الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علكة ولصقة وبخاخ.. الراغبون في الإقلاع عن التدخين لا يقلعون

علكة ولصقة وبخاخ.. الراغبون في الإقلاع عن التدخين لا يقلعون
17 سبتمبر 2006 00:58
أكثر من تسعين بالمئة من المدخنين يرغبون في تطليق السيجارة بالثلاث لكنهم لا يفعلون··· ومئة بالمئة منهم يدركون مخاطره الصحية الكارثية ومع ذلك لا يقلعون عن التدخين··· لماذا؟ الجواب ببساطة: لأنهم مدمنون يحتاجون لوسائل مساعدة عديدة، فالتدخين ليس عادة بسيطة بل حالة إدمان معقدة· وإذا كنت أحد المدخنين الذين يلومون أنفسهم باستمرار نتيجة ضعف إرادتهم وعدم قدرتهم على ترك التدخين، فتوقف عن هذا الشعور، فأنت لست ''سوبرمان'' أنت مجرد شخص عادي وقع ضحية لهذه الآفة التي تعتبر سلاح الدمار الشامل الأليف الذي يفتك بأعداد من البشر تفوق أعداد ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية مجتمعة· تحقيق وتصوير - محمد الحلواجي: تريد أن تقلع عن التدخين فعلياً، حسنا··· نحن نقدم لك الكثير من الأفكار وطرق المساعدة الجديدة بطريقة واقعية تناسب تفكيرك وبيئتك وظروفك وميزانيتك· لكن، قبل التطرق للجديد دعنا نسترجع الطرق التقليدية التي نجزم بأنك لا تكاد تعرف عنها الكثير، لأنك لم تفكر بترك التدخين جديا، ففي الصيدليات المحلية في الدولة تنتشر الكثير من الأدوية المساعدة على ترك التدخين، وقد قمنا في البداية بدخول إحدى الصيدليات بشكل عشوائي للتعرف على الأدوية المعتادة والمتوفرة في الدولة· البرنامج الشامل الصيدلي أحمد إبراهيم أوضح لنا أن: ''الأدوية المتوفرة محليا بشكل عام هي العلكة التي تمد الجسم بالنيكوتين بدلا من التدخين، وهي أفضل لاحتوائها على النيكوتين فقط دون سائر المواد الضارة في السيجارة والتي يصل عددها إلى 4000 مادة كيمائية، أما لصقة النيكوتين الموضعية فيمكن وضعها على الذراع والكتف في منطقة جافة خالية من الشعر لتمد الجسم بالنيكوتين· وهناك بخاخ الأنف وهو عبوة تستخدم بجرعة محددة تعادل كمية النيكوتين في عدد السجائر التي يستهلكها المدخن''· لكن هل تنفع هذه الأدوية في علاج حالات الإدمان الشديد؟ يقول أحمد: ''يمكن لهذه الأدوية البسيطة أن تساعد بشكل أفضل في حال تطبيق برنامج شامل للإقلاع عن التدخين بإشراف طبيب''· مغنطة سوفييتية لسجائركم تركنا أرفف الصيادلة واتجهنا لاكتشاف طرق أكثر حداثة وغرابة ومشهود لها بالفعالية، فقصدنا مؤسسة ''ركن التكنولوجيا المغناطيسية'' في دبي، ولكن ما هي التكنولوجيا المغناطيسية وما دخلها بالإقلاع عن التدخين؟ طاهر الرفاعي بدد حيرتنا قليلا عندما استقبلنا قائلا: ''نمتلك تكنولوجيا سوفييتية تعتمد على المغنطة، ونحن نقدم للجمهور خدمة مغنطة السجائر مجانا عبر تمريرها بجهاز خاص لتقليل تأثير المواد المسببة للإدمان دون أن يشعر المدخن بأي تغيير في نكهة السيجارة، وعادة نقوم بتمرير كمية السجائر التي يستهلكها المدخن شهريا في الجهاز الموجود بمقر المؤسسة دفعة واحدة، حيث تساعد هذه الطريقة المدخنين على الإقلاع عن التدخين تدريجيا''· ولكن هل هذه الطريقة مجدية حقا؟ يؤكد طاهر: ''أقلع على أيدينا عن التدخين أكثر من 20 شخصا من أصل 30 عبر برنامج أطلقناه منذ أكثر من سنة، التزم فيه العشرون شخصا الذين تركوا التدخين بمغنطة السجائر لهدم منظومة الإدمان التي تكونت لديهم عبر السنين، والمجال مفتوح للراغبين في الإقلاع عن التدخين لجلب كميات السجائر التي ينوون تدخينها لمقر المؤسسة وسنقوم بمغنطتها مجانا في أجهزتنا الخاصة، وبعدها سيشعرون بتغيير في مدى الإلحاح على طلب السجائر وهكذا سيتقلص لديهم التدخين بمرور الوقت''· برنامج آي اكيو إس تركنا المغنطة واتجهنا إلى سهى ويلسون التي أسست أول مركز لأسلوب ''آي اكيو إس'' للإقلاع عن التدخين في الإمارات بمدينة جميرا في دبي وتسعى لفتح فروع له في بقية الإمارات لتشرح لنا طريقة أخرى مستوحاة من الوخز بالإبر الصينية، حيث قالت من وحي تجربتها الجديدة: سرةف تعني بالعربية (إنني أقلع عن التدخين) وقد حقق هذا البرنامج نجاحاً كبيراً في أوروبا بعلاج أكثر من 300 ألف شخص بنسبة نجاح 90%، حيث تم تطويره بعد أبحاث طويلة في مجال فالعلاج الأُذيني'' باستخدام طريقة التحفيز بالنبضات الكهربية التي لا تسبب الألم للمتعالج، فمن مزاياه إمكانية تحديد درجة تركيزه وفترته لكل مدخن حسب عمره وجنسه ونوعية سجائره وعدد سنوات تدخينه، والمعروف أن هناك طرقا علاجية أخرى كالوخز بالإبر والليزر وغيرها، ولكن نسب نجاحها تبقى منخفضة مقارنة بالطريقة الجديدة''· وتؤكد د·سهى بثقة أن هذا العلاج: ''صُمم ليقدم حلا فعالا لمن قرر ترك التدخين نهائياً، حيث يتطلب العلاج حوالي 45 دقيقة، ولا يُحدث أية أوجاع أو أعراض جانبية، بل يخلص المدخن من شهية التدخين مع سيطرة على الضغوطات، كما يساعده على التحكم بشهيته للطعام خلال فترة الإقلاع، وبذلك يتفادى زيادة الوزن''· أصعب من الهيروين غسان كازون المعالج في مركز ''آي اكيو إس'' شدد على خطورة التدخين كمخدر فتاك قائلا: ''في دراسة مقارنة أجريت مؤخراً على مواد مخدرة شملت السجائر والهيروين والكوكايين والكحول، اكتشف الباحثون أن إدمان السجائر هو الأكثر صعوبة، حيث يلعب الوضع النفسي دوراً كبيراً في إدمان السجائر بنفس حجم الاعتماد الجسدي، وهذا ما يجعل الإقلاع عن التدخين أمراً في غاية الصعوبة، ونحن في اعتمادنا على أسلوب ''آي اكيو إس'' نقدم كل المساندة الضرورية للمدخنين للإقلاع عن التدخين حيث نعمل على تخليص الشخص من إدمان النيكوتين نفسياً وجسمانياً''· برمجيات متقدمة في الخدمة في حين يقول الدكتور انطوان فرح الذي يتركز عمله في بيروت ويزور الإمارات بين وقت وآخر لمساعدة عدد من أصدقائه المعالجين لحالات إدمان التبغ: ''يعتمد برنامج ''آي اكيو إس'' على جهاز (R.I.S.E) وهو تقنية متقدمة لتنفيذ برنامج علاجي يتفوق على أي أنظمة أخرى، إذ يحتوي برمجيات كمبيوترية متقدمة جداً يتم استخدامها حسب بيانات كل مدخن وعاداته المتعلقة بالتدخين· ويتألف الجهاز من جزئين رئيسيين: أداة الكشف الأولي على النبض (P.O.D) وهي أداة فحص الكتروني آمنة لا تسبب أي ألم، عندما تطلق التحفيز الكهربي نحو الأذن، حيث تنفذ العملية العلاجية بالاتصال المباشر مع جهاز (R.I.S.E) عبر تحويل البيانات الخاصة بالمدخن، وبالتالي، يُطبق العلاج بشكل دقيق على نقاط الأفعال المنعكسة، أما الجزء الآخر فيتمثل في بطاقة (I Quit Card) التي تشبه بطاقة الائتمان، وهي شريحة ذكية تحتوي على جميع البيانات المتعلقة بالشخص المُعالج بعد تخلصه من التدخين، ويتم إدخال البطاقة الشخصية في جهاز (R.I.S.E) لتحديد الخطوة النهائية ورسم خارطة العلاج الناجح''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©