الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإضاءة عامل مهم بنجاح أو فشل العرض المسرحي

الإضاءة عامل مهم بنجاح أو فشل العرض المسرحي
20 أغسطس 2014 23:10
استهل الناقد جمال آدم محاضرته الأولى في ورشة النقد المسرحي، التي تنظمها هيئة «دبي للثقافة» في إطار الاستعداد لـ«مهرجان دبي لمسرح الشباب» المقبل، في مكتبة دبي – هور العنز حول دور الإضاءة في نجاح أو فشل العرض المسرحي بالمنظور النقدي الأكاديمي. أشار آدم بداية إلى تاريخ مفهوم التقنيات في العرض المسرحي، فلاحظ أن فجر المسرح الذي بزغ في أثينا القديمة كان يقوم على التشخيص، أي أنه خلا من التقنيات المساعدة، ومن ضمنها الإضاءة، لأن العروض كانت تقوم في الساحات المكشوفة خلال النهار، وعندما يضطر المخرج للدلالة على واقعة أو مشهد ليلي، كان يستخدم المشاعل. وأستمر الأمر كذلك حتى مطالع القرن السادس عشر (1517) حيث استخدم ليوناردو دافنشي ما يمكن أن نسميه أولى تقنيات في العرض المسرحي، فقسم قبة الكنيسة إلى قسمين، وأبعد الجبال بالصورة، بالإضافة إلى استخدام المشاعل ولكن بشكل مختلف عن المرحلة اليونانية. ولاحقاً استخدمت الشموع في الإضاءة، ولكن مشكلتها لم تُحل بشكل مقبول حتى دخلت الكهرباء، وكانت البداية في المسرح الفرنسي، ما أتاح للمثل التحليق بالأداء، وأتاح للمخرج في الوقت عينه، فرصة الاستفادة القصوى من مسألة التعتيم والإنارة، ورصد قدرات الممثلين التعبيرية الحركية أو النفسية في رسم المشاهد. ولكن خلال العامين الآخيرين حدثت أكبر ثورة تقنية في الإضاءة حيث باتت «البروجيكتورات» مزودة بتقنية عالية تجعل نسبة الخطأ صفراً بالمائة. ما يعني أنه يمكن للمخرج أن يتحكم بعملية الإضاءة ويوجهها كما يشاء في خدمة المشهد. وتحدث آدم عن مفهوم العرض المسرحي، وكيفية التعامل معها، مشيرا إلى مستويات عدة من الإضاءة، مثل الإضاءة الدرامية، والإضاءة الجمالية، والإضاءة العامة. فلاحظ أن الإضاءة العامة هي مشاهدة كافة العناصر على خشبة المسرح، لأن المتفرج يحب أن يرى كل شيء بدافع الفضول وحب المعرفة لِما يجري أمامه، وهذا ما يقرره المخرج سواء تم الأمر على جرعات، أو دفعة واحدة. أما الإضاءة الدرامية، والمقصود بها الإضاءة التعبيرية، فيجري التركيز فيها على حركة أو أداء الشخصيات. فمثلاً عرض «سفربرلك» الذي يتناول المرحلة العثمانية في بدايات القرن العشرين، استهل العرض بحزمة ضوئية مسلطة على الطربوش، ينطوي على دلالات كافية لحمل المتلقي ذهنيا إلى المرحلة العثمانية وما تختزنه ثقافته عن تلك المرحلة. وهنا تقوم الإضاءة بشحن ذاكرة المتلقي للإضاءة المعرفية على موضوع العرض المسرحي. إذن يحصل الخلل بالعرض عندما لا تقوم الإضاءة بوظيفتها التعبيرية كاملة في إنارة الرموز ومؤشراتها أو دلالاتها. كذلك الأمر بالنسبة إلى الإضاءة الجمالية، بمعنى تشكيل المشاهد المسرحية من خلال الظل والضوء، بطريقة تجذب العين الرائية إلى موضوع العرض، ولا تُنفرها منه، أو تجعل المتلقي يشعر بالملل أو الضجر، ما يدفعه لمغادرة العرض أو الشرود ذهنياً إلى موضوعات أخرى، وأحياناً ربما ينام خلال العرض، كما يحصل مع الكثيرين من مرتادي المسرح. عقب ذلك ركز الناقد آدم على فكرة التفاعلية خلال المحاضرة الراهنة أو التي تليها، بحيث يتاح لجميع المنتسبين أن يدلوا بآرائهم أو تساؤلاتهم، ما فتح الباب واسعاً للنقاش والحوار حول مختلف جوانب الموضوع. وفي الختام طلب آدم من المنتسبين مشاهدة عرضي «الشحاذين» و«الجلاد» على «يوتيوب»، لعرض مقتطفات منهما ومناقشتها في المحاضرة المقبلة. (الاتحاد ـ دبي)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©