الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كوريا الشمالية تنأى بنفسها عن النموذج الإيراني

كوريا الشمالية تنأى بنفسها عن النموذج الإيراني
30 يوليو 2015 23:40
بيونج يانج (أ ب) إذا كانت هناك أية آمال أن يؤدي الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية، إلى تغيير في موقف كوريا الشمالية، فإن نظام «كيم جونج أون» يبذل كل ما بوسعه لإحباطها. وبدت كوريا الشمالية ثابتة على موقفها في كافة تعليقاتها منذ التوصل إلى الاتفاق، قائلة: «إن أسلحتها النووية ليست ورقة للمساومة»، مؤكدة «أنها عضو بالفعل في النادي النووي، وإذا أرادت واشنطن إجراء محادثات، فعليها أن تقر بأن بيونج يانج كذلك، وأن تضع نهاية فورية لسياساتها العدائية تجاهها». وثمة اختلافات كبيرة بين كوريا الشمالية وإيران، ذلك أن الأولى خاضت بالفعل طريق المفاوضات، وخرجت منه في النهاية بترسانة نووية صغيرة ولكنها تمثل تهديداً. ولا تزال كوريا الشمالية في حالة حرب من الناحية التقنية مع الولايات المتحدة، ولديها منافسة قوية وحليفة لواشنطن، هي كوريا الجنوبية، إلى جانب عشرات الآلاف من القوات الأميركية المنتشرة على طول حدود منطقة منزوعة السلاح بين شقي الجزيرة الكورية. وفي كل عام تجري الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناورات حربية ضخمة تأهباً لأي غزو محتمل من الشمال. وتعود رغبة بيونج يانج في الدفاع النووي ضد القوى الأميركية البعيدة إلى مؤسس الدولة والرئيس الأول «كيم إل سونج»، وأما بالنسبة لحفيده الرئيس الحالي «كيم جون أون»، فإن التراجع عن هذا المسار يمكن أن يكون انفصالاً جريئاً بصورة غير مسبوقة مع الماضي، ويجعل من صورة «خلافة كيم» التي لا تخطئ محل شك. وعندما يفكر قادة كوريا الشمالية بشأن خيار التخلي عن أسلحتهم النووية ـ إن حدث ذلك بصورة جدية ـ فإن الامتيازات التي ستجنيها إيران من صفقتها مع واشنطن ليست أول ما يخطر ببالهم على الأرجح، وإنما يتذكرون مصير الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي تخلى عن برنامجه النووي وانتهى به المآل للقتل بعد أشهر من الهروب. ومن دون الإشارة إلى محادثات إيران، قال «كيم جونج أون» للمحاربين القدامى الذين احتشدوا الأسبوع الماضي في بيونج يانج لحضور الذكرى السنوية للهدنة التي أنهت القتال في الحرب الكورية التي استمرت من 1950 إلى 1953، أن السلام لابد أن يحل بالجزيرة الكورية، لكنه سرعان ما عاد إلى تحذيراته المستمرة للشعب بأن عليهم الاستعداد لمواجهة أخرى وأخيرة مع الولايات المتحدة. وأشار أيضاً إلى أن امتلاك الشمال إلى أسلحة نووية غير ميزان القوة بشكل جذري، قائلاً: «إن قوتنا في الوقت الراهن ليست كما كانت في الخمسينيات، عندما كنا نقاتل بالبنادق في أيدينا ضد الاستعماريين الأميركيين المدججين بالسلاح»، مضيفاً: «إننا الآن نمتلك قوة نخوض بها أي شكل من أشكال الحرب تختارها أميركا، ولدينا قوة كافية لردعها عن شن حرب نووية». من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: «أن الاتفاق مع إيران يختلف تماماً عن أي شيء تم التوصل إليه في السابق مع كوريا الشمالية». وأضاف: «إن الاتفاق الإيراني يشمل كافة الأنشطة ذات الصلة بالجوانب النووية الممكنة، بينما الاتفاق مع بيونج يانج في عام 1994 شمل فقط برنامجها الخاص بالبلوتونيوم، وظهر لاحقاً أن كوريا الشمالية كانت تسعى لاستخدام اليورانيوم كمسار بديل لتطوير أسلحة نووية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©