الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسوق قبل الافطار يضاعف إنفاق الأسر خلال رمضان

التسوق قبل الافطار يضاعف إنفاق الأسر خلال رمضان
1 أغسطس 2013 20:51
(أبوظبي) - تكثر في رمضان مظاهر الإنفاق العشوائي، حيث تفشل نسبة كبيرة من العائلات في ضبط مصروفها أو على الأقل التقيد بميزانية معينة تتناسب مع قدراتها الشرائية. ولا تقتصر حمى التسوق في رمضان على التبضع من الجمعيات ومراكز بيع المواد الغذائية فحسب، وإنما تتعداها إلى حد الدخول في مشتريات ثانوية. وبين الضروريات المبالغ في كمياتها والكماليات المرهقة اقتصاديا ولا حاجة تبررها، تقع فئة من الناس فريسة الهدر غير المحبذ ولاسيما في شهر الصوم. مع كل النصائح التي تطلق في سبيل التشجيع على ترشيد الإنفاق على مدى السنة، من باب الادخار حيناً وخوفاً من الوقوع في فخ الديون حينا آخر، فإن فوضى صرف الأموال مستمرة. وشهر رمضان الذي يشتد فيه الطلب على السلع الأولية، يعتبر للبعض بمثابة الحجة التي تدفعهم يوميا إلى الأسواق من دون مبرر أحيانا كثيرة. وكأن الشراء يتحول في شهر الانقطاع عن الطعام والشراب، إلى عدوى مرضية لابد أن تصيب الجميع. أطباق لا تمس وتصف علياء الحاج التي كانت منهمكة في وضع المعلبات داخل عربة التسوق عن الشعور بالفرح في كل مرة تخرج فيها إلى «السوبرماركت» في شهر رمضان. وتقول وهي أم لـ3 أبناء، إنها تشغل وقتها بما يذكرها بمائدة الإفطار وكيف ستزينها لأسرتها أو لضيوفها. وتعتبر أنه من الجميل مشاركة الصائمين بهجة التفاعل مع أجواء الشهر الفضيل والتي أكثر ما تتجلى في مراكز البيع. وتعترف علياء بأنها غالباً ما تشتري أمورا قد لا تحتاجها ولكنها اعتادت أن تفعل ذلك، بمجرد أن تقع يدها على سلعة يعجبها شكلها أو لونها أو ترى متسوقا آخر متحمسا لشرائها. الأمر نفسه بالنسبة لنهاد عمار وهي جدة لـ 7 أحفاد، التي ترى أن نكهة الشهر الفضيل تتجلى في الازدحام اليومي الذي يقع عند «كاونترات» الدفع في الجمعيات. وتذكر أنه بالرغم من التأخير الذي تتسبب فيه للجميع وتحديدا للنساء المستعجلات دائما في الرجوع إلى البيت لتجهيز طعام الإفطار، غير أن المناسبة تستحق. وتقول نهاد إن مصروف عائلتها يتضاعف 3 مرات خلال شهر رمضان، والسبب أن الأسرة تجتمع بالكامل على مائدة واحدة، حيث تزداد كميات الطعام وتتنوع الأطباق. ولا يقتصر التسوق عليها وحدها وإنما يخرج الكبار والصغار للمساهمة في شراء الأصناف الرمضانية، مع أن غالبيتها لا تمس لا ساعة الإفطار ولا خلال السهرة. وهذا برأيها أسوأ ما في الأمر لأنها تضطر يوميا إلى رمي كميات من الطعام تظن كل مرة أنها لن تكفي لأفراد أسرتها الكبيرة. يشترون كل ما يشتهون وتمتد يد الهدر وعدم القدرة على ضبط المصروف إلى الرجال الذين يقومون بدورهم بشراء كل ما يشتهونه من مأكولات ومواد غذائية من دون حسبان. ويذكر محمد عبدالسلام أنه بحكم عمله لوقت قصير خلال شهر رمضان، فهو يغتنم فترة العصر من كل يوم للتسوق لمائدتي