الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبداع الخط العربي بدأ منذ القرن الأول الهجري مع كتابة المصحف الجامع

إبداع الخط العربي بدأ منذ القرن الأول الهجري مع كتابة المصحف الجامع
1 أغسطس 2013 20:50
يشكل الخط العربي المثير الأول لدى الفنان التشكيلي عزت جمال الدين، ويؤكد أنه فن قائم بذاته، ومستقل استقلالاً تاماً عن الفنون الأخرى، وأنه قد أثر في فنون الشكل منذ بداية ظهور الإسلام، ولا يزال له البعد الأكبر في الحركة التشكيلية في العالم العربي والغربي، حيث استغل الفنان التشكيلي الحرف العربي كقيمة تسجيلية وتذكارية في أعماله، كما استخدمه الفنان الأجنبي كتقنية لمعالجة قريبة من الحرف اللاتيني، وبصورة جمالية تثير الدهشة (القاهرة)- أوضح أن الفنان التشكيلي عزت جمال الدين الذي اتجه إلى الحرف العربي لم يكن فناناً مفلساً فنياً، ولكنه أراد أن يضيف إلى إبداعه بعداً جديداً يخرج به إلى آفاق أكثر معاصرة، مثل الخزاف محمد الشعراوي الذي حول الخزف إلى كتابة عربية بصورة جمالية لم يسبقه إليها أحد. وقال: إن الإبداع في الخط العربي بدأ منذ القرن الأول الهجري منذ كتب سيدنا عثمان رضي الله عنه المصحف الجامع، ثم بدأ بعده المخلصون للفن الإسلامي تجويد شكل الكتابة العربية، حتى إنه كانت هناك مدارس تتبارى في إبداع شكل الحرف العربي لخلق أنماط جديدة، وكذلك هناك من السلاطين والأمراء والحكام والولاة من تنافسوا على كتابة المصحف الشريف بخط اليد وتذهيبه وتزويقه، وكان ابن مقلة وتلاميذه، وابن البواب بين أولئك الذين أضافوا أشكالاً جديدة لم نكن نتصور أن تخرج من الخط العربي. وأشار إلى أن الفنان التشكيلي لم يقدم على الاستلهام من الخط العربي والتكوين بالحروف العربية في إبداعات تشكيلية إلا بعد أن بلغ في الفن التشكيلي منتهاه، ووصل إلى الصفة الروحانية والتصوف الفكري والأدبي، وظهرت حركة استلهام الكتابة العربية في أعمال الفنانين المصريين بوضوح في معرض «حب الرسول». دقة التخصص وقال: إنه في مرحلة البكالوريوس لفت نظره أحد أساتذته وهو متخصص في الآثار الإسلامية، وهو الراحل الدكتور حسن الباشا إلى هذا المجال، وأصر على أن يكون تخصصه الدقيق في المرحلة النهائية من دراسته من خلال الدراسات التاريخية في تاريخ التخصص، لدراسة المصحف الشريف وشواهد القبور والآثار الإسلامية القديمة، ومحاولة قراءتها، وأنه وجده مجالاً خصباً. وأضاف: إنه لم يُدرس الخط في كلية الفنون التطبيقية، إلا بعد أن رأى أن أغلب القائمين على تصميم حروف الكمبيوتر مدعون ومنهم من لا ينطق العربية ولم يدرسها، ولا يعنيهم المحافظة على الحرف العربي وجمالياته، حتى تستطيع الأجيال المقبلة بعد أن تأخذ الكتابة شكلها وتصميمها ونموها الطبيعي، أن تقترب منها وتتابع نموها وتلتصق بها، ولذلك بدأ تجربة جديدة مع طلاب السنة الأولى تؤدي نتائجها إلى أن يصبحوا مصممين لأبجدية حديثة بها كافة العناصر الأساسية للحرف من الفراغ والسمك والتركيب والصعود والهبوط، وقد أفرزت التجارب تشكيلات