الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ومن ثلاثة أحرف

17 سبتمبر 2006 01:10
أسرعت لمكتبي·· هرباً من أي انشغال جديد قد يطرأ ليضيع علي دقائقي المقبلة·· أغلقت باب المكتب خلفي بهدوء·· أسكت تنبيه الهاتف·· تسللت للكرسي خلسة·· وكأنني لص استولى على كنز أضاعه صاحبه·· بحثت بلهفة عن كنزي الذي افتقدت·· لحظات سريعة استعمرتها حركات متتالية بحثت فيها بصدق عن الكنز·· أين تركته··؟ وبأي حال هجرته؟ همس شوقي بحثاً عنه·· استنكر عشقي غيابه·· فأعلنت جوارحي حالة الطوارئ سعياً له تلفت هنا وهناك·· فلم أجده··!! ناديته·· فلم يجبني··!! كررت المحاولة تلو الأخرى فلم يظهر له أثر·· لا إله إلا الله·· أين تركته؟ لربما أضعته أو وقع مني·· لا يعقل·· ربما أخذه أحدهم·· وهل سيتحمل من أخذه عتابي على فعلته·· لا أظن··! فكنزي هذا بالذات·· لا تحلو دقائق إلهامي الخاصة بدونه··!! بعد محاولات حائرة·· وجولات تخللها الدعاء للعثور عليه·· وجدته·· نعم وجدته واذا به مركوناً تحت بعض الأوراق·· شاحب الملامح·· مستنكراً فعلي به طول هذه الفترة··! كنزي الذي عثرت هو·· ''قلمي'' قلمي الوفي·· رفيق فكري·· وملهم خواطري·· انشغلت عنك رفيقي·· أغرقتني الالتزامات ضغطت عليّ الظروف بتلاحقها·· حاصرتني الواجبات بتعددها فلم أوفيك حقك·· ولم أوف قرائي حقهم بالمواصلة فهل يرضيك ويرضيهم الاعتذار·· واعترافي الخجل بالتقصير··؟ أم اكتفي بالاسترسال في تخطيط لومي لنفسي على صفحات أوراقي العطشى! ولأكون صادقة·· أنظر لحالي·· ها قد اختلست هذه الدقائق لأكون معك ولنتبادل حديثنا الفكري وننقش خواطرنا لنتسامر في ساعات هذا الليل الهادئ·· ولننثر ذكريات مواضيع ومواقف ومحطات مرت علينا سوياً·· تعلمنا منها الكثير حتى ترجمناها كلمات مرصوصة منسقة·· للعظة والعبرة··!! أنعشت رئتي بنفس عميق لشعوري بالراحة·· رتبت أوراقي·· وبالطبع وضعت قلمي الثمين عليها·· تراءى لي وكأن الابتسامة علت تقاسيمه·· وكأن البهجة نثرت عبقها على أوراقي استعداداً للكتابة··!! جهزت مكتبي من جديد ليلائم احتفالي بعثوري عليه·· أخذت راحة قصيرة·· أحضرت فيها كوباً من الحليب الساخن·· لأبدأ بعدها بكتابة هذه الأسطر المتعطشة لربوع صفحتنا الغناء··!! قد يستغرب البعض عشقي لهذا القلم بالذات·· ولكن هذا الجماد الوفي طالما باح بما في خاطري·· وأبدى فكري·· ترجم عبراتي·· فسر سكوني·· لازم خيالي·· خطط تطلعاتي·· وأبهج مسيرتي··!! فقد يكون تبريري واضحاً لمن صاحب قلمه بصدق·· وانتهج الحرف سبيلاً·· وقد يكون غامضاً لمن كان نصيبه معاندته ومخالفته المسير!! بمساعدته وجدت دربي الكتابي قد أضيء·· فهو الذي به بدأت أولى خطواتي نحو عوالم إبداء الرأي والتعبير··!! هذه هي دقائق·· اختلستها من جدولي المزحوم لأقضيها مع قلمي المظلوم·· لأسامر فيها رفيقي·· ولأعتذر من خلالها لقرائي الكرام··!! نعم لم يكن هذا هو عهدي معك يا قلمي·· ولم أكن لأحكم عليك قسراً·· ولكن الـ''شوق'' هذه المرة أتعبني·· وضاق بي إحساسي بالتقصير·· فأرهقني··!! شيخة المسماري: ويا من رافقتني في دروب الفكر·· ها أنا هنا أجيب دعوتك غاليتي بعميق الـ''شوق''·· وأجدد العهد بالتواصل من جديد قدر المستطاع·· فأنتم أدرى بالظروف·· وأعلم بالموانع·· بالرغم من متابعتي الدائمة للصفحة··!! نسأل الله أن ييسر لنا ولكم التواصل·· وان يصلنا وإياكم برحمته وجنته··!! واحتي: مهما ابتعد قلمي عن واحة فكره ''رأي الناس'' لا بد ان يعيده الحنين لرياضها·· ويجره الـ''شوق'' لتأمل نبت قرائها وكتابها·· لينتعش مداده بالتواصل مع رفاقه·· ويستفيض بتدبر تلك الجولات الكتابية والهموم الاجتماعية التي جمعت شملهم··!! فمهما عاندتنا الظروف وضغطت علينا بارتباطاتها·· تأكدي يا واحتي·· بأن للنفس متنفسا فسيحا ما بين مروجك··!! لطيفة المنصوري صفحة رأي الناس بستان يضم بين حناياه زهوراً ووروداً باهرة جميلة مبدعة وانت يا لطيفة زهرة من تلك الزهور التي فقدناها فترة طويلة فمرحبا بك وأهلاً ثم سهلاً بكل من فارقنا ثم عاد مرة أخرى مشتاقاً إلينا مولعاً بحب هذا البستان· محرر رأي الناس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©