هدد منظمو حركة الاحتجاج على غلاء المعيشة والتفاوت الطبقي، وانعدام العدالة الاجتماعية في إسرائيل بتصعيد تظاهراتهم واعتصاماتهم المسمترة منذ 22 يوماً، بعد موافقة البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” أمس على قانون إسكان جديد قدمته الحكومة الإسرائيلية لحل أزمة السكن المتفاقمة هناك. وذكرت مصادر برلمانية أنه إقرار مشروع القانون في القراءة الثالثة والأخيرة بأغلبية 57 صوتاً، مقابل اعتراض 45 صوتاً. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحب بالقانون قائلا إنه يسمح بتسهيل بناء العديد من المساكن، حيث سيتم بموجبه تشكيل “لجنة فرعية وطنية للبناء”، تضم خصوصاً مندوبين من مكتب رئيس الوزراء ووزارة الداخلية، مكلفة بدراسة مشاريع الإسكان والموافقة عليها. وأوضح متحدث باسم نتانياهو، وهو جادي شميرلينج ان القانون يتضمن إجراء جديداً لتسريع الحصول على رخص البناء بهدف خفض تكلفة المساكن.
وقال رئيس لجنة الاقتصاد في “الكنيست” كرمل شامة كوهين القيادي في حزب “الليكود” بزعامة نتانياهو “إن هدفنا هو إغراق السوق بعشرات آلاف المساكن، مما سيؤدي الى انخفاض الاسعار في سوق العقارات”.
إلا أن قادة التظاهرات يتخوفون من الترويج للمساكن الفخمة بدلاً من المساكن منخفضة الثمن. وقال رئيس اتحاد الطلاب الإسرائيليين إسحق شمولي في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي “سنصعد احتجاجنا إن تم بسببهذا القانون الذي لا يوفر مساكن بأسعار معقولة يطالب بها آلاف المتظاهرين في إسرائيل أو من يدعموننا”.
وقبل وقت قليل من التصويت على القانون، حاول عشرات المتظاهرين إغلاق الطرق المؤدية إلى “الكنيست” في القدس المحتلة واعتقلت الشرطة الإسرائيلية أربعة منهم.
في غضون ذلك، يواصل قادة المتظاهرين والمنظمات الشبابية والحركات الاجتماعية المختلفة مناقشاتهم في العديد من المدن الإسرائيلية لتحديد قائمة مطالب ينوون تقديمها إلى نتانياهو. وقال شمولي “اتفقنا على ضرورة خفض الضرائب وستتواصل مناقشاتنا حول مطالبنا المتعلقة بالصحة والتعليم”.
لكن شميرلنج حذر من حدوث أزمة اقتصادية في إسرائيل إذا استجيب لبعض المطالب. وقال “إن الحكومة لا تستطيع قبول المطالب المبالغ فيها، لأننا لا نريد أن نجد انفسنا في وضع مشابه لليونان أو إسبانيا”.
في المقابل، اقترح 42 نائباً إسرائيلياً، بينهم وزراء، في مذكرة رفعوها إلى نتنياهو مساء أمس الأول، بناء عشرات آلاف المساكن الجديدة في المستوطنات اليهودية المقامة علي أراضي الضفة الغربية المحتلة لحل أزمة السكن في إسرائيل. وقال النائب عن حزب “الاتحاد القومي” المتطرف المعارض أرئيه الداد “إن مستوطنات يهودا والسامرة (الضفة الغربية) توفر الحل الأمثل للتغلب على أزمة نقص المساكن”.
ومن بين الموقعين على المذكرة قياديون في حزب “الليكود”، خاصة وزراء الاتصالات، والمرافق العامة، والإعلام ويهودالشتات موشيه كحلون وميخائيل إيتان وويولي ادلشتاين ووزير الدولة يوسي بيليد. ومن بينهم أيضاً زعيم حركة “البيت اليهودي” المتطرفة، وزير العلوم، دانيال هرشكوفيتس وخمسة من نواب حزب “كاديما” المعارض الرئيسي بقيادة تسيبي ليفني.
عدد اليوم
