفيقته في الرق وينسى أخيراً أسرته التي في انتظاره. التجسد الثالث كان هيكتور فيه محارباً صليبياً من اسكتلندا في طريقه إلى منزله وأولاده. يسافر حتى يجد روحاً أخرى كانت ترافقه في الحياة السابقة في روما. وتتجسد في هذه المرحلة بأرملة تتمناه أن ينضم إلى عائلتها ولكن واجبه تجاه أولاده في اسكتلندا يجبره على الانسحاب. التجسد الرابع: يضطر هيكتور فيه أخيرا لمواجهة قدرته على التردد الجبان. فهو الرجل البرتغالي على ظهر سفينة من عصر النهضة تتحطم على سواحل أفريقيا. انه سيد في هذه الحياة. التجسد الخامس: يكون هكتور رجلاً في العصر الحديث في نيويورك، يدفع عواقب التردد والجبن ويكتسب القوة للتعامل مع أطفاله الذين خسرهم في حيوات سابقة، كل من كان معه في حيواته السابقة انضم إليه في هذه الحياة الجديدة، سيده/ العبيد/ الصديق/ رفيقة الروح، والزوجة السابقة جانيت وزوجها، إنهم هنا يدعمونه ولكن كل منهم يحاول العثور على طريقه الخاص، تماما كما في كل حياة ماضية. كل القصص تلتحم لتشكل قطعة لطيفة حول ما تذهب إليه التجربة الإنسانية، وهذا هو المؤثر الغريب والاستفزازي نوعا ما. على الرغم من أن الفيلم كان يفتقد لإثارة أكبر. إلا أنه يبقى فيلماً جريئاً يحتفي بالتجارب الإنسانية العالمية، بالروابط الأسرية، وبالتوق إلى الحرية، والحب، والحزن، والبحث عن المعنى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©