الذكريات المخيفة تُنسى مؤقتاً في المراهقة

قال باحثون من جامعات كورنيل وبراون ونيويورك إن الذكريات المخيفة والمرعبة التي تعود إلى المراحل الأولى من حياة كل شخص تُنسى بشكل مؤقت في مراحل عمرية معينة، وعلى الرغم من أن استنتاجهم هذا جاء عقب إجرائهم دراسة على الفئران، فإنه أثار لديهم تساؤلات حول مدى انطباق ذلك على ذاكرة الإنسان من حيث القدرة على دفن الذكريات غير المرغوب في تذكرها، واستحضار الذكريات الجميلة في مراحل مختلفة من الحياة. وكان هؤلاء الباحثون قد أجروا سلسلة بحوث على فئران في أوائل وأواسط وأواخر مرحلة مراهقتها، فلاحظوا أن الذكريات المخيفة السابقة لهذه الفئران كُبتت واندفنت بمجرد دخولها مرحلة المراهقة. لكن هذه الفئران تمكنت من استعادة الذكريات المخيفة ذاتها واستحضارها بعد تعريضها لمواقف وسياقات شبيهة مباشرة بعد بلوغها. وبينت هذه الدراسة المخبرية التي نُشرت نتائجها في مجلة “الأكاديمية الوطنية للعلوم” أن كبْت الفئران للذكريات المخيفة ودفنها يرتبط بضعف الاستجابة العاطفية الخاصة باستجابة الخوف المشروط في الدماغ. وتوازت هذه الاستجابة مع تغير نشاط الدماغ في جزء من حُصين الدماغ الذي يستعيد الذكريات المكبوتة والمدفونة والمنسية. وقال أعضاء فريق البحث إن هذه الدراسة قد تُفسر سلوكيات وأعراض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الكرب التالي للرضح، والذي ينشأ بسبب صدمة نفسية والرُهاب. وهم يعملون على بحث التقنيات التي من شأنها المساعدة على دفن أو مسح الذكريات المخيفة والمرعبة بعد وقت قصير من تخزينها في أحد مراكز الذاكرة لدى الإنسان. عن “لوس أنجلوس تايمز”