الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..هل ستدافع أميركا عن أقليات الشرق الأوسط؟

غدا في وجهات نظر..هل ستدافع أميركا عن أقليات الشرق الأوسط؟
20 أغسطس 2014 21:12
هل ستدافع أميركا عن أقليات الشرق الأوسط؟ يقول جيم هوجلاند: لعل الملا مصطفى البارزاني، الملقب بصقر جبال زاغروس، يبتسم الآن بعد أن تمت الاستجابة أخيراً لنداءاته ودعواته إلى الولايات المتحدة من أجل توفير السلاح لمقاتليه الأكراد مباشرة بغية طرد «الغزاة العرب». صحيح أن شحنات الأسلحة متأخرة بعض الشيء –فقد دعا البارزاني إلى ذلك أول مرة في صحيفة «واشنطن بوست» قبل أربعة عقود- وجاءت بكميات محدودة مقارنة مع احتياجات الأكراد؛ لكنها تمثل تحولاً مهماً بالنسبة للشرق الأوسط ربما لم تدرك مغزاه حتى إدارة أوباما وحلفاؤها الأوروبيون. ففي عام 1972، تنبأ البارزاني، الذي كان زعيماً قبيلياً قوياً وخشناً، على غرار الشخصيات التي تصوِّرها أفلام هوليود، بهجمات الإبادة التي شنتها قوات صدام حسين لاحقاً على معقل الأكراد الجبلي في شمال العراق؛ لكن واشنطن لم تستجب لطلباته ومناشداته من أجل الحصول على شحنات أسلحة مباشرة. وفي عام 1975، قامت قوات صدام بتحطيم دفاعات الأكراد، ففر البارزاني إلى المنفى حيث عاش في منزل آمن يعاني من الوحدة تحت مراقبة وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» في شمال فرجينيا (حيث توفي عام 1979) ليبدأ ليل العراق الطويل تحت حكم صدّام حسين. ومما لا شك فيه أن الكثير تغير منذ ذلك الوقت؛ فالأكراد الذين تقووا واستفادوا بشكل غير مباشر من التدخلين العسكريين الأميركيين لعامي 1991 و2003، تمكنوا من استرجاع السيطرة على موطنهم؛ ومسعود، ابن البارزاني، قاد كردستان إلى عهد من الرخاء والاستقرار النسبيين عبر انتهاج التعاون الاقتصادي مع تركيا (إلى الغرب) والتعاطي بحذق مع إيران (إلى الشرق). لكن الذي لم يتغير هو التالي: فالأكراد ما زالوا أقلية غير عربية ترفض تذويبها ثقافياً وسياسياً في مجتمع ذي أغلبية عربية. إنهم مسلمون سنة متسامحون نسبياً، يتحدثون لغة تنتمي إلى اللغات الهندوأوروبية، ويتمسكون بتراثهم بفخر واعتزاز شديدين. غير أن مقاومتهم للتذويب ولحكم بغداد ساهم في إطلاق عمليات التطهير العرقي ونقل أعداد كبيرة من السكان العرب إلى المناطق الكردية التي قام بها صدام. واليوم، يساهم توق الأكراد المستمر إلى تقرير المصير في تحريك مشاعر الكراهية لهم من قبل متطرفي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذين بسطوا سيطرتهم على مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها. رسالة إلى العبادي يقول محمد عارف: عزيزي الدكتور حيدر العبادي المحترم، تحية طيبة أستهلها بنصيحة «لا غالب ولا مغلوب» التي اقترحها الرئيس الأميركي أخيراً على زعماء الشيعة والسنة والأكراد في العراق. وأؤيد انتقاد أوباما «الأغلبية الشيعية على تبديدها فرصة التقارب مع السُنة والأكراد بصورة أوثق، وعدم رجوعهم عن قانون اجتثاث البعث». وأتمنى أن يكون تنازل المالكي عن رئاسة الحكومة، واختيارك لتوليها إشارة إلى تحقيق الفرص الضائعة، وأن تنطفئ أخيراً حرائق جحيم يتأجج في بلدنا منذ رسالتي المفتوحة لك المنشورة هنا بعنوان «رسالة إلى وزير الاتصالات في حكومة الاحتلال في بغداد». وقتها جعلني ردك السريع غير المتوقع، المنشور هنا في 24 نوفمبر 2003، أفكر فيما إذا كنتُ قد اخترتُ طريق السلامة في رفضي المطلق للاحتلال، والذي قلتَ عنه في رسالتك: «يمثل مشكلة حقيقية للعراق كما كانت مشكلة القمع والإرهاب والتدمير التي مارسها النظام السابق ما زلنا نعيش آثارها. والوطنيون العراقيون لا يمكنهم أن يديروا ظهورهم لشعبهم ووطنهم