إعداد - أيمن جمعة:
تنمو البنوك الخليجية بمعدلات سريعة وذلك بفضل الطفرات الاقتصادية التي تدفع الطلب عاليا على المنتجات المصرفية الجديدة والاكثر تعقيدا، وهو ما يجعل العدد المتزايد من البنوك الدولية النشطة في المنطقة يواجه الان منافسة حامية الوطيس من المصارف المحلية· وترى مجلة ''ميد'' في تقرير ان هذه الصورة هي أكثر ما تكون وضوحا في البنوك الاستثمارية·
ويقول انور حسونة من مؤسسة ''ستاندرد اند بورز'' الاميركية للتصنيف الائتماني ''العمل المصرفي الاستثماري يزدهر وينمو عندما يزداد الاقبال على البضائع الفاخرة·· وهذا هو الوضع حاليا في منطقة الخليج·'' فمع وجود وفرة نقدية كبيرة في ايدي المستثمرين الخليجيين بعد عامين من طفرة اسواق الاسهم فان هناك مطالب متزايدة للمصارف الاستثمارية لوضع أموالهم في منطقة مربحة هي الخليج·
ويبدو هذا التعطش، في الارباح التي تحققها المؤسسات الاقليمية التي تركز على التمويل المصرفي الاستثماري· فقد سجلت ''انفستكورب'' و''اركابيتا'' ومقرهما البحرين دخلين صافيين بلغا 130,8 مليون دولار و104,3 مليون دولار على الترتيب في 2005 بزيادة قدرها 18,6 % و48 % مقارنة مع ·2004 كما استأنف بنك ''ام بي ام'' الاستثماري الذي واجه صعوبات طيلة أربعة أعوام، توازنه وسجل أرباحا بلغت 7,8 مليون دولار مقارنة مع 600 الف دولار في ·2004
وفي اطار هذه الصحوة أيضا نجح ''بيت التمويل الخليجي'' ومقره المنامة والمتخصص في استثمارات البنى الاساسية والعقارات في دعم صافي ايراداته بنسبة 140 % الى 147 مليون دولار· كما سجل بنك ''يونيكورن'' الاستثماري الجديد نسبيا والذي تأسس في منتصف ،2005 في جمع 43,3 مليون دولار في الشهور الستة الاولى من العام الجاري·
وفي الامارات نجحت شعاع كابيتال والمستثمر الوطني وهما من المؤسسات التي لها استثمارات قوية في سوق الاسهم، في تحقيق مكاسب بلغت 362 مليون درهم و113,1 مليون درهم عن السنة المالية المنتهية يوم 31 مارس الماضي·
صناعة وليدة
ورغم هذا التعطش وهذا الاداء الجيد فان صناعة البنوك الاستثمارية لا تزال وليدة في المنطقة· وتقول ميد ''لا توجد مؤسسة واحدة في دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على تقديم النطاق الكامل للخدمات المصرفية الاستثمارية· هناك عراقيل ادارية، فمثلا في البحرين يتعين على البنوك الالتزام بقواعد البنك المركزي الذي يحظر تقديم أكثر من 15 % من رأس المال في صفقة واحدة·''
لكن هذا لم يمنع بعض المؤسسات من الاستفادة من الاوضاع الاقتصادية الجيدة لمضاعفة رؤوس اموالها مثل ''اركابيتا'' التي رفعته من 400 الى 800 مليون دولار في يونيو الماضي· وحذت ''يونيكورن'' الحذو نفسه في اغسطس فرفعت رأس مالها الى 233 مليون دولار·
ويتوقع بعض الخبراء ان تندمج المؤسسات الصغيرة الوليدة في قطاع البنوك الاستثمارية مع المؤسسات القديمة·
ويقول ماجد الرفاعي الرئيس التنفيذي لبنك يونيكورن ''هناك عدد كبير من البنوك تأسس مدفوعا بتوفر السيولة وليس لاداء خطة او استراتيجية معنية للانشطة، والفروق بينها بسيطة جدا· اعتقد انه على المدى الطويل فانك سوف ترى اندماج بعض اللاعبين الجدد الصغار مع المؤسسات الاكبر·'' ويوافق على هذا الرأي عاطف عبد المالك الرئيس التنفيذي لبنك اركابيتا قائلا ''اعتقد ان المؤسسات الاقوى والاقدم سوف تفوق المؤسسات الجديدة·''
موعد الاندماج
ومثلما هو الحال في قطاع البنوك التجارية، فان مثل هذه الخطوة لن تتم الا عندما يحدث تراجع اقتصادي· وتقول ميد ''في ظل الاوضاع الحالية حيث يستطيع الجميع ان يحققوا ارباحا فان فكرة الاندماج تكون صعبة·'' لكن هذا لا ينفي ان أزمة البنوك الاستثمارية تتزايد مع تزايد المنافسة على الموظفين والعملاء وذلك مع تطلع البنوك الدولية لالتهام قطعة من كعكة سوق المنطقة·
كما تتطلع البنوك التجارية لبناء قدرات مصرفية استثمارية وهو تيار من المتوقع ان يتزايد وان يظهر بقوة في السعودية وذلك بسبب حجم السوق والقواعد الجديدة لسوق الاوراق المالية التي تنظم انشطة النشاط المصرفي الاستثماري· ويقول حسونة من ستاندرد اند بورز ''الخطوة التالية في تطور الصناعة الاقليمية من المرجح ان تكون زيادة الوعي داخل البنوك التجارية باهمية الاستثمار المصرفي· وهو امر من المتوقع ان يظهر أولا في السعودية·''
ويقول كلير دانكلي المحرر في ميد ''ستتمثل الخطوة التالية في اقامة بنوك استثمارية لتقديم نطاق كامل من الخدمات· وفي ضوء التقدم السريع في البيئة المالية الاكثر تعقيدا فان مثل هذا التطور ربما لا يكون بعيد المنال·''
عدد اليوم
