الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: «الوقف».. أداة الإسلام لمحاربة الفقر

العلماء: «الوقف».. أداة الإسلام لمحاربة الفقر
30 يوليو 2015 22:34
أحمد مراد (القاهرة) طالب علماء من الأزهر بالعمل على إعادة إحياء نظام الوقف في المجتمعات العربية والإسلامية ليعود إلى سابق عصره، حيث كان قديماً إحدى الركائز الأساسية للنهضة الإسلامية الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية. وأكد العلماء أن الظروف الحالية التي تمر بها العديد من الدول العربية والإسلامية توجب إعطاء الوقف دوره الحقيقي في المساهمة في جوانب الرعاية الاجتماعية. وأشار العلماء إلى أن توقف ضخ موارد جديدة للوقف أضعف من دوره في المجتمع المعاصر، رغم أن المتغيرات والتحديات القائمة تظهر مدى الحاجة إلى الوقف في ظل زيادة عدد الفقراء واتساع نطاق الفقر في العالم الإسلامي، والوقف يعد من أهم الأساليب لعلاج هذه الأزمات. حبس العين يقول د. حسين شحاتة، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر: الوقف معناه الشرعي حبس العين سواء كانت أعياناً أو أموالاً عن التصرف فيها بأي شكل ناقل للملكية والتصدق بالمنفعة للمستحقين سواء كانوا ورثة أو غيرهم حسب ما يرد في حجة الوقف، ولقد تعارف الناس عليه باسم «الوقفية»، والوقف سنة، ولها أدلة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، منها قول الله تبارك وتعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ...)، سورة آل عمران: الآية 92»، وحديث رسول الله الذي قال فيه: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، وقد قال الفقهاء إن الإجماع منعقد على صحة الوقف، وأن الصحابة صدر منهم الوقف، فكان إجماعاً منهم. ويضيف: هناك نوعان من الوقف، الأول الوقف الأهلي وهو يعتبر نوعاً من أنواع البر بالأقربين وتقوية روابط المودة والتراحم بين الأرحام، والأخر الوقف الخيري وهو أحد أساليب الرعاية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، حيث يقصد بالوقف الخيري توجيه منافع الوقف المادية والمعنوية وغيرها إلى وجوه البر والخير العامة التي ينتفع منها جميع المخلوقات سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو مؤسسات أو نحو ذلك. توجيه المنافع أما الوقف الأهلي، فيقصد به صرف أو توجيه المنافع على أقارب وذرية وورثة الواقف، ومن المفضل أن يكون للأقارب غير الوارثين، والحكمة منه تحقيق البر بالأقربين، وتقوية صلة التراحم، وتحفيز الناس على الخير، ويرى جمهور الفقهاء أنه يجوز وقف الأموال الثابتة، مثل الأراضي والمباني والحدائق والبساتين والعيون والمصانع والمدارس والمستشفيات والقبور وما في حكم ذلك، وهنا تحبس العين وتوجه غلتها أو ثمراتها أو إيرادها أو منفعتها إلى وجوه الخير أو إلى المستحقين، وكذلك يجوز وقف الأموال المنقولة، مثل السيارات والحيوانات والأثاث والثياب وما في حكم ذلك. ويوضح أن الفقهاء وضعوا مجموعة من الشروط الواجب توافرها في الشيء الموقوف منها أن يكون مالاً متقوماً، وأن يكون معلوماً محدداً عند الوقف لتجنب الجهالة، وأن يكون مملوكا للواقف ملكية باتة وقت الوقف، وأن يكون المال حلالاً طيباً. حماية اجتماعية ويوضح د. محمد عبدالحليم عمر، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر، أن نظام الوقف من الصيغ الإسلامية للصدقات الجارية التي تعمل في مجال التنمية بأبعادها الاقتصادية والبشرية والثقافية والاجتماعية، وإحدى الأدوات التي يواجه بها الإسلام الفقر بنوعيه فقر الدخل وفقر القدرة من خلال ما توفره من دخل لمن لا يمكنهم الحصول على دخل بأنفسهم لعجزهم، ومما توفره من خدمات عامة مجاناً، مثل الصحة والتعليم لمن تعجز مواردهم عن الحصول عليها، وبالتالي تمكنهم من القدرة على المشاركة في التنمية، وإذا كان الوقف أدى دوراً مهماً في بناء الحضارة الإسلامية قديماً، فإن توقف ضخ موارد جديدة للوقف أضعف من دوره في المجتمع المعاصر رغم أن المتغيرات والتحديات القائمة تظهر مدى الحاجة إلى الوقف في ظل زيادة عدد الفقراء واتساع نطاق الفقر في العالم الإسلامي. صورة للتكافل ومن ناحية أخرى يقول د. حامد أبو طالب، الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية: يشكل الوقف في الإسلام صورة ناصعة للتكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، وتبين هذه الظاهرة مدى روح المحبة للغير التي سادت بين أبناء المجتمع المسلم، فالإسلام خطط دنيوياً واجتماعياً على أن المجتمع المسلم ككل مجتمع لا يخلو من ظروف طارئة تداهم المسلمين أو فئة منهم مما يستدعي تدخل أدوات المساعدة، وضمن هذه الأدوات الوقف الذي هو في المحصلة من الحلول الحاسمة لرأب الصدع وإعادة التوازن المعيشي والاجتماعي قدر الإمكان للمجتمع. ويؤكد أن الوقف الإسلامي يعد إحدى الركائز الأساسية للنهضة الإسلامية الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية، فعلى مدى عقود طويلة مرت في تاريخ الأمة الإسلامية لعب الوقف أدواراً بالغة الأهمية في تدعيم مختلف نواحي الحياة في الدولة المسلمة، حتى غدت مؤسسة الوقف الإسلامي التي نشأت وتطورت في ظل الحضارة الإسلامية من أكبر المؤسسات التمويلية التي عرفها التاريخ. يجوز وقف الأموال الثابتة مثل الأراضي والمباني والحدائق حسين شحاتة صيغة للصدقات الجارية تسهم في التنمية محمد عبدالحليم عمر صورة ناصعة للتكافل حامد أبوطالب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©