اذا كنا نطلق على النفط لقب ''الذهب الاسود''، فان الغاز الطبيعي يستحق الان لقبا مميزا مماثلا بعدما تزايد تركز الاضواء عليه وسط توقعات متزايدة بان يكون هو المصدر الرئيسي للطاقة في الحقبة المقبلة· وتشير صحيفة ''وول ستريت جورنال'' الى ان ارتفاع أسعار النفط في الاسواق العالمية، دفع بأسهم الشركات العاملة في ''الذهب الاسود'' الى قمة الكثير من المحافظ الاستثمارية·· لكن الصحيفة ترى ان كل هذا لا يجب ان يجعل المستثمرين يغضون الطرف عن ''ابن عم'' النفط·· الغاز الطبيعي الاكثر صداقة للبيئة فيما يتعلق بالغازات المنبعثة من احتراقه·
ورغم التقلب في أسعار الغاز الطبيعي، هناك مبررات كبيرة للاعتقاد بان أسهم الشركات التي تركز على التنقيب عن الغاز وانتاجه مثل ''اناداركو بيتروليوم'' و''ديفون انيرجي'' و''اكس تي او انيرجي''، أمامها فرصة كبيرة للصعود العنيف بعدما سارت خلف أسهم شركات النفط منذ بداية العام·
وكان الاقبال الاميركي الكبير على الغاز الطبيعي خلال موجة الحر الاخيرة، قد أجبر المسؤولين على السحب من المخزونات وذلك للمرة الاولى في شهور الصيف· وبعد ارتفاعه بنسبة 17% في الاسبوع حتى 24 يوليو، قفزت أسعار الغاز الطبيعي في العقود الاجلة بنسبة 14% لتسجل اكبر زيادة في يوم واحد خلال اكثر من عام ونصف العام·
ورغم الزيادات المتتالية في أسعار الغاز الطبيعي فان الخبير رون موهلينكامب يعتقد أن الغاز لا يزال يبدو رخيصا· ويضيف ''اذا لم يتوقف حلول فصل الشتاء او موجات الصيف الحارة، فان الطلب على الغاز الطبيعي سيواصل ارتفاعه· أعتقد ان الاسعار لا تزال أمامها فرصة للنمو''· ومشكلة الغاز الرئيسية تكمن في انتاجه· فخلافا للنفط الذي يمكن شحنه او استخراجه من أي مكان تقريبا في العالم بمجرد ان تصل اليه حفارات التنقيب فانه لم تظهر حتى الان شبكة دولية لنقل كميات كبيرة من الغاز· ورغم ان غالبية الامدادات في اميركا الشمالية يتم نقلها عبر خطوط أنابيب فان الامدادات القادمة الى اميركا من الخارج تمثل تحديا كبيرا· فنقل الغاز عبر مسافات طويلة يتطلب تسييل الغاز قرب مكان انتاجه ثم وضعه في ناقلة ثم اعادته الى حالته الغازية عندما يصل الى وجهته· ولا توجد وفرة في المعدات والمنشآت القادرة على القيام بهذه الخطوات كما ان الموجود منها لن يستطيع العمل الى ما لا نهاية·
ويعتقد كثيرون من مراقبي الصناعة ان أسعار الغاز الطبيعي ستستقر مرتفعة بسبب صعوبة استخراج المزيد من الغاز من حقول اميركا الشمالية· وتظهر تقديرات ادارة معلومات الطاقة الاميركية ان انتاج هذه الحقول مستقر أو يتراجع خلال الاعوام الستة الماضية، في حين لم تعد حقول الغاز في خليج المكسيك غنية كما كانت فيما مضى، بل وبدأت تظهر الحاجة لاستخلاص الغاز الطبيعي من أماكن غير تقليدية وهو ما يتطلب المزيد من منصات الحفر والمزيد من النفقات· ورغم ان المزيد والمزيد من المنازل في الولايات المتحدة وهي أكبر مستهلك للنفط في العالم، يجري تشييدها على أساس استخدام الغاز الطبيعي للتدفئة فان أجهزة التكييف هي التي تقوم بالدور الاساسي في هذا المجال· ويشير المراقبون الى ان شركات توليد الطاقة هي التي تقود الطلب على الغاز لانه مع تزايد الاقبال على استخدام الكهرباء فانها تلجأ لتشغيل محطاتها القديمة التي تعمل بالغاز الطبيعي·
عدد اليوم
