الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تلوين الفخار» يضفي الرونق والحيوية على الأواني الجامدة

«تلوين الفخار» يضفي الرونق والحيوية على الأواني الجامدة
20 يناير 2011 20:09
تتسم بعض الحرف التقليدية بجماليات فنية قد لا تتوفر في بعض المهن القديمة الأخرى. فتلفت إليها الأنظار خاصة إن كانت تعتمد على إضافة الرونق والحيوية على الجماد وتحويله إلى جمال ناطق. من هنا تصنف حرفة «صباغة الفخار» التراثية بأنها فن قائم بذاته، بل إن بعض الفنانين التشكيليين يصنفون «تلوين وصباغة الفخاريات» ضمن أنماط الفنون الجميلة. تاريخ قديم يشار إلى أن صباغة الفخار حرفة حديثة نوعاً ما، بمعنى أنها انتشرت في القرن الماضي، على عكس حرفة صناعة الفخار القديمة جداً والتي ترجع إلى عصر ما قبل التاريخ، فالكثير من الاكتشافات الأثرية وجدت مجموعات من الجرار والفخاريات، منها ما يعود إلى حضارة الفراعنة وبلاد الرافدين وإيبلا والصين وغيرها. في كتابه «المهن الشعبية في دولة الإمارات» يقول الباحث التراثي عبيد راشد بن صندل، إلى صناعة وصباغة الفخار «الجديد في عصرنا إن الألوان والصباغة باتت تدخل على مهنة الفخاريات القديمة بعد أن اكتفت معظم الفخاريات منذ مئات السنين -في القصور- بطلاء ذا لون ذهبي أو فضي. لكن متطلبات العصر تحتاج التجديد وتفرض التنويع في كل مناح الحياة، ومن بينها الفخاريات المرتبطة بالأثاث والديكور المنزلي». إذاً، بفعل تلك الحاجة بات الحرفيون يعملون على ابتكار الحديث أو تجديد القديم بما يتلاءم مع العصر وتنوع الذائقات، خاصة حين وجدت الفخاريات ضالتها في التراث الذي يحاكي رغبات الناس وحنينهم إلى الماضي. أدوات مختلفة يعتقد البعض أن حرفة صباغة أو تلوين الفخار سهلة كما قد يبدو للناظرين، وأن عمل الحرفي لا يتطلب سوى ريشة مبلولة بالطلاء وتمريرها على سطح الآنية الفخارية! لكن حين نزور السوق الشعبي داخل القرية التراثية بأبوظبي؛ ونرى كيف ينهمك الحرفي العدل حمزة رمضان وزملائه في تلوين الأواني الفخارية والرسم والتخطيط على أسطحها بألوان جميلة، بما يشكّل تداخل فن النحت مع فن الرسم، وإتاحة تطوير الزينة «الفخارية» باستخدام تقنية التلوين، نتأكد من صعوبة وأهمية هذه الحرفة. يقول العدل: «تنتج صعوبة تلوين الفخاريات عن كون الفخار خامة هشة معرضة للكسر دائماً، فهو كما نعرف يشبه الزجاج إلى حد ما رغم سماكته، وينكسر بسرعة عند أي اصطدام بفخار آخر أو بالأرض أو بجسم ما. وهناك أيضاً صعوبة تمديد أي آنية فخارية على سطح صوفي لأنه لا يستقيم وقد يعلق الوبر عليها فيفسد طلاء سطحها، لذا نحرص أن لا تكون القاعدة التي نضع أو نمدد عليها الفخار المراد تلوينه صلبة كثيراً أو قماشية رخوة». عن أدوات الطلاء والزينة، يقول: «أستخدم خلال تلوين الأواني الفخارية قاعدة خشبية ملساء، وريَشا بأحجام مختلفة، ومعجون وأصباغ أو طلاء زيتي مقاوم للحرارة العالية، وبخاخ ورنيش- بيئي، ومزيل معقم، وورق الصنفرة لنحت أسطح الفخار، وإسفنج أو ورق جرائد، حيث تساهم هذه الأدوات في تغيير معالم الفخاريات بعد تلوينها». عن مراحل الصباغة والتلوين يقول: «تتم عملية الطلاء على مرحلتين أو ربما أكثر بحسب التكثيف اللوني، حيث ألجأ بداية إلى سد ثغرات سطح الآنية الفخارية بمعجون خاص ليستوي السطح ويبدو أملساً دون نتوءات، بينما تتجلى الصعوبة أثناء طلاء الأواني الكبيرة لأنها تتطلب وحدة لونية وكتلية لا تختلف من بقعة إلى أخرى لئلا تبدو فروقات في انتشار الألوان أو العبارات التي تخطّ عليها. وبعد أن تجف يبدأ الصبغ أو التلوين أو الرسم أو التخطيط بروية وهدوء كي ينجح تلوينها، ثم نتركها قليلاً لتجف، وبعد ذلك نعرضها على الزوار». إلى ذلك، تحتاج بعض الأواني الفخارية في المرحلة الأخيرة من إنجازها إلى ورنيش لماع ليمنحها رونقاً أجمل، إذ بات استخدام «الرونيش» في عصرنا ضرورة للفخاريات تتناغم مع جمالياتها كقطع ديكور. إضاءات ? تتراوح أسعار الفخاريات الملونة تبعاً لحجم القطعة، أو بحسب إضافة العبارات والرسوم أو الآيات القرآنية على الفخاريات (تبدأ الأسعار من 25 إلى 500) درهم. ? ينجز الحرفي عادة صباغة وتلوين 10-12 آنية صغيرة يومياً. ? اللون السائد هو البني «الإكليريك» فهو ينسجم مع رغبات الزبائن بحسب ميولهم للألوان أو بحسب مفروشات وأثاث منازلهم. ? هناك ألوان للفخاريات تلبي مختلف الأذواق منها (أحمر، أزرق، أخضر، أصفر، ذهبي، عنابي، فضي).
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©