بحجة أنه محتل وإنما يحاولون بمختلف الوسائل خدمة هذا الشعب وإنهاء الاحتلال بالوسائل الممكنة ولِما فيه مصلحة بلادهم. وعاجلاً أو آجلاً فإنّ المحتل سيرحل عن بلادنا ويبقى العراق للعراقيين وبالتالي عليهم تقع مهمة البناء والأعمار» . وها هي 11 عاماً على الاحتلال، وعامان على خروج جيش الاحتلال، وهولُ الاحتلال الذي كان على هوله طفلاً، فصار بركاناً لا يهدأ. وهل خطر ببالك عندما كتبت رسالتَكَ أن يأتي يوم يقدم فيه زميلك في وزارة الاحتلال صورة البلد الشنيعة التالية: «العراق بفضل النفط قد تحوّل إلى بقرة حلوب تنهبه طبقة سياسية جشعة، وبيروقراطية هائلة». كتب ذلك علي علاّوي في مقالة في «نيويورك تايمز» قال فيها إن «وجود العراق نفسه كدولة مهدد الآن بانقسامات اثنية وطائفية جعلتها الحسابات السياسية الخاطئة والتجاوزات الجسيمة غير قابلة للحل تقريباً». وتساءل: «ما العجب في ذوبان القوات العراقية عندما واجهت خطر داعش؟ ولماذا على الجندي العراقي أن يحارب لأجل آمرين يستحوذون على حصة من مرتبات الجنود، ويُحوِّلون تموينات الوحدات للمنفعة الشخصية؟». أين الكتّاب الساخرون؟ يقول أحمد أميري: هناك ندرة في الكتّاب الساخرين، سواء بين كتّاب الصحف أو الرواية أو المسرح أو كتّاب الإذاعة والتلفزيون. ويقال إن صعوبة الكتابة الساخرة مقارنة بالكتابة الجادة، والملاحقات القضائية التي يتعرض لها الساخرون بحكم طبيعة السخرية نفسها، والمحاذير الدينية المبالغ فيها والتي لا تفرق بين السخرية الأدبية والسخرية المنهي عنها شرعاً، كلها عوامل تساهم في الجدب الذي تعاني منه ساحة الكتابة الساخرة. وأضيف هنا عاملا آخر كنت شاهداً عليه بنفسي، وهو القمع الذاتي الذي يمارسه بعض الساخرين في بداية مشوارهم، حين يلاحظون أن مَن حولهم يستخفون بكتاباتهم ولا ينزلونها المنزلة التي تستحقها، أو يجدون من ينصحهم بأن يكتبوا في موضوعات «أهم» وبشكل «علمي»، فيأخذون بهذه النصائح غير الثمينة ويتحولون عن الكتابة الساخرة إلى الكتابة «الثقيلة» و«الرصينة». وهكذا، يلاحق التنظيم العالمي لإخوان النكد القلة القليلة من مروّجي الابتسامة وصناع البهجة من كتّاب ومؤلفين، ممن أنعم الله عليهم بموهبة تفكيك عبوسة الوجوه، حتى لا تنفجر قولونات الناس في بطونهم، وممن يملكون القدرة على تبديد غيوم الجد والنكد التي تملأ الجو، يلاحقهم التنظيم ليعودوا إلى رشدهم، ويصبحوا من جماعة: «ما الهمّ الذي تحمله؟». هذا الهمّ يتمثل في قضايا الأمة وأسباب انحطاطها، وعرضها على مشرحة الدراسة والتحليل، ثم وضع أيديهم على الجرح الخطير، والبحث عن الدواء الناجح في صيدليات الكلام الإنشائي والممل. وكأنه لا يكفي وجود صحف وتلفزيونات وإذاعات تطفح بالجد والنكد، لا شغل لها إلا نشر صور الفقر والحرمان والدمار والأشلاء بالأبيض والأسود وبالألوان. وكأنه لا يكفي وجود طابور طويل من أصحاب الأقلام التي تقطر تعاسة، والمذيعين الذين تشبه نبرات صوتهم أصوات المستغيثين من عذاب القبر. المطالب الفلسطينية شرط السلام حسب رامي خوري، فإنه من حيث المشاعر والخوف، فإن كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين قد استجابوا بطرق متشابهة بشكل ملحوظ للنزاع الدائر في غزة. فقد اتحد الإسرائيليون حول ضرورة تدمير الأنفاق ومنصات الصواريخ التي تديرها «حماس» وجماعات أخرى مثل "الجهاد الإسلامي". أما الفلسطينيون فهم متحدون بنفس القدر في رفضهم لقبول أي وقف لإطلاق النار ليس من شأنه في نهاية المطاف أن يرفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة. ومن ناحية أخرى، فإن كلا الجانبين يشعر أنه أصبح عرضة للهجوم أكثر من أي وقت سابق. وكلاهما دفع ثمناً ثقيلاً من حيث الموت والدمار والإزعاج الذي أصابهما أكثر مما حدث في المواجهات السابقة. ولذلك فإن كلاً من الفلسطينيين والإسرائيليين قد شدد من مطالبه التفاوضية. فكلاهما يشعر أنه لا خيار لديه إلا الاستمرار في القتال. كما أن كلا الجانبين أصبحا أكثر تماسكاً داخلياً أكثر مما كانا عليه لسنوات عديدة. دور المركزيات في تفتيت المجتمع يرى د.