الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإفطار الجماعي.. مائدة تجمع الأهل وعابري السبيل في دبا الحصن

الإفطار الجماعي.. مائدة تجمع الأهل وعابري السبيل في دبا الحصن
1 أغسطس 2013 20:51
ياسين سالم (دبا الحصن) - من المظاهر الجميلة في شهر رمضان التي يحرص عليها أهل الإمارات، تجمع الأهل والأقارب والجيران على مائدة إفطار واحدة، وهي من العادات الرمضانية الحميدة الراسخة في مناطق دبا والساحل الشرقي. ومع اقتراب أذان المغرب ترى «الصواني» محمولة على الرؤوس ملأى بما لذ وطاب من المأكولات، لتستقر أمام أحد المنازل المتفق عليها والمواجهة للطريق العام حتى يتسنى لأي عابر طريق أو ضيف الانضمام إلى مائدة الفطور، كما هي الحال في معظم الأحياء السكنية في دبا الحصن، حيث يتجمع ما بين عشرة إلى عشرين شخصاً أمام كل حي مفترشين السجاد والحصائر، ويجهزون الإفطار انتظاراً للقادمين. وعن هذه العادة يقول علي بن أحمد بن شرارة: اعتاد آباؤنا مع دخول شهر الصيام أن يتم تحديد ساحة أحد المنازل، ويتم مراعاة كبار السن في اختيار الموقع، ويقوم كل شخص بحمل ما تيسر من الطعام وإحضاره لمكان الفطور، وبعد تجاذب أطراف الحديث بين الجالسين، وأهم ذكرياتهم عن الماضي، وبعض مواقف الحياة، يرفع الأذان، ويقوم الجميع بتناول الفطور. الجميل في هذه الظاهرة الرمضانية أنها تتيح للشخص العابر أو الذي لم يتمكن من الوصول إلى مقصده في الوقت المناسب الانضمام والإفطار مع الصائمين، وهذا يدل على الترابط المجتمعي المستمد من الدين الإسلامي الحنيف، والخلق الرفيع، والأجواء الروحانية التي يتميز بها شهر الرحمة والعطاء، وسعي الناس الدائم خلاله نحو عمل الخير والتنافس على كسب الأجر في هذا الشهر الفضيل. من جانبه أوضح سعيد بن يوسف بن محمد بن حماد أن الموائد الرمضانية تعبر عن فرحة الناس، وبالأخص في مناطق الساحل الشرقي، بمكانة هذا الشهر، وما يشكله من أهمية في نفوس المسلمين، وهذا التجمع المسائي الذي يجمع الأقارب والجيران على مائدة الإفطار، هو أحد المظاهر الجميلة لشهر العطاء. ويضيف عبيد جمعة الخالدي أنه على الرغم من الالتزامات الناس ومشاغلهم التي لا تنتهي، ودواماتهم المتواصلة، ظلت عادة الاجتماع على الفطور مستمرة بل الكثير يحرص على حضور الفطور مع المجموعة، والجميل بهذه العادة الحسنة أن كل بيت يحرص على تقديم أفضل ما عنده من المأكولات الشعبية مثل الهريس والفريد، وتكون المائدة عامرة بأنواع شتى من المأكولات، كما أننا نحرص على حضور الأبناء والمشاركة في الفطور والمساعدة في نقل الأكل من المنازل إلى المكان المخصص للفطور، وذلك بهدف غرس هذه العادات والقيم الأصيلة في نفوس الأبناء، وحتى تحافظ الأجيال المتعاقبة على مظاهر الشهر الفضيل، وتتمسك بالسنة الحسنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©