الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الحلم العربي

3 أغسطس 2011 23:44
شدتنا إليها قرعة التصفيات القارية لكأس العالم والتي ستكون البرازيل أرض الأساطير وقلعة السحر والملاحم فضاء لها بعد ثلاث سنوات من الآن، فقد كان عرب أفريقيا وعرب آسيا تواقين لمعرفة تضاريس العبور إلى الحدث الكوني الذي يحلم به عادة كل من يتنفس عشق كرة القدم وكل من يأسره ولهها. طبعاً ليس هذا إلا فاصلا أول للبعض وفاصل ثان للبعض الآخر في طريق الألف ميل لحيازة بطاقة السفر إلى مونديال يطلق عليه خبراء كرة القدم من الآن مونديال الوله، ولكن كان بنا شغف مغلف بالقلق لمعرفة مآل منتخباتنا العربية، وقد كان بيننا من أطلق زفرة ساخنة ثم تنهيدة راحة بعد أن عرف بما صممته القرعة في القارة الأفريقية، إذ سيكون على المنتخبات العربية الستة أن تبحث حلمها بعيداً عن كل صدام «قومي» لم يعد يورث سوى العداء والخراب، وكان ما أيقظ فينا هذا الشعور بالارتياح ما بقي من أثر الذي تداعى على هوامش الصدام الكروي بين الجزائر ومصر عن إقصائيات كأس العالم 2010 من خروج فاضح عن نص العروبة وتقويض بشع لكثير من الوشائج القومية. وقع أسود الأطلس في مجموعة شرسة يقف على أحراشها فيلة الكوت ديفوار بكل متاعهم الفني ورصيدهم البشري الذي يعين على حرث الأدغال، وسيكون على منتخب المغرب أن يضبط ساعة الحقيقة على هذا الصدام التاريخي، واصطاد نسور قرطاج في مجموعة تمنحهم الأفضلية منتخبي الرأس الأخضر وسيراليون، وفي زمن دقيق، يوصف بأنه زمن إعادة بناء الذات يقف أمام أهرامات فراعنة النيل منتخبان يعرفهما المصريون حق المعرفة غينيا وزيمبابوي، ويضع محاربو الصحراء الجزائريون نسور مالي في بؤبؤ العين، لأن إسقاطهم هو خطوة كبيرة لبلوغ الدور الحاسم والختامي. ويحتاج منتخب ليبيا في ظل الإكراهات الحالية إلى قوة دفع رهيبة لمقارعة أسود الكاميرون التي لا تروض، على أن صقور جديان السودان وضعوا في مجموعة اصطلح عليها شخصياً بمجموعة الموت، كيف لا ونجوم غانا السود يلونونها بتحدياتهم إلى جانب منتخب زامبيا الذي يعيش منذ أمد بعيد على أمل صنع حلم العمر بالوصول إلى المونديال. ولئن كان دور الفصل قبل دور الحسم قد جنب منتخبات عرب أفريقيا الاصطدام فيما بينها، فإن عرب آسيا وقد عبروا بكثافة إلى الدور الثالث يجدون أنفسهم في معاقل الحلم الخمسة مجتمعين، وقد تكون المجموعة الثانية وهي أبلغ مجسم لهذا العناق المونديالي بوجود منتخبات الكويت، الإمارات ولبنان إلى جوار شمشون آسيا منتخب كوريا الجنوبية. ولا يساورني أدنى شك في أن النظام المعتمد داخل المجموعات الخمس والذي يعطي الحق لمنتخبين عن كل مجموعة للمرور إلى الدور الختامي سيمكن الكثير من المنتخبات العربية بخاصة تلك التي تملك تقاليد المنافسة الدولية إلى تخطي هذه العقبة، للوجود بكثافة في الدور الرابع والأخير، وهو ما يبقي بالطبع الحظوظ كاملة في رؤية أكثر من منتخب عربي بمونديال البرازيل.. عندما نرتد بالذاكرة وبكل حاسة النقد بعد الرصد إلى ما كان من حضور عربي محتشم في آخر نسخة لكأس العالم بجنوب أفريقيا جسده منتخب الجزائر كسفير وحيد من دون أي إنجاز يذكر، وأيضاً ما كان في مجموع المشاركات العربية في تاريخ كأس العالم من إنجازات صغيرة جداً تتمثل في وصول منتخبي المغرب والسعودية فقط دون غيرهما إلى الدور الثمن النهائي بمونديالي المكسيك سنة 1986 والولايات المتحدة الأميركية سنة 1994، فإننا نأمل أن تكسر المنتخبات العربية الطوق وتعبر صحراء القلق والارتباك وتتفوق على واقعها بقوة من العبور القيصري إلى الاحتراف، وتبرز في قارتيها بصورة المنتخبات الطموحة إلى ربح مقعد بين أقوياء العالم في أقوى حدث كوني. قولوا إن شاء الله ورمضانكم كريم. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©