السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عائلات رجال الأعمال تهرب من هونج كونج

17 سبتمبر 2006 00:01
إعداد - أيمن جمعة: تبدأ رحلة جيرارد مكوي للعمل بقيادة سيارته لمسافة صغيرة من مزرعته المقامة على مساحة خمسة أفدنة الى أحد مطارات نيوزيلاندا حيث يستقل طائرة الى العاصمة اوكلاند وهناك ينتظر نحو ساعة ونصف الساعة قبل أن يستقل طائرة ثانية في رحلة تستمر 12 ساعة كاملة لكي يصل الى مقر عمله في هونج كونج·· ! وقد يضطر مكوي لتنفيذ هذه الرحلة مرتين اسبوعيا وذلك حسب ارتباطاته الاسرية· يبدو مثل هذا السيناريو غريبا ومرهقا الى حد كبير·· فما الذي يجبر أحدا على تجرعه؟· تقول صحيفة فاينانشال تايمز في تقرير إن هذا هو الخيار المفضل لعدد كبير من رجال الاعمال والمستثمرين والخبراء الذين أصبحت عائلاتهم لا تطيق المكوث في هونج كونج، وهي المركز المالي والاقتصادي لمنطقة جنوب شرق اسيا وذلك لاسباب في مقدمتها تلوث البيئة والارتفاعات الخيالية في أسعار الوحدات السكنية فضلا عن النقص الحاد في عدد الاماكن المتاحة لابنائهم في المدارس الدولية بالمدينة· وتضيف الصحيفة ''كثير من رجال الاعمال والاقتصاديين يرفضون التخلي عن وظائفهم ذات المبالغ المرتفعة في هونج كونج ويقررون في الوقت نفسه ارسال عائلاتهم الى الوطن او للسكن في أماكن قريبة مثل نيوزيلاندا على سبيل المثال·'' ويقول مكوي إنه كان يقيم مع اسرته في هونج كونج الى ان قرر ان هذا الامر لا يمكن ان يستمر بعدما بدأت ابنته تعاني من متاعب جمة في التنفس فقرر نقل أسرته الى نيوزيلاندا ليتكبد عناء تلك الرحلة الطويلة من منزله الى عمله بشكل مستمر· ويقول ''كانت ابنتي في حالة مزرية·· بالطبع كان خيارا قاسيا لكن كان من المفترض ان نفعله·'' ويوجد لدى وكلاء العقارات في هونج كونج العشرات من القصص المماثلة لاقتصاديين ورجال أعمال يرفضون ترك وظائفهم في المدينة لكنهم يقررون في الوقت نفسه شراء منازل في مناطق أكثر نظافة بيئيا وأقل غلاء وأقل اكتظاظا بالسكان من هونج كونج· بل ان بيرس برينر المدير في مؤسسة ''كوليرز انترناشونال هونج كونج'' يقول ''اعرف البعض ممن يعملون في هونج كونج ويعيشون في سيدني·!'' ولا يزال هناك اقبال كبير على المنازل الفاخرة في هونج كونج التي ارتفعت أسعارها بنسبة 6 % في النصف الاول من العام الجاري، لكن الاحصائيات الرسمية تظهر انها أصبحت قاعدة أقل جذبا خاصة للوافدين وهو ما يتجلى في تراجع عدد الاميركيين والكنديين والاستراليين والبريطانيين المقيمين هناك بنسبة 14 % العام الماضي· ويقول مايك راتيك الخبير في شركة ''هانت بارتنرز'' للتوظيف إن من الاسباب القوية لهذا الوضع هو ارتفاع التلوث مما جعل المدينة تتراجع من المركز العشرين عالميا الى المركز 23 من حيث جودة المعيشة حسب تصنيف مؤسسة ECA الدولية· ويضيف أن هونج كونج تقدم ساحة كبيرة لفرص العمل'' لكن الحياة فيها ليست مريحة للعائلات·'' وحتى في ظل هذه الاوضاع فان الرحلات الطويلة تلقي باثارها على الانسان· ويقول مكوي ''كثيرا ما أشعر بالتعب الشديد لا لشيء الا بسبب هذه الرحلات الطويلة·'' ويزداد الامر سوءا في حالة حدوث تأجيلات في الرحلات او استدعاءات مفاجئة للعمل· ويقول ''أحيانا ما أتلقى اتصالات هاتفية بعد وصولي الى نيوزيلاندا تطالبني بالعودة فورا الى مكان العمل لامر هام·'' الطريف في الامر ان مكوي يعتقد ان سكنه في مكان بعيد جدا عن هونج كونج يسهل عليه العمل· ويقول ''أقوم باعداد مسودات عملي في المنزل بنيوزيلاندا الذي يتميز بهواء نقي وانعدام الضوضاء وتحيط به بحيرة خلابة تملؤها عشرات من طيور البط· بالنسبة لي هذه واحة للذهن· في مثل هذه الاجواء أستطيع ان انجز في ساعة واحدة ما يتعين عمله خلال ست ساعات في هونج كونج·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©