أحمد عبدالملك أنه في بلدان لا تتضح فيها معالم الديموقراطية الحقة، تزداد «فحولة» المركزيات بشكل لايعيق تقدم وتطور المجتمعات فحسب، بل بتنافر أفراد المجتمع الواحد! وتقوى العصبيات الدينية والاجتماعية والقبلية، ويكون لأصحاب (المركز) اليد الطولى في تسيير مقاليد الأمور، حتى لو كان الطريق يؤدي إلى المجهول. وفي مناخ كهذا تضيع الحقوق وتسود سطوة (أهل المركز) ما يتسبب في نشوء جماعات مهمشة قد تنأى بنفسها عن مجريات الأمور، وتنكفئ على ذاتها، وقد تتطور الأمور لتأخذ منحى عنيفاً نحو المطالبة بالعدالة وإعادة الحقوق المغتصبة، والانتقام من أهل المركز. وعلى مدى التاريخ، وبعد قيام الخلافة الإسلامية، بدأت (المركزيات) في التبلور، خصوصاً بين مؤيدي الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ودولة الخلافة. وبرزت الأمور جلية في حرب كربلاء، حيث نشأت فكرة التشيّع، وبرزت كحركة جهادية ضد دولة الخلافة في الشام، استمرت حتى هذا اليوم. بل نشهد اليوم تكرر «المشهد الكربلائي» حالياً في العراق والمتكئ على أُسسٍ مذهبية، حيث مؤشرات «الانتقام» بين أبناء البلد الواحد غدت جلية. واستطاع (أهل الهامش) من السُنة الظهور مجدداً ومعارضة النظام (الشيعي)، الذي عوّل كثيراً على المركزية العقائدية التي شطرت المجتمع العراقي على أُسسٍ مذهبية، فضاعت تنمية ووحدة العراق. وطبقاً لذلك، ظهرت حركات – على شكل عنيف – من المناوئين للمركز وبدأت تطالب بتغيّر النظام بالقوة، بل وبالعنف ضد الآخر مهما كان قربه من المركز. خيارات صعبة".. ثورات "الربيع العربي" والعلاقات الأميركية- الخليجية في كتابها المعنون بـ"خيارات صعبة"، تفتتح هيلاري كلينتون حديثها حول أحداث "الربيع العربي" بجملة استشرافية تشبه تنبؤات العرّافين نطقت بها أمام حشد من مستشاريها ومساعديها أثناء التحضير لزيارة كانت تعتزم القيام بها إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث وصفت الأوضاع التي يعيشها بعض الحكام العرب بقولها: "إنهم يجلسون فوق براميل من البارود. وإذا لم يغيروا سياساتهم وأساليبهم في حكم شعوبهم فسوف تنفجر بهم". حدث ذلك قبل اندلاع ثورات "الربيع العربي" بقليل، وبالضبط في شهر يناير 2011. وهي تقول إنها كانت قد أعدت خطة لهذه الزيارة تخرج عن الأجندات السياسية المألوفة للقاء الرؤساء وأصحاب القرار، وصممت على الخوض معهم في أحاديث مفصلة حول ضرورة الإسراع في إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية في العالم العربي. وعرضت الأمر على مساعدها لشؤون العلاقات مع الشرق الأدنى "جيف فيلتمان"، الذي تصفه بأنه أفضل مستشاريها على الإطلاق، فوافقها على الفكرة وشجعها على طرح الموضوع. وتقول إنها كانت تعلم حق العلم أن "محاولتك لتحقيق تغيير سياسي حقيقي في الشرق الأوسط لا بدّ أن يدفعك إلى الشعور بأنك تناطح حائطاً صلباً"، وهذا هو بالضبط ما كان "جيف" يحاول فعله منذ سنوات عندما عمل في هذا المنصب في ظل إدارات أميركية متعاقبة. وهو يعي ذلك حق الوعي من خلال عمله كسفير للولايات المتحدة في لبنان عندما كان يجتاز أشد الأوقات توتراً، وحيث عايش هناك الأحداث العاصفة التي أعقبت اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري واندلاع "ثورة الأرز" وانسحاب الجيش السوري من لبنان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©