الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السباق الآسيوي..ولايزال«السقـوط العربي» مستمراً

السباق الآسيوي..ولايزال«السقـوط العربي» مستمراً
21 يناير 2015 02:47
معتز الشامي (سيدني) في إطار البحث داخل «الملف الآسيوي»، كان لابد أن نتوقف عند الشريك الأهم في القارة الآسيوية، ونقصد به منتخبات دولنا الخليجية والعربية في الغرب، والتي تعتبر القطب الثاني من موازين القوى في آسيا، بعد القطب الأول في الشرق. ويأتي ذلك تزامنا مع انتهاء منافسات الدور الأول من كأس آسيا، المقامة حالياً في أستراليا، والتي شهدت سقوطاً عربياً مدوياً، وضربة قاضية لجماهير عريضة كانت تمني النفس أن تجد سيطرة عربية خليجية على الأدوار التالية، ولكن صحت على فاجعة التراجع المتتالي، الذي شكل استمراراً للمسلسل المكسيكي، الذي يحكي قصة «السقوط العربي المستمر» في المحفل القاري. لكن البحث في أسباب ومسببات هذا السقوط تستدعي التوقف عند العديد من الجوانب، لعل أبرزها هو ذلك التقارب «غير المبرر» بين بطولتي كأس الخليج وكأس آسيا، والذي دائماً ما يضر بمنتخبات الخليج، وهو ما يحدث منذ أواخر التسعينات، ولكن لا حياة لمن تنادي وكأن رؤساء الاتحادات الخليجية فوجئوا بأن البطولة ستقام في أستراليا خلال يناير. يأتي ذلك رغم حالة التفاؤل التي سبقت انطلاقة البطولة في ظل وجود منتخب الأردن المدجج بالمحترفين في الدوري السعودي، بالإضافة لمنتخب قطر، بطل الخليج، أو الأزرق الكويتي صاحب التاريخ الكبير، أو حتى عُمان الذي تأهل للبطولة بعد أداء مميز وقوي. ولكن مع انطلاقة صافرة البداية لكأس آسيا، وقعت الأقنعة، وسقطت أوراق التوت عن الجميع فكشفت المنتخبات واللاعبين والمدربين، فخرجت 7 منتخبات عربية من أصل 9 من الدور الأول، وللأسف بينها بطل كأس الخليج المنتخب القطري، بالإضافة للمنتخب السعودي صاحب الصولات والجولات في آسيا، والذي يمتلك في خزائنه لقب البطولة 3 مرات، والوصافة 3 مثلها، وهو أكثر منتخبات آسيا وصولاً للنهائي، ورغم ذلك لا يزال يترنح في آخر 3 نسخ، وعلى نهجهم سارت منتخبات البحرين الذي فقد بوصلته في الرياض، وعمان الذي كنا نمني النفس أن يقوده الفرنسي لوجوين لإنجاز غير مسبوق، أما منتخب فلسطين فلا لوم عليه في مشاركته القارية الأولى. وتأهل من العرب منتخبا الإمارات والعراق فقط، وكلاهما يرفع لواء الدفاع عن العرب في دور الثمانية من البطولة التي تشهد سيطرة شرق آسيوية، خصوصاً خلال السنوات الماضية بفعل تفوق اليابان وأستراليا وكوريا والصين وأوزبكستان وحتى إن كانت الأخيرة تأهلت بشق الأنفس، فتبقى مرشحة للسير نحو المربع الذهبي. تاريخ ضعيف يمكننا وصف تاريخ معظم منتخباتنا العربية في غرب آسيا بأنه مخزٍ، مقارنة بالتاريخ المشرف لشرق القارة، ولعل حصدنا للقب القاري 5 مرات على مدار تاريخ البطولة، ونيل منتخبات الشرق للقب 9 مرات يعتبر خير دليل على ذلك. أما الوصافة والميدالية الفضية، فقد كانت للعرب 5 مرات وللشرق 5 مرات أيضاً، وكان المركز الثالث والميدالية البرونزية من نصيب العرب مرة واحدة بينما كانت للشرق 13 مرة. وقد بدأ تاريخ مشاركة المنتخبات العربية مع النسخة الخامسة التي أقيمت في تايلاند عام 1972، حيث كانت الدول الخليجية والعربية في غرب آسيا تقاطع البطولة بسبب السماح للكيان الصهيوني بالمشاركة في النسخ الأربع الأولى، بينما أول من