فراشة بيضاء لربيع أسود

عزالدين ميهوبي * يا راهبة العينين أنا الرجل الأبهى ومقامك في الملا الأشهى من ثقب الحرف أطل وأنصت للعصفور الخارج من كلمات الشمس هل يكفي العاشق حين يحب رحيق الهمس وأنا الرجل الأبهى أتوضأ - حين الليل - بضوء النجم القطبي وأرقص في أعراس الطين وأشكل من أحزان العشب جنائز أقوامٍ وقبائل في المنفى وأجيء لأقرأ فاتحة التأبين يا جارحة العينين لماذا تجترحين من العرافِ حكايا الغيب وتكتحلين بخطبة شيخ القرية في المحراب في المقهى سمعت النادل يهمس في أذني الراهب يحترف الإرهاب ما أوسخ هذا العالم ما أبشع تلفازاً كل مساء أخبار الموت وخلف السور نساء يرقصن على جسدي وعساكرهم في الشرفة يفترشون الأوسمة المحشوة بالتاريخ المثقل بالأعرب ما الفرحة.. ما الأنخاب؟ لا شيء يفيدك حين تموت.. لا تنفعك الأنساب. يا دامية العينين دمي المحمول على كفيك ينام على كتفيك فتنغلق الأبواب سألتني سيدة الأنباء كم يوماً عشت.. أجبت: اليوم الأول طفل من حناء اليوم الثاني حجر من طين العمر اليوم الثالث تأتي الدهشة والنسيان وتغتسل الأشياء اليوم الرابع أقرأ إنجيل الغربة في وطني.. اليوم الخامس أخرج للشارع وحدي.. اليوم السادس تطلع من لغتي الأسماء اليوم السابع ينتفض الموسم كان ربيعاً أسود.. والشمس على كتفي تساقط من شرفات الماء اليوم الثامن لست وحيدا.. اليوم التاسع حين أفقت رأيت الشارع يرفع لافتة حمراء لم يكتب شيء.. اليوم العاشر أعلن أعيان البلدة موتي.. صفقت وحيداً. قال الحائط: في صيف الأشياء ينام شتاء حين ولدت سمعت امرأة تقرأ تعويذها.. ويلف ضفيرتها خيطان قال البيت الأبيض كان هنا برجان من ليس معي ضدي.. * مقطع من قصيدة طويلة