الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صبري عطية بطل كاراتيه «كفيف» يتفوق على المبصرين

صبري عطية بطل كاراتيه «كفيف» يتفوق على المبصرين
3 أغسطس 2011 22:54
بالعزيمة والإرادة القوية تحدى الظروف الصعبة التي واجهته بعد أن حُرم من نعمة البصر، لكنه قهر الظلام واخترق المستحيل. اختار رياضة الكاراتيه القتالية الصعبة التي عشقها منذ صغره ليثبت من خلالها ذاته، فتألق فيها وأثبت جدارته في ممارستها، وأصبح أول كفيف في مصر يحترف هذه اللعبة، بل وتفوق على أقرانه من المبصرين. انه الشاب المصري صبري عطية الذي لم يتجاوز الـ 32 ربيعاً، وأثبت انه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. حزن وإحباط ويقول صبري عطية: أنا من مواليد 1980، وحاصل على ليسانس لغة عربية جامعة الأزهر ومتزوج من مبصرة، ولدي ولد يدعى “بدر” عمره عاما واحدا، وأقيم في قرية قمبيرة التابعة لضاحية البراجيل في محافظة الجيزة وولدت مبصرا وعندما بلغت الرابعة من عمري أصبت بارتفاع في ضغط الدم والمياه البيضاء في عيني وذهب بي والدي الى الأطباء وقرر أحدهم إجراء عملية جراحية نتجت عنها إصابتي بنزيف في الشبكية ونزيف داخلي في العين وضمور في الأعصاب البصرية لأفقد بعدها البصر نهائيا، ما أدى الى شعوري بالحزن والإحباط ولكني رضيت بقضاء الله واعتبرت ذلك اختبارا من المولى عز وجل. ويضيف: لم تتوقف معاناتي عند ذلك ولكني فقدت والدي في نفس العام الذي فقدت فيه بصري، وتولى شقيقي الأكبر ووالدتي رعايتي وتربيتي وحاولت والدتي جاهدة البحث عن حل من أجل أن أرى النور مثل بقية الأطفال وذهبت بي الى أكثر من طبيب عيون ولكنهم أخبرونا جميعا بعدم الجدوى. عشق التحدي وعن اتجاهه لممارسة رياضة الكاراتيه، قال: لم أتحمس في البداية لممارسة اللعبة خصوصاً أن كثيراً ممن حولي حاولوا إحباطي والسخرية مني، بل وتوقعوا فشلي وحاولوا إثنائي عن تعلم وممارسة هذه الرياضة، إلا أن هذا الشعور تبدد بمرور الوقت خصوصا أن المدرب تحدى الجميع وراهن على نجاحي وتفوقي في اللعبة. وأضاف “الطريق لم يكن سهلاً في بداية الأمر، بل كان شائكاً وصعب المنال، لكن حب التحدي وحب الرياضة، جعلني أتجاوز كل الصعاب لتحقيق شيء غير عادي وغير مسبوق”. إعجاب وبطولات وقال: في البداية طلب مني المدرب التدريب مع اللاعبين المبصرين لكسر حاجز التردد والخوف عندي، وبدأ تعليمي القواعد الأساسية للعبة مثل الكياجي والشوتو والكاتا، وهي مجموعة حركات دفاعية وهجومية متتابعة وتخيلية وأبليت بلاء حسنا ونلت إعجاب مدربي الذي لم يبخل عليَّ بالتشجيع والتوجيه وأخذ يعلمني بعض فنون اللعبة مثل كومي تيه “القتال الحر” واللعب مع منافس كفيف مثلي وفي البداية كنت ارتكب أخطاء مثل عدم التركيز ولكن مع الوقت تفاديت هذه الأخطاء. واكد أنه استطاع أن يظهر تطوراً في هذه اللعبة، ونال إعجاب مدربه الذي كان يصبر عليه ويتحدى به نظراءه من اللاعبين المبصرين، وازداد إصراره وحرص على التدريب بانتظام لمدة ثلاثة أيام أسبوعيا للمحافظة على لياقته البدنية حتى نجح في إحراز حزامين أسودين. وقال صبري عطية إن قوة الإرادة هي السر وراء تحدي الإعاقة والتفوق في أي مجال من مجالات الحياة خصوصاً الرياضة، معتبراً أن الإعاقة لا يمكن أبداً أن تقف عائقاً أمام طموحات الإنسان. وعن البطولات التي خاضها يقول: شاركت في أول بطولة لذوي الاحتياجات الخاصة مع عشرات اللاعبين المعاقين في مختلف الألعاب ومنها الكاراتيه وأقيمت في نادي 6 أكتوبر عام 2009 ونجحت في الفوز بالمركز الأول، واستعد حالياً للمشاركة في مهرجان العطاء للمكفوفين في الوطن العربي والذي سيقام في الكويت خلال أسابيع ويشارك فيه عدد كبير من غير المبصرين من الرياضيين وأصحاب المواهب في المجالات المختلفة. وعن مواصفات لاعب الكاراتيه، قال: يجب أن يتمتع بالمرونة والرشاقة والتركيز وسرعة رد الفعل، معبراً عن عدم رضاه عن وضع غير المبصرين في مصر بسبب تجاهل المسؤولين لهم وعدم رعاية الموهوبين منهم. معجزة حقيقية وتحدث محمد العكاري مدرب الكاراتيه عن تجربته مع صبري قائلاً: في البداية لمست عدم اكتراثه أو استعداده أو اقتناعه بممارسة الكاراتيه بسبب إعاقته وخوفا من فشله واستطعت إقناعه بالفكرة وتشجيعه وتأكيد أن الاستعداد وقوة العزيمة والإرادة يمكن أن تصنع المستحيل، وقمت بتحفيظه بعض التمارين الأولية وطلبت منه أداءها واستطاع أن يتجاوب معي وينخرط في التدريبات بشكل أثار إعجاب بقية اللاعبين. وأضاف: لم اكتف بتدريبه على الحركات المنفردة ولكن دربته أيضاً على الحركات المجمعة أيضا التي تقوم على الدفاع والهجوم، وأيضا تدريب الكاته “القتال الوهمي” وفي بعض الأحيان كنت أقوم بتغطية عين بعض اللاعبين للتعامل معهم لتعليمه كيفية مواجهة الخصم وصد ضرباته عن طريق الإحساس. ورأى العكاري أن صبري معجزة بكل معنى الكلمة وما حققه يعد إنجازا غير مسبوق.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©