الإفطار والسحور. وهو لا يكتفي بشراء السلع التي تكتبها زوجته على قائمة الاحتياجات، وإنما يزيد من عنده وخصوصاً بالنسبة للسلع المعروضة حديثا. ويقول محمد إنه عندما يكون صائما يشتهي كل ما تقع عينه عليه، ويفكر بأن زوجته وأبناءه قد يعجبون بمذاقه، لذلك يندفع إلى وضعه في عربة التسوق. غير أنه يفاجأ في نهاية الأمر بأن الكميات التي يختارها أكبر من حاجة أسرته ومع ذلك لا يقوى على ضبط مصروفه خلال رمضان. وأكثر ما يخشاه اليوم تأكده من أن راتبه لن يكفيه حتى نهاية الشهر. ويعتبر سيف عبدالرحمن أن عدم التنظيم الذي تقع فيه الأسر خلال رمضان يعود إلى عدم وضع ميزانية معينة يسيرون عليها طوال شهر رمضان. إذ يتبعون مبدأ المصروف المفتوح وعدم ردع النفس عن شراء أي سلعة ترغب بها حتى قبل التأكد من الحاجة لها. ويذكر أن المرأة هي من تلعب دورا أساسيا في هذا المجال لأنها أكثر شخص يمكنه تقدير حاجة أفراد الأسرة من الطعام والشراب في رمضان. فإذا كان زوجها من يشتري أغراض البيت، فعليها أن ترشده إلى الكمية المرادة، وأن تعمل بإدارتها على الاستفادة من المشتريات لأكثر من يوم وعلى أكثر من مائدة رمضانية. ويرى سيف أن الخطأ الكبير الذي يقع فيه غالبية الصائمين أنهم يخرجون إلى السوق قبل موعد الإفطار مما يجعلهم يشترون كل ما يشتهونه. نصائح وينصح خبراء ينصحون بعدم الشراء أثناء الصيام، حيث يتحدث المهندس حسن الكثيري الخبير في قضايا المستهلك، عن حال زيادة النفقات في شهر رمضان مؤكداً أنها ترهق الكثيرين ولاسيما عند شراء ما هو غير ضروري. ويقول إن المطلوب هو التعامل مع التسوق في رمضان بمفهوم المستهلك الحكيم الذي لا ينفق على سلعة ليس بحاجة إليها. وألا يكون مفهوم الاستهلاك مرتبطا بالرغبة وحسب، وإنما بموازنة الحاجة إليه من جهة والقيمة الشرائية للمنتج المراد شراؤه من جهة أخرى. ويعتبر الكثيري أن المستهلك الحكيم سواء في شهر رمضان أو في باقي أيام السنة هو الذي يضع أولويات لاحتياجاته المعيشية، بحيث يكون الإنفاق على الأمور الأساسية التي يحتاجها وهو متأكد من أنه سيستهلكها من دون زيادة أو نقصان. ويقول إن المستهلك يشتهي الكثير من المشتريات في رمضان، وهو في هذه الحال يجب أن يسأل نفسه قبل الانجراف إلى الدفع لماذا أشتري هذه السلعة؟ وهل سآكلها أنا وأسرتي وأنهيها بالكامل؟ وماذا عن الكمية؟ ويوضح الخبير في قضايا المستهلك أن هذه الأسئلة تجعل الشخص يتوقف عن الشراء الآني، ويميل إلى التشاور من باب إعادة النظر في قراره حتى لو كان ثمن السلعة رخيصا. ويورد المهندس حسن الكثيري أن خطورة الصرف العشوائي هي المسبب الرئيسي لخرق الميزانية لدى فئة كبيرة من الأفراد، ولاسيما مع الاعتماد الكلي على البطاقات الائتمانية. ويحذر من الوقوع رهينة مغريات السوق خلال شهر رمضان، لأنها تجعل الشخص يشتري أمورا يعتقد أنها ضرورية له ولأسرته. في حين أنه يرمي أمواله ويمعن في تراكم خسارته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©