مشاركة في نسخة تايلاند كانت العراق والكويت، وخرج كلاهما من الدور الأول. واستمرت المشاركة العربية فيما بعد، ولم يكن النجاح حليف منتخباتنا خلال المشاركة بالبطولة في نسختها السادسة عام 76 في إيران، ولكن ظهرت أول البشائر بأول لقب لمنتخب عربي وخليجي في المحفل الآسيوي عام 80 على يد الأزرق الكويتي، لتبدأ مرحلة التفوق العربي في الثمانينات، ويتبعه «الأخضر» السعودي، بلقب أول للملكة وثاني للخليج والعرب في نسخة عام 1984 في سنغافورة، ثم كرر الفوز للمرة الثانية على التوالي في النسخة 9 في قطر عام 88، قبل أن توقف اليابان تفوق الأخضر، وتحرز لقب النسخة العاشرة عام 1992. وعاد الأخضر بقوة في نسخة 96، عندما فاز باللقب من أرض الإمارات وحل «الأبيض» وصيفا، وفي عام 2000 حلق اليابان باللقب على حساب السعودية في نهائي البطولة التي استضافتها لبنان، ثم اخفق العرب في نسخة عام 2004، التي حصدتها اليابان، لتكون العودة قوية بنهائي خليجي عربي بين السعودية والعراق في نسخة 2007، وحسم أسود الرافدين اللقب، لكن عاد منتخب «الساموراي» المزعج، وحقق اللقب في نسخة 2011 في قطر. وبذلك تكون اليابان قد حصدت اللقب 4 مرات أعوام (1992، 2000، 2004، 2011)، وفازت السعودية باللقب 3 مرات أعوام (1984،1988، 1996، وفازت إيران بالبطولة 3 مرات أعوام (1968، 1972، 1976)، وفازت كوريا الجنوبية بالبطولة مرتين (1956، 1960) وفازت العراق مرة واحدة عام 2007 كما فازت الكويت مرة واحدة أيضا عام 1980. تغييرات مفاجئة وقبل أسابيع قليلة من انطلاقة كأس آسيا تسببت دورة خليجي 22 بالرياض في الإطاحة برأس 4 مدربين، وهم العراقي حكيم شاكر مدرب العراق والبرازيلي فييرا مدرب الكويت فكان «الأزرق» أكبر الخاسرين بسبب توقيت إقالة المدرب البرازيلي، بالإضافة إلى الإسباني كارو مدرب الأخضر السعودي. وخلال المحفل الخليجي أيضا أطيح بالعراقي عدنان حمد مدرب البحرين، ورغم التاريخ العريض للمنتخب السعودي الذي يعتبر سيد آسيا من حيث عدد بلوغ النهائيات بواقع 6 مرات يصل للمباراة النهائية، إلا أنه ظهر متواضع المستوى في هذه النسخة، كما في نسخة قطر عام 2011، فيما خرج البحرين والكويت مبكراً ومعهما باقي المنتخبات العربية. ولعل الاعتراف بأن لعنة إقامة بطولة الخليج قبل كأس آسيا عادة ما تطل برأسها بين الحين والآخر، كان هو القاسم المشترك بين رأي أكثر من مسؤول بالاتحادات الخليجية التي أكدت على أن تقارب موعد خليجي 22، التي أقيمت في نوفمبر الماضي من كأس آسيا، الذي انطلق أوائل يناير الجاري، كان له أثره على مستوى المنتخبات وأثر آخر يضاف إلى الإرهاق وعدم الفصل النفسي بين بطولتين لكل واحدة منهما أهميتها الخاصة، وهو التسبب في اهتزاز فني برحيل مدربين وإقالة آخرين، وهو الرأي الذي اتفق عليه معظم رؤساء الاتحادات الخليجية، ويكفي التذكير بأن الإمارات كانت أول من حذر من الآثار السلبية لتقارب خليجي 22 مع كأس آسيا، وطالبت الإمارات وقتها رسميا بإقامة المحفل الخليجي في سبتمبر حتى يكون الفاصل الزمني كافياً أمام المنتخبات المشاركة، ولكن ذلك لم يلق الاستجابة المطلوبة. الطب النفسي: اللاعب العربي «ضعيف الطموح» لا يقوى على «الضغط» سيدني (الاتحاد) أدلى الكثيرون بآرائهم لتفنيد أسباب الفشل العربي الجماعي في المحفل القاري، الذي شهد خروجا لـ7 منتخبات عربية، وكأن الأمر بات عرفاً أو تقليداً عربياً خليجياً في النسخ الأخيرة، خاصة بعد صحوة اليابان وكوريا ودخول أستراليا على الخط، بالإضافة للمنتخب الإيراني والأوزبكي، وبنظرة أعمق على حال كرة القدم في شرق القارة، إضافة إلى أستراليا وإيران وأوزبكستان، يمكننا أن نلحظ فارق المستوى، والفارق بين الاحترافية العالية التي تطبق هناك، وما يطبق عندنا. لكن القاسم المشترك بينها جميعا في رأي الطب النفسي، كان في تواضع طموح اللاعب العربي أو الخليجي في غرب القارة، وعدم قدرته على التعامل مع الضغوط المرتبطة ببطولة بحجم المحفل القاري. ويقول د.عادل كراني استشاري الطب النفسي، «عادة ما يصاحب البطولة القارية إعداد نفسي سيئ للاعبين، وهو ما يتطلب التعامل المختلف من متخصص في التأهيل الرياضي النفسي، والأمر يختلف تماماً عن المشاركة في بطولة مثل كأس الخليج يكون الإعداد النفسي الخاص بها أقل شدة من المستوى القاري». وتابع: «بشكل عام يمكننا ملاحظة أن اللاعب الخليجي والعربي في غرب آسيا ليس محترفا بالمعنى المتعارف عليه في الدوريات الأوروبية، وهو لا يطبق نفس النظام المطبق في اليابان وكوريا وأستراليا، وبالتالي يظهر أقل من هذه المنتخبات القوية في آسيا، خصوصاً خلال السنوات القليلة الماضية». وأضاف: «سلوكيات اللاعب العربي مصدرها ثقافته وبيئته التي يعيش فيها، ومنذ دخول الاحتراف إلى العالم العربي بشكل عام وغرب آسيا ودول الخليج، ونحن نرى تراجع في الالتزام لوفرة المال وتدليل النجوم، وهي كلها عوامل تؤثر على تعامل اللاعب وقدرته على الصمود في بطولة يكون المعيار الأول فيها المستوى الفني، وليس التدليل الزائد أو قيمة العقود المبرمة». انتقد غياب الإعداد الجاد لمنتخباتنا العربية أحمد الفهد:خروج الـ7 كان متوقعاً! سيدني (الاتحاد) انتقد الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، غياب التحضير الجيد لمعظم المنتخبات العربية، التي خرجت من كأس آسيا مع ختام الدور الأول للبطولة، ولم تنجح في بلوغ الدور الثاني باستثناء المنتخبين الإماراتي والعراقي، ولفت إلى أن ملامح هوية بطل كاس آسيا 2015 في أستراليا ستشكل في شرق القارة وليس غربها. وقال: «أحترم تأهل منتخب الإمارات، وفرصة المنتخب العراقي، ولكني أعتقد أن فرصة أي منتخب في غرب آسيا ضئيلة جداً في الفوز باللقب، ولكن قد ينجح أي من المنتخبين المتأهلين في ترك بصمة إيجابية، وتقديم أداء مشرف». وعن أسباب ذلك يقول: «لو نظرنا للمونديال الأخير سنجد أن غرب آسيا لم يمثل إلا بالمنتخب الإيراني، وهو اليوم ليس في أفضل حالاته وكان معنا في التصفيات، وكنا نداً له، ولا يوجد شيء مستغرب لسبب واحد، وهو أنه بعد تجاوز المجموعات يكون خروج المغلوب، وسيكون لدينا فريقان في دور الثمانية». وتابع: «الغلبة من حيث المستوى الفني للبطولة يؤكد تفوق اليابان وأستراليا، رغم ما قدمه المنتخب الإماراتي من مستوى أداء طيب، ولكن يبقى التوفيق من عدمه أمام الساموراي الياباني هو من يحدد شكل مسار باقي البطولة». وتحدث الفهد عن تأثيرات كأس الخليج على البطولة، وقال: «بالفعل أثبتت النسخة الحالية أن لكأس الخليج التأثير السلبي، عندما يقام الحدث الخليجي قبل وقت قصير من كأس آسيا، وهو يمكن أن يكون إعداداً جديداً للمحفل القاري، ولذلك يجب إقامتها قبل فترة لا تقل عن 4 إلى 6 أشهر من كأس آسيا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©