الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق الشورجة في بغداد يكافح العنف والحر والغلاء

4 أغسطس 2011 00:55
يضرب أبو عصام كفه على رجله وهو يستعيد ذكريات العقود الأربعة التي قضاها بين دكاكين الشورجة، أقدم سوق في بغداد تكافح العنف والحر وغلاء الأسعار لاستعادة مكانتها التاريخية والرمزية في شهر رمضان. وبينما يحاول ابنه محمد إعادة تشغيل مروحة هندية الصنع في وسط السقف تعود إلى 1934، يثبت الرجل السبعيني بصره على أكياس التوابل والأرز الموزعة على زوايا دكانه المتواضع ويقول لوكالة الأنباء الفرنسية “رمضان كان يبدأ من هنا”. وتحتل سوق الشورجة التراثية والشعبية منذ تشييدها أواخر العهد العباسي، مكانة رمزية في ذاكرة العراقيين وخصوصاً أهالي بغداد، لأنها أقدم مرك ز تجاري في العاصمة والبلاد. وتقع السوق في منطقة تاريخية وسط المدينة قرب جامع الخلفاء الذي بني في القرن العاشر وتتفرع منه عدة أسواق متخصصة، منها سوق الصابون وسوق التوابل، إلى جانب أكثر من عشر خانات وأربعة مساجد. ويقول مؤرخون عراقيون إن كلمة “الشورجة” تعني الماء والملح، فيما يرى آخرون ان الكلمة تعني النهر المالح، أو حتى دهن السمسم. ويروي صاحب أحد المحلات الصغيرة بعدما رفض الكشف عن اسمه خشية “الملاحقة الأمنية التي قد تصل إلى القتل، أن اليهود كانوا أول من أدار السوق، بمساعدة عائلات من أديان أخرى”. ويشير إلى “أن الشورجة حافظت على شكلها العام ولم تغيره بسبب محدودية العمل العمراني فيها وانعدام أعمال الترميم”. ويتابع أن “السوق دخلها أناس من أماكن كثيرة حول العالم، بينهم هنود وصينيون وسودانيون وجنوب أفريقيين”. وشهدت المنطقة التي تضم السوق في الأعوام التي أعقبت اجتياح العراق عام 2003 معارك ضارية ما أدى إلى إغلاق الشوارع المؤدية الى السوق عام 2007. ومع تحسن الوضع الأمني، أعادت السلطات العراقية في الأول من أغسطس 2010 فتح شارع الجمهورية الذي يحتضن السوق ويمتد من ساحة الخلاني إلى منطقة باب المعظم. ولا تزال الحواجز الأسمنتية التي وضعت على جانبي الشارع لحماية المتسوقين من انفجار السيارات المفخخة، تحيط بجانبي الطريق على امتداد السوق. ويقول ابو عصام وهو يراقب عربات نقل البضائع التي تجرها الحمير والخيول وهي تتسابق على دخول الأزقة الضيقة “اعمل في هذه السوق منذ 1956. كنت ابيع واشتري الأرز والحبوب، ولم أغير عملي حتى اليوم”. ويضيف ان “الشورجة كانت ملاذ الناس من كل أنحاء العراق، وخصوصا في شهر رمضان. أما اليوم فالسوق تعيش في زمان تحديات الأمن وغلاء الأسعار التي يتحكم بها المستوردون ويرفعونها عند بداية شهر رمضان من كل عام”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©