الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلال الدين الرومي.. والده سلطان العارفين

جلال الدين الرومي.. والده سلطان العارفين
24 يناير 2014 21:41
القاهرة (الاتحاد) - في بلخ بخراسان أو أفغانستان كما نعرفها اليوم ولد جلال الدين الرومي الشاعر الشهير الذي عاش جل حياته ومات ودفن في قونية إبان حكم السلاجقة الأتراك، وما برح ضريحه هناك موضع تقدير سكان المدينة وزوارها. وهو محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي، أو كما يعرف اختصاراً جلال الدين الرومي ولد في مدينة بلخ في 6 ربيع الأول عام 604 هـ «30 سبتمبر عام 1207 م»، وتوفي بمدينة قونية بالأناضول عام 1273م. كان والده بهاء الدين من رجال العلم حتى لقب بسلطان العارفين لما له من علم واسع بالفقه والقانون والتصوف، ويقال إن نسبه ينتهي إلى الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولعلَّ تلك الصفات هي التي أتاحت له أن يتزوج مؤمنة خاتون ابنة شاه خوارزم علاء الدين محمد وأم جلال الدين. زحف المغول واضطرت أسرة الرومي إلى الفرار من بلخ عندما اجتاحها المغول متجهة إلى نيسابور، وهناك التقى جلال الدين بالشاعر الكبير فريد الدين العطار الذي أهدى إليه ديوانه أسرار نامه، فتعلَّق الشاب بعد قراءته بالتصوف والشعر معاً. وأمام زحف المغول اضطر بهاء الدين إلى أن يواصل الترحال بأسرته إلى الشام ثم إلى مكة بقصد الحج قبل أن يتجه إلى الأناضول، ليستقر في ظل أسرة قرامان لمدة سبع سنوات إلى أن وصلته في عام 1228 م دعوة من السلطان علاء الدين كيقباذ حاكم دولة سلاجقة الروم ليقيم بالعاصمة قونية مدرساً بالمدرسة التي شيدها السلطان. ولأن قونية كانت كما كل الأناضول من الممتلكات السابقة للروم البيزنطيين، فقد عرف جلال الدين بالرومي لاسيما بعدما نبغ في العلوم الدينية وارتقى في معارف التصوف واشتهرت أشعاره التي كتبها باللغة الفارسية. ولم يكتف الرومي بوظيفة التدريس التي ورثها عن والده بهاء الدين، بل رحل إلى دمشق ليستمع إلى كبار العلماء فيها لمدة أربع سنوات كاملة. اختفاء التبريزي وعقب عودته مجدداً إلى قونية تعرف إلى الشاعر شمس الدين التبريزي فتصادقا نظراً لاهتماماتهما المشتركة بالشعر والتصوف، ولكن بعد أربع سنوات من تلك الرفقة اغتيل التبريزي في عام 1248م. ويقال إنه لم يغتل وإنما سمع طرقاً على بابه في الليل فلما خرج لاستجلاء الأمر اختفى ولم يعثر له على أثر. حزن جلال الدين الرومي حزناً عميقاً على صديقه ونفس عن أحزانه بكتابة الشعر وعزف الموسيقى والرقص، وجمع نتاج ذلك كله في ديوانه الكبير الذي سماه ديوان شمس الدين التبريزي. وظل جلال الدين الرومي حتى مماته يجلس للتدريس ويكتب الآراء التي تلخص وجهة نظره في مسائل التصوف إلى أن توفي في 17 من ديسمبر عام 1273م. التسامح ولما كانت فلسفته الصوفية وكذلك أشعاره المعروفة بالمثنوي، تحث على التسامح بين كافة الناس بغض النظر عن مذاهبهم، فقد حمل نعشه أشخاص من ملل خمس إلى القبر الذي دفن فيه إلى جوار مدفن والده، وسمى أتباعه هذه الليلة العرس وما زالوا يحتفلون بها إلى اليوم. وفي مجمع جلال الدين الرومي بقونية يقوم المتصوفة من أتباعه بعروضهم الراقصة التي تلقى إقبالاً منقطع النظير من أهل المدينة وزوارها على حد سواء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©