إعداد - عدنان عضيمة:
بعد طول انتظار، بدأت التكنولوجيا الرقمية باقتحام صناعة التنقيب عن النفط وإدارة الآبار المنتجة· وتم التوصل إلى هذه التقنيات من خلال بحوث أنجزت في منطقة الخليج العربي، وهي تسمح باستقبال الفيض المتدفق من البيانات من الرؤوس الدوّارة في آلات الحفر، وحيث يتم توجيه هذه المعلومات المهمة إلى محطة العمليات المركزية وبما يسمح لشركة النفط بالوقوف على كافة المعلومات المتعلقة بالبئر بما فيها المشاكل الطارئة في سرعة ضخ الخام من أجل معالجتها بأقصى سرعة ممكنة·
ويقول تقرير نشر في مجلة ''ميد'' الأحد الماضي أن هذه التقنية سوف تصبح شائعة الاستخدام في كافة الشركات العاملة في صناعة التنقيب عن النفط واستثمار الآبار؛ وتهتم بتطويرها أكبر شركتين في العالم في مجال التقنيات الرقمية هما (مايكروسوفت) المتخصصة بتأليف البرامج التطبيقية الرقمية و(آي بي إم) المتخصصة بصناعة الحواسيب· ومبدأ عمل النظام بسيط؛ حيث تتدفق البيانات الرقمية من كافة أقسام وآلات الإنتاج بما فيها رؤوس الحفر ومحطات تجميع المعلومات ومصافي التكرير ومكاتب الإدارة، لتتجمع في غرفة المراقبة المركزية حيث يتحكم المهندسون عن طريقها بكل شاردة وواردة تتعلق بسير العمل والإنتاج·
وقال لورينز بينجو المدير الإداري لشركة مايكروسوفت في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في تعقيبه على هذا الابتكار: ''لقد بدأت تقنية المعلومات باقتحام ميدان الإنتاج النفطي بطريقة تكتيكية حتى أصبحت الآن ضرورة استراتيجية لا غنى عنها· وتتعاون المؤسسات العاملة في تكنولوجيا المعلومات بشكل متزايد من أجل تطوير هذه الاستراتيجية''· ومن المعلوم أن مايكروسوفت سبق أن وضعت برامج متخصصة بتنظيم القطاعات الصناعية من أهمها برنامج وندوز شير بوينت سيرفيسيز الذي يقدم معلومات فورية لكافة الإدارات والأقسام تتعلق بسير العمل عن طريق البريد الإلكتروني ونظام التراسل الفوري عبر الإنترنت والإدارة المكلفة بتنظيم الأرشيف والمستندات ومكاملة البيانات والمعلومات· والآن تستخدم شركة النفط الكويتية برنامج (وندوز شير بوينت) حتى تسمح لعلماء الجيولوجيا الأرضية والمهندسين بالحصول على بيانات نوعية من الأقسام المتباعدة للشركة ليعمدوا إلى تحليلها بشكل فوري، وليستخلصوا من نتائج التحليل أفضل أسلوب لإنجاز العمليات التالية· ويضمن البرنامج أيضاً إمرار البيانات إلى مهندسي البترول والمتخصصين بدراسة حالة الآبار· وتعمل الآن شركة مايكروسوفت بالتعاون مع شركة (شلامبيرجير إنفورميشن سوليوشنز) على تطوير برنامج يسمح بمكاملة المعلومات المتعلقة بسير العمل في كافة الأقسام بما في ذلك إدارة البيانات والآبار وتطوير الحقل والحفر والاستكشاف والعمليات الإنتاجية والشؤون الهندسية· وتم تأهيل النظام بحسب الحاجات النوعية لكل واحد من الأقسام الإنتاجية·
وأشار تقرير ''ميد'' إلى أن بناء علاقات تقنية وثيقة بين شركات النفط المحلية والأجنبية هو الهدف الأساسي لشركتي (آي بي إم) و(مايكروسوفت) من وراء تطوير هذا النظام· ويقول بينجو: ''نحن نعمل مع زبائننا لنقف على حاجاتهم الميدانية ونطلعهم على الطرق المثلى لاستخدام التكنولوجيا حتى يتمكنوا من بلوغ أهدافهم''·
ويمكن للمرء أن يطلع على أفضل نموذج لتنظيم العلاقة بين الشركات المتخصصة بتقنية المعلومات وشركات النفط من خلال تجربة أنجزت في أبوظبي· ففي أواخر شهر فبراير من عام ،2005 أعلنت شركتا (إنتيل) و(آي بي إم) عن إطلاق مبادرة مشتركة مع المرجعيات العلمية الإماراتية الرسمية لتطوير واختبار استراتيجيات تكنولوجية جديدة تهدف بالدرجة الأولى إلى زيادة إنتاج الآبار النفطية وتطويرها عن طريق تطوير تقنيات إدارة الآبار· وتم العمل بهذا المشروع في مركز الطاقة التابع لكلية التقنيات العليا في أبوظبي· وتعد هذه التقنية فريدة من نوعها في المنطقة، وكانت وراء تطوير هذه الفكرة الرائدة ونشرها في العديد من الدول المنتجة للنفط؛ ويجري الآن العمل في افتتاح مركزين مشابهين للبحوث المتعلقة بها في كل من موسكو وبكين·
ويضمن النظام الجديد تحويل البيانات المتدفقة من آبار النفط إلى معلومات يمكن الاستفادة منها واستخدامها على مدار الساعة، وهي تقدم الحلول المناسبة للمشاكل الطارئة من خلال البرنامج التطبيقي بما يؤدي إلى حالة من التحكم الدائم بإنتاج كل واحد من الآبار المنتشرة في حقول النفط·
عدد اليوم
