الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ألواح الرؤيا» لمحمد علي النصراوي

«ألواح الرؤيا» لمحمد علي النصراوي
31 يوليو 2013 22:45
صدرت للروائي العراقي محمد علي النصراوي، في عمان رواية بعنوان “مدونة ألواح الرؤيا” عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، وتتضمن الرواية قراءة نصية إبداعية، لما يمكن إطلاق عليه “الأسطورة”. الإنسان في الرواية يُغير الطبيعة بمحاكاتها، إنه يخلق مفاهيم وصوراً ذهنية على غرار الأسطورة ثم يقوم بتطبيقها في الواقع. هذا هو جوهر العمل الروائي. وقد أبدع النصراوي في وصف النشاطات البشرية روائياً: “ثم ظهرت له الأشعة أكثر عمقاً كخيوط ذهبية تبسط أجنحتها فوق المكان، وها... هي العربدة تأتيه من عمق الذات كزوبعة تحيطه صحبة ألقت بنفسها في ركن مهجور”. إذن الوجه الوظيفي للفن الروائي عند النصراوي، محاكاة وتطبيق، إنه الوجه المادي الطبيعي، هو وجه واحد فقط من عملية المحاكاة والتطبيق. هكذا نقرأ في كثير من نصوص الرواية هذه المحاكاة، ولكن المقطع يؤشر على دلالات واضحة لرؤية النصراوي: “عندما فتحوا التابوت انسابت منه تلك الموسيقى القابعة في داخله، هناك تجمّع ما أشبه بالمزيج أو خليط متجانس صفّ عليه سائل لزج القوام يعطي رائحة زنخة”. “خبّرني العندليب” لعمر قناوي في كتابه السردي الأول “خبّرني العندليب”، والذي ينتمي إلى أدب السيرة الذاتية، يتناول عمر قناوي الكثير من أسرار الثورة المصرية من قبل اندلاعها، وحتى لحظة تفجُّرها من زاويةٍ خاصةٍ للغاية، حيث يبدو الصوت السارد، على تواصلٍ مع أحد الأشخاص الذين لهم علاقة وثيقة بالأحداث قبل وقوعها، هذا الشخص المنتمي إلى المؤسسة العسكرية المصرية، يُرسل برسائل وإشارات إلى المؤلف مستشرفاً أحداثاً ستقع أو أموراً يتم الإعداد لها، يفاجئنا المؤلف بأنها تقع بالفعل في اليوم التالي مباشرةً لاتصال هذا الشخص به، تاركاً له الحيرة والمتابعة القلقة لما ستتطور إليه الأحداث، التي تتصاعد حتى تصل إلى لحظة الثورة وانفجارها. العمل الذي يقع في ستة فصول هي (أيام كفاية)، (القاهرة تحترق)، (تونس تشتعل)، (أيام الغضب)، (مشاهد من المرحلة الانتقالية)، (الختام)، يبدو بمثابة رواية تسجيلية توثيقية ينقلها حكّاء أمين يحاول أن يحلل بموضوعية ونزاهة ما يحدث أمامه، دون الانحياز سوى للوطنية وحتمية التاريخ عبر استقراء شواهده. ربما هذا ما دفع الكاتب الكبير جمال الغيطاني إلى أن يخط على غلاف الكتاب شهادته قائلاً: “لأول مرةٍ أقرأ شهادة صادقة عن الثورة المصرية لا توجد فيها ذات متضخمة ولا ادعاء بالبطولة أو هجوم على الآخرين مستخدماً الثورة، عمر قناوي صحفي ينتمي إلى الجيل الجديد الذي أسهم بقدر كبير في الأحداث، ومن هنا تأتي قيمة الشهادة التي كُتبت ببساطة وصدق وعمق”. تأتي القيمة الفنية للعمل، إضافة إلى قيمته التوثيقية من كونه يعتمد فكرة المعايشة والتتبع اليومي لأحداث الثورة منذ التمهيد لها، وحتى الاحتشاد في الميادين، والتفاعل الهائل وغير المُرتَقَب الذي حدث إبانها من كافة أطياف الشعب المصري، ويعد بمثابة وثيقة “بصرية” يعتمد فيها المؤلف كثيراً على خبرته الصحفية، وعمله الميداني في الاستقصاء الصحفي، متناولاً مشاهد ومواقف عُدّت إشارات فاصلة في تاريخ الثورة المصرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©