الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمران لا يجتمعان في القلب: الاكتئاب والحب

أمران لا يجتمعان في القلب: الاكتئاب والحب
17 سبتمبر 2006 00:53
تردد العامة عادة مقولة تفيد غياب الحب والانسجام الزوجي هي: ''إذا حضر الفقر من الباب هرب الحب من الشباك''، لكن ماذا إذا كان الحاضر هذه المرة هو الاكتئاب؟ هل يهرب الحب من الشباك أيضاً؟ الإجابة: نعم! أما لماذا··· فلأن ''الاكتئاب والحب لا يجتمعان في قلب واحد''، إذ أن كليهما يتحدث بلغة مختلفة عن الآخر، ما يعني أن أي زوجين أصابهما أو أصاب أحدهما الاكتئاب على موعد وجها لوجه مع حقيقة مُرّة ينبغي مواجهتها والاعتراف بها، لكن ما يحدث هو العكس تماماً، فغالباً ما يتجاهل الأزواج هذه الحقيقة ويذهبون للبحث عن أسباب أخرى تفسر ما يجري بينهم من خلافات أو برود في العلاقة الزوجية· وعلى عكس المتوقع، لا يتناول هذا الموضوع الآثار التي يتركها الاكتئاب على الطرف المكتئب، بل يركز على الآثار السلبية والنتائج التي لا تُحمد عقباها، والتي قد يتجاهلها الجميع، وهي تأثير هذا الاكتئاب على الطرف الآخر (غير المكتئب) في مؤسسة الزواج· إعداد- مريم أحمد: بالرغم من أن كلاً من الزوجين، يشعر أحيانا أنه يمر بتجربة مريرة لا يشعر بمرارتها سواه، نجد أن تصرفات الطرفين تكون مُتوقعة· فأحدهما وهو الطرف المكتئب يتصرف وِفقًا لما يُمليه عليه اكتئابه، فيصبح ناقدا، غامضا، نكدا، متجهّم الوجه، غاضبا، بعد أن كان هادئا ولطيفا، كما أنه لا يعترف بأن خطباً ما قد ألمّ بشريك حياته· والثاني يصبح سلوكه محكوماً للأثر السلبي الناتج عن تصرفات الأول المكتئب، وبالتالي يكون حائرا، مرتبكاً، ويعتب على الطرف الآخر، ويلقي عليه اللوم في المشكلة الواقعة بينهما· ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يحاول إضعاف معنويات شريك حياته المكتئب، ومن ثمَّ يظهر غضبه واستياءه، وفي النهاية يرى في الهرب من المشاكل مخرجا له من التصادم مع شريك الحياة· صورة نمطية قلة فقط من الناس على دراية تامة بديناميكية اكتئاب أحد الزوجين، وآثاره على الطرف الثاني· والغالبية العظمى من الناس تحمل صورة نمطية عن الاكتئاب تصور المكتئب شخصاً منعزلاً، وحيداً، يجلس في زاوية من المنزل ويتحدث عن مشاعره الحزينة، وأنه يميل إلى العدوانية، والشجار مع شريك الحياة، وانتقاده بقسوة كافية لجرح مشاعره مما يجعل الخصام والنزاع سمة العلاقة بينهما، وإذا ما أضفنا سوء الفهم يصبح من الطبيعي أن تظهر فجوة عاطفية بين الطرفين، اللذين يشعران وبلا وعي بعدم الرضى عن هذا الزواج· تغيّر الشخصية يشعر الطرف المتأثر سلباً باكتئاب شريك الحياة بأن هذه التجربة تجعله أسير الآخر، وأن ردّات فعله غير طبيعية، وغير مقبولة· ولأنه كان قد تحمّل الكثير من تقلبات المزاج والمشاكل المتعاقبة التي توجد في أي علاقة زوجية، يجد نفسه يعيش وجهاً لوجه مع شخص غريب يتصرف على نحو غير متوقع، وإن كان يملك وجهاً مألوفاً، وأن حبه ودعمه قد تمت استبدالهما من قبل شريك حياته بكثرة التشكّي والغضب، وأنه يكافأ على صبره وتعقّله بالعداء والتنافر وعدم التقدير· ولو توقف الأثر عند هذا الحد ربما هان الأمر، لكن الأسوأ أن هذا الطرف المظلوم قد لا يبحث عن النصح والمشورة من الأهل والأصدقاء لاعتبارات شتى، منها: شعوره بأنه مسؤول عما يحدث، أو لأن ما في قلبه لا ينبغي البوح به للآخرين، وهكذا، يدفع ثمناً غالياً له تأثير سلبي عليه وعلى من حوله، فيعزل نفسه ويحكم عليها بحبس انفرادي، ويفقد القدرة على تقبل وتفهّم أعذار الشريك أو مبرراته، فيبني أسواراً دفاعية واقية تتمثل في ردّات فعل سلبية تجاه شريك الحياة ومشاعره· ولا شك في أن هذا كله سيؤدي إلى إضعاف رابطة الحب، والإخلاص والمشاركة، وهي العوامل التي يرتكز عليها الزواج
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©