الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عطر إماراتي في طريقه إلى العالمية

عطر إماراتي في طريقه إلى العالمية
25 يناير 2014 18:59
هناء الحمادي (أبوظبي) - منذ فترة طويلة سكن الطيب ذاكرة المهندس الكيميائي علي الجابري، فتعلم فن خلطات العطور المحلية، وكان يصنعها لنفسه. ومع الزمن تعلم أن فن صناعة العطور لا يمنح أسراره إلا لمن يخلص له، لذلك منحه وقته، وعكف على تحقيق حلم ترجمه إلى واقع من خلال رحلته الدراسية للحصول على شهادة الماجستير في الإدارة والتسويق والاتصال الجماهيري من جامعة السوربون في أبوظبي، قبل أن يطرح مؤخراً عطره الأول الذي حمل بصمة محلية خالصة، مطعمة بالنكهة الفرنسية. نقطة البداية خبرته الطويلة في صناعة العطور المحلية، وعدم وجود عطور تحمل بصمة إماراتية ذات روائح عطرية نفاذة، دفعا الجابري لتصميم عطر إماراتي يحمل مواصفات عالمية وبرائحة تجمع ما بين العطر الإماراتي والفرنسي، وخلال رحلة العمل التي استغرقت أربع سنوات في تحقيق حلم كان يراود الجابري في صناعة عطر يحمل علامة تجارية إماراتية، راوده الكثير من الأفكار لتحقيق الحلم وترويج العطر بشكل عالمي ومحلي، فكان الدخول إلى مرحلة دراسة احتياجات السوق والمواصفات المطلوبة سبيله لذلك. والبداية كانت من تشجيع أفراد الأسرة والمقربين للجابري، إلى جانب ما يملكه من خبرة في مجال خلط العطور وتصنيعها، واستخدامه الشخصي لها، وشهادة الكثير من المقربين له، بأن لديه حساً وذوقاً عطرياً في صناعة العطور، ورغم علمه بأن الدولة بها الكثير من الماركات العطرية ولكن ذات صناعة خارجية، إلا أن العطر المحلي ذا الماركة المحلية لا يكاد يوجد به في أسواقنا، وهذا الأمر هو ما دفع به إلى التفكير في تصميم عطر برائحة محلية ولكن يحمل مواصفات عالمية. عن بدايته الفعلية، يقول الجابري «الكثير من الأجانب والغرب يأتون إلى الإمارات لشراء الكثير من المواد العطرية الأولية مثل اللبان والبخور والعود، ويقومون بعمل خلطات وروائح ذكية من تلك المواد ولكن تحمل ماركة الصنع من الجهة التي قامت بها». ويضيف «كل تلك المواد العطرية متوافرة لدينا، لكن تنقصنا الطريقة الصحيحة لترويج ما تنتجه أيادينا، وخاصة أن الكثير من السيدات الإماراتيات يملكن خبرة كافية ووافية عن كيفية صناعة وخلط العطور، ولهن بصمات واضحة وأسماء لامعة لعطوراتهن، ولكن لم يصل عملهن ومنتجاتهن إلى العالمية في الترويج للمنتج الذي قمن بإنتاجه». ويؤكد «بعد دراسة السوق المحلي والبحث عن منتج عطري يحمل علامة عالمية لم أجد ما يشفي بحثي، فكان التفكير بصنع عطر يصل إلى العالمية والترويج له هو أول أهدافي التي أسعى لها، لتبدأ مراحل تطبيق الفكرة بشكل عملي». أمهر العطارين واصل الجابري تلك الرحلة مرحلة مرحلة، ولكن من خلال استكمال دراسة الماجستير في التسويق والإدارة والاتصال الجماهيري وكيفية الترويج الصحيح لعطره. ويسترجع الجابري بدايته، ويقول «قصة العطر لم تكن وليدة اللحظة بل فكرة ولدت بعد 4 سنوات من التفكير، وبدأت خيوطها بسفري إلى فرنسا لصناعة عطر يمزج بين الرائحة العربية والفرنسية، ويجمع مواصفات أوروبية ولكن ببصمة إماراتية، من هنا بدأت البحث عن أفضل المصانع المتخصصة بصناعة العطور، وعن أمهر العطارين الذين لهم باع طويل في صناعة العطور الفرنسية بطريقة محترفة». ويضيف «البحث استمر طويلا ولكنه أتى بنتائج مبهرة، فقد التقيت مع أول العطارين في فرنسا وهو جون كلود الذي يعتبر، أشهر من نار على علم في عالم العطور، ومنذ أن انضم إلى «هيرميس» عام 2004 كعطارها الخاص وهو يبدع لها عطورا ناجحة». ويتابع «تم عرض العطر الذي قمت بصناعته من خلال خلط الروائح العطرية المحلية مع العطور الفرنسية، وحين تمت تجربته اتضح أن العطر له رائحة نفاذة، ويتميز عن غيره من العطور بأنه يمزج ما بين الروائح العطرية المحلية والفرنسية، وهذا التصريح الذي أكده أشهر العطارين في المدينة المشهورة بعطورها المميزة والنفاذة، وجدته شرفا لي كإماراتي استطاع أن يصل بمنتج محلي إلى العالمية». ولم يقف الأمر عند الجابري إلى هذا الحد، بل اتجه إلى أشهر المحال التجارية وهي «متاجر هارودز» في لندن ليتم عرض العطر فيها، وكانت البداية من خلال أخذ موعد للمقابلة ودراسة العطر من حيث تركيبته والمواد الداخلة بتصنيعه، ومواصفاته وجودته، وبعد أكثر من شهر ونصف الشهر كانت لحظات الترقب ومعرفة النتيجة من أصعب الأيام التي مر بها، يقول الجابري «تلك اللحظات تحولت إلى موافقة مبدئية من مدير متحف العطور في لندن الخبير روجا دوف. شكل زجاجة العطر حول تصميم زجاجة العطر، يقول الجابري «تواردت لدي الكثير الأفكار من حيث الشكل الخارجي للعطر لأبرز جاذبيته، ورغم توافر الكثير من التصاميم فقد وقع اختياري على أهم وأشهر المعالم في الإمارات وخاصة في مدينة أبوظبي، وهو معلم مركز جامع الشيخ زايد الكبير، الذي يعتبر من المعالم الفنية المعمارية في جماليات البناء والزخرفة والنقش مستحضرا أنماط العمارة الإسلامية». ويضيف «العطر يحمل رائحة إماراتية فرنسية، واسمه «Aj»، وهو اختصار لاسمي الأول واسم العائلة، بينما اسم الماركة فهو «arabia»، ولون الزجاج الكريستالي فقد جاء باللون الأسود الذي يبرز جاذبية العطر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©