«الصيام» يجدد الجدل الدائر بين اللاعبين والمدربين في أوروبا

مع بداية شهر رمضان المبارك من كل عام يتجدد الجدل حول صيام اللاعبين المسلمين في الدوريات الأوروبية والبطولات القارية، خاصة مع تواجد عدد كبير منهم في كل الدوريات على مستوى العالم، وهناك من يحترم رغبة اللاعبين في الصيام وهناك من يحاول منعهم من أداء الفريضة بحجة أن الصيام يؤثر على أداء اللاعب في الملعب، كما أن هناك ضغوطا كثيرة من إدارات الأندية التي ينتمون إليها والمديرين الفنيين الذين يطالبونهم بالإفطار. شماعة المدربين تحول صيام اللاعبين إلى شماعة للمدربين في أوروبا، فعندما يخسر الفريق يضع المدرب سبب الخسارة على صوم لاعب أو أكثر في صفوف فريقه، ورغم الحرب الشرسة ضد اللاعبين المسلمين إلا أن ما يحدث يزيدهم إصراراً على الصيام. ويشهد شهر رمضان المبارك هذا العام قمة الإثارة والتشويق مع مباراتي كأس السوبر الإسباني بين الغريمين العريقين ريال مدريد وبرشلونة، ويضم برشلونة من اللاعبين المسلمين فضلاً عن أبيدال كلاً من كيتا وإبراهيم أفيلاي الذي تعرض لإصابة ربما تبعده 5 أسابيع عن فريقه، فيما يضم ريال مدريد عددا أكبر من اللاعبين وهم نوري شاهين وديارا ومسعود أوزيل وسامي خضيرة وكريم بنزيمة، فضلاً عن اللاعب الجديد المصاب حميد ألتينتوب. منع يوم المباراة وعرف عن مدرب برشلونة بيب جوارديولا وريال مدريد جوزيه مورينيو احترامهما للعقائد الدينية، بيد أن مصادر تتحدث عن احتمال منع اللاعبين من الصيام في يومي المباراتين المقررتين في 17 و20 المقبل، ولم تصدر تعليقات عن اللاعبين حيال هذا الموضوع حتى الآن. وأكد اللاعب الفرنسي اريك بلال أبيدال على صفحته على الفيس بوك أنه يحرص على قيام ليل شهر رمضان المبارك كاملاً، وأكد المدافع المسلم المحترف في نادي برشلونة الإسباني أن ذلك لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على مسيرته الاحترافية في عالم كرة القدم. وقال أبيدال: “لا اعتزم القيام بذلك بسبب خوفي من الموت بعد المرض الخطير الذي أصابني ونجوت منه برحمة الله، وإنما حباً في الجنة وزهداً في هذه الحياة الفانية”، وهو ما كرره مهاجم نادي إشبيلية المخضرم المالي فريدريك عمر كانوتيه الذي قرر مدربه في النادي الأندلسي مؤخراً إلغاء التدريبات التي تتعارض مع أوقات الصلاة احتراماً له. حكاية حسن وكانت هناك شواهد ووقائع كثيرة مع لاعبين مسلمين وأحدثت مشاكل كثيرة بسبب الصيام، أبرزهم أحمد حسن كابتن منتخب مصر والذي سبق له اللعب في صفوف بشيكتاش التركي، إذ أن ناديه سمح للاعبين المسلمين بالصوم حتى قبل ثلاثة أيام من موعد مباراتهم الأولى في البطولة، وهو ما رفضه حسن وأصر على صيام شهر رمضان كاملاً حتى لو اضطره ذلك لأخذ إجازة والخروج من تشكيلة فريقه. وتكرر الموقف مع المغربي السابق نور الدين نايبت عندما كان يلعب ضمن صفوف فريق ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، حيث هدده مدرب الفريق باستبعاده من التشكيلة الأساسية في حالة الصيام، لكن اللاعب أصر على الصيام ورضخ له المدرب في النهاية. عنتر ومحمد وأصر الثنائي اللبناني رضا عنتر ويوسف محمد في صفوف فرايبورج الألماني، على الصيام رغم محاولات مدرب الفريق منعهما من ذلك، ورفض ثنائي المنتخب الجزائري فريد غازي ورفيق صايفي مساومة المدرب ألان بيران في نادي تروا الفرنسي وضحيا بمنصبيهما كأساسيين من أجل الصيام، وأثارت تلك القضية جدلاً كبيراً في فرنسا والعالم الإسلامي. وقال اللاعب الفرنسي فيليب كريستانفال، الذي لعب مع فريق فولهام الإنجليزي وبين صفوف فريق برشلونة الإسباني ومرسيليا الفرنسي، إنه معتاد على صيام رمضان بشكل منتظم، مؤكداً أن الأمر أصبح طبيعياً بالنسبة له. أداء الفرائض وأكد نجم كرة القدم في نادي آرسنال الإنكليزي ومنتخب فرنسا الأول جزائري الأصل سمير نصري، أن أحداً في أوروبا كلها لا يستطيع منع اللاعبين المسلمين من أداء كامل الفرائض الدينية الواجبة عليهم من صلاة وصيام وقيام الليل وقراءة القرآن في شهر رمضان المبارك، مؤكداً أنه لا يعاني من مشاكل في أداء الصلاة أو صوم رمضان بفضل وجود أكثر من لاعب مسلم في صفوف فريقه. وكان لاعب بايرن ميونيخ فرانك ريبيري قد خاض حرباً شرسة مع مدربه السابق فان جال حول مسألة صيام شهر رمضان وتحديداً في أيام المباريات، ولكن الفرنسي المسلم كسب الحرب، كما كان الحال مع الفرنسي الآخر انيلكا مهاجم تشيلسي الإنجليزي حالياً. منتخباتنا تواصل التدريبات ومعسكرات الأندية بلا مشاكل دبي (الاتحاد) - حرصت أنديتنا على العودة من المعسكرات الخارجية قبل بدء الصيام وذلك كتحفيز نفسي للاعبين لبدء الصيام مع أسرهم، إلا أن التدريبات لم تتوقف حيث حددت الأندية التدريبات المسائية بشكل يومي، وهناك أندية تكمل معسكراتها الخارجية منها الأهلي الذي يتوجه إلى أستراليا لخوض المعسكر الثاني له بعد العودة من النمسا، وبالتالي سوف يصوم لاعبو الفريق خارج الحدود. وعلى مستوى المنتخبات يواصل المنتخب الأولمبي استعداداته للبطولة الخليجية التي ستقام بعد أيام في الدوحة وأيضاً استعداداً لتصفيات لندن 2012 والتي ستنطلق بعد العيد، ويتوجه الأولمبي إلى الدوحة خلال الأيام المقبلة للدخول في أجواء البطولة الخليجية للمنتخبات الأولمبية. وفي الوقت نفسه، سيبدأ الأبيض الأول في الاستعدادات لتصفيات كأس العالم خلال شهر رمضان من خلال معسكر تدريبي يومي، في الوقت الذي عاد فيه منتخب الشباب من معسكر المغرب فجر الاثنين مع بدء أول يوم في الشهر الكريم. منتخباتنا وأنديتنا لم تتأثر بالصيام ولم يشتك أحد من اللاعبين من تأثير الصيام على مستواه، ولعل إقامة بطولة خليجية في هذا التوقيت تؤكد أن الصيام حافز للاعبين وليس له تأثير سلبي على الأداء البدني والفني في الملعب.