جديدة من الخطوط، ومن تلك التجارب التجريب على الحرف اللاتيني القديم وتحويله إلى العربية، حيث أخرج حرفاً جديداً يزاوج بين حضارتين مختلفتين، كإبداع وقصة خلق حديث في الكتابة العربية. الحرف الواحد وأوضح أن جماليات الحروف العربية تكمن في أن الحرف الواحد له أكثر من موقع، حيث فوجئ أثناء بحثه لنيل درجة الماجستير أن هناك باحثاً لبنانياً أجرى بحثاً كاملاً عن حرف «الميم»، والذي يُكتب بـ 12 شكلاً في أكثر من موقع، وهو دلالة على ثراء الحرف العربي وقوته وعظمته، وأن كل نوع من الكتابة العربية يأتي كارتقاء من الخط السابق له، وكل مكان في العالم له خط من الخطوط، خاصة الكوفي، الذي به 7 أشكال تستخدمها بغزارة، ولكنها أكثر من ذلك، وهو ليس تطوراً وإنما ازدهار فني من الناحية الجمالية والإبداعية. وقال: إنه عاش بعض الوقت في المملكة العربية السعودية، واكتشف وقتها أن أستار الكعبة ليست سوداء مصمتة وإنما هي «أسود× أسود»، حيث إن الخيوط عند النسج من السداة واللحمة، يكون أحدهما ذا لمعة أكثر من الآخر، ولا تراها العين، ويظهر فيها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وقد كانت تلك هي الفكرة الأولى للأعمال التي أطلق عليها «أستار الكعبة»، كما حاول أن ينقل الكتابات الموجودة في القبلة والتي تعود إلى العصر العثماني. زعماء القبائل وأضاف: إنه بحث في المراجع العربية والأجنبية عن شكل خاتم الرسول حتى توصل إلى شكل أشبه بالحقيقة من بعض الصور من تركيا، في نسخة مصورة من كتاب «مكاتيب الرسول»، وبذلك رسم شكلاً لخاتم الرسول، ثم اطلع على رسائل الرسول الـ 7، للملوك، إضافة إلى 42 رسالة بعث بها إلى زعماء القبائل، وأنه كان في مجموعة لوحات الرسائل يستخدم خاتم الرسول مع تشكيلات في خلفية العمل من خلال الأعمال التشكيلية الخاصة بالمصحف الشريف وستائر الكعبة، وبالألوان الخاصة بالفن الإسلامي، فخرجت الرسائل في أعمال تشكيلية ليست صماء من كتابات فقط. صنع الأختام وقال: إن الخاتم كان من معجزات الرسول، حيث كتب بطريقة غير مقلوبة، بعد أن أشار أسامة بن زيد حينما كتب الرسول رسائله بأن الملوك لا تقرأ كتباً غير ممهورة، فقال له الرسول اصنع لنا خاتماً، ولعدم درايته بالطريقة الخاصة بصنع الأختام حفر له خاتماً معدولاً، وكان الرسول حينما يختم به تطبع الكتابة معدولة، ويقرأ الخاتم «محمد رسول الله»، كما لم تُغفل الآداب النبوية عند كتابته، حيث كُتب محمد في الأسفل وتوسطه «رسول» حتى يكون لفظ الجلالة في الأعلى. وأكد أن الفنون الأخرى على مستوى العالم تأثرت بالفن الإسلامي لدرجة ادعاء البعض أن الفنان «بول كليه» كتب باللغة العربية في بعض لوحاته، ونفي ذلك موضحاً أنها أقرب إلى شكل الحروف العربية، وأن آخرين قالوا: إن أول كتابة في صدر الإسلام كانت على قبر أمرئ القيس، وهو احتمال غير وارد لأن الكتابة لم يكن لها شكل من الأشكال ليتم التأكد منه كأبجدية، وامرؤ القيس كان قبل ظهور الإسلام بحوالي